السيد محمد الطالقاني
كان من اهم اولويات الحكم العباسي هي محاربة ائمة اهل البيت عليهم السلام ومحاربة القاعدة الحركة العلمية من الشيعة واضطهادهم ومنعهم من الكلام في مجالات العقيدة من اجل تثبيت خلافتهم والحفاظ على عروشهم .
وكان لاامامنا الكاظم عليه السلام دورا متميزا في التصدي لحكام الجور والاستبداد وتوضيح حقيقة التآمر الفكري في بلبلة عقول المسلمين، حيث اتخذ عليه السلام عدّة أساليب في مجال الاصلاح الفكري , كالرد على الانحرافات الفكرية وتفنيد جميع الروايات التي يعتمد عليها المنحرفون, بعد انتشار الموجات الرهيبة من الاتجاهات العقائدية والنزعات الشعوبية والبعيدة عن الاسلام وكان اخطر تلك الموجات هي موجة الالحاد التي قادها الحاقدون على الاسلام الذين لم يرق لهم المد الاسلامي حيث استطاع الامام الكاظم عليه السلام من تحجيم دور اولئك المنحرفين وايقاف حركتهم.
هذا الدور الذي لعبه الامام الكاظم (ع) في التصدي للافكار المنحرفة ونشر الأفكار الإسلامية الصحيحة جعل القاعدة الشعبية لاهل البيت عليهم السلام تاخذ بالتوسع والانتشار في الافاق ,حيث خطى الامام عليه السلام خطوة مهمة في الاصلاح وبث الوعي بارجاع الامة الى الفقهاء من اتباعه الذين كانون ينتشرون في جميع الأمصار، لأخذ معالم الدين من عقائد وتشريعات وأحكام.
بالرغم من تميز عهد امامة الامام الكاظم عليه السلام بسيطرة الطغاة وبشكل محكم على رقاب الامة الاسلامية حيث قضى الامام عليه السلام معظم حياته في سجون الحكومات الظالمة و لم يكن احدّ امنا على نفسه من بطش الجبارين والمستبدين, لكن الامام الكاظم (ع) كان يغتنم الفرص للوقوف يوجههم وتأليب الامة عليهم ليعطي درسا لكل السياسيين والمتصدين للحكم ان شعار هيهات منا الذلة هو الشعار الاصلح لتقويم عملية الحكم واستمراره بالطريقة التي يرضاها الله تعالى .
وفي عصرنا الحالي واصل اتباع اهل البيت (ع) نفس ذلك النهج الذي نهجه الامام الكاظم (ع) حيث جهادهم من أجل المبادئ والمقدسات فهبّوا إلى ميادين النضال وهم يرون ان السكوت على الظالم مساعدة له على ظلمه. لذلك واجهوا صعوبات كثيرة ومشاكل معقدة، فسجنوا في السجون، ودس لهم السم، وأريقت دماؤهم، وارتفعت أجسادهم على أعواد المشانق، ولم يتخلوا عن مبادئهم المقدسة ونضالهم الشرعي في مقاومة الظلم من سلطة أي كان، داخلي أم خارجي.
حتى اشرقت شمس الحرية على عراقنا الحبيب وزالت غيوم الظلام عن سمائه للحرية جاءت حكومات كانت تعارض الظلم وتلعنه وقد قاست وعانت منه سابقا. ولم تأت هذه الحكومات بالقوة والتسلط والقتل وإنما جاءت بالانتخابات حيث اختارها الشعب لتدير شؤون البلد وتوفر الخدمات والعيش الملائم والحرية والأمان. ولكن هذه الحكومات وبعد ان رأت حالها انها تمسك بزمام الأمور وعرضت عليها دنيا هرون عبثت بالبلاد وتناست دماء الشهداء وجهاد العلماء ليصبح المنصب ومطامعه همهم الوحيد فزاغت ابصارهم وتاهت افكارهم حتى تسلط عليهم الشيطان فاوصلونا الى مانحن عليه الان من عودة الحكم الظالم والديكتاتورية المتسلطة الى العراق وبأقنعة ووجوه جديدة ومختلفة
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha