د.علي الطويل
لايخفى على احد من المتابعين للشان العراقي انه منذ بدا الحراك الشعبي الذي كان عنوانه المطالبة بالخدمات والقضاء على الفساد واصلاح النظام السياسي والانتخابي ، وقد كانت هذه العناوين هي البائنة في ظاهر الحراك الشعبي ، ولكن باطن الحركة ومفاعيلها كانت تخفي اشياء كثيرة كشفت الاحداث اللاحقة عنها اذ ما ان تقدم الزمن بها حتى اتضحت الكثير مقاصدها بشكل واضح وجلي وظهرت المحركات الدافعة لها وبشكل لايخفى حتى على الانسان البسيط ، وهنا لانريد التقليل من شان التظاهرات والاساءة الى المتظاهرين بقدر تسليط الضوء على ما تخفيه الجهات المعادية وما اعدته من مكر وخداع وبما تملكة من اعلام مسيطر في توجيه الراي العام ، وكان مما رفع من شعارات وضمن المطالبة باصلاح النظام السياسي هو عدم ترشيح شخصية جدلية والتاكيد على ان لاتكون فاسدة وتمتلك جنسية ثانية غير الجنسية العراقية .
والمتابع لتصريحات رئيس الجمهورية وسلوكياته يجدها تصب في ذات الاتجاه الذي رفعه المتظاهرين ابتدأء ، لابل تبناه من خلال لقائه بالمتظاهرين ومن خلال رسائله للكتل السياسية وادعى انه لايستطيع مخالفة المطالب الشعبية والمرجعية ، وابرزها ان يكون رئيس الوزراء غير جدلي : مطلب المرجعية : وان لايملك جنسية غير الجنسية العراقية : مطلب المتظاهرين : .وكما ان هذه المعلومة واضحة كذلك فان نوايا السبد رئيس الجمهورية لم تعد خافية على احد ، واذا انطلت على كثير من الناس في بداية الحراك الشعبي فانها لم تنطلي على احد منذ بدا الحراك السياسي لاختيار رئيس وزراء بديلا عن السيد عادل عبد المهدي وظهور جدلية من سيشكل الحكومة ، اذ استثمرها برهم صالح لتظهر نواياه بشكل غير خفي ، فالاجندة الامريكية التي فشلت في تحقيقها من خلال حرف المظاهرات وفشل الانقلاب العسكري ، قد حققها برهم صالح من خلال استغلال منصبه وخرقه للدستور وهو ما يعرف بانه حامي لهذا الدستور .
فاصرار رئيس الجمهورية على شخصيات ذات توجهات امريكية لايفسر الا انه خاضع وسائر في المشروع الامريكي لتدمير العراق وتمرير المخطط العدواني الذي يريد التلاعب بالشان العراقي ، ويعتبر ذلك خيانة كبرى لتطلعات الجماهير العراقية ، وخيانة للوطن وحنثا باليمين الذي ادها الرئيس اثناء تكليفه ، ان تكليف الزرفي لرئاسة الجمهورية يعد ازمة حقيقية ادخلها الرئيس برهم صالح بعد تجاوزه للدستور وللاعراف السياسية المتبعة منذ سقوط النظام والى الان ، بل هي تعتبر الخطوة الاولى لقلب المعادلة التي اسس عليها النظام الجديد في حكم الاغلبية ، ولاجل اعادة الكرة لحكم الاقلية التي عانى منها العراق لعقود طويلة وما جنى من جرائها الا الويلات .وسلام قبل الكلام ، ان على كتل الاغلبية السكانية ان تعي مايدور حولها وان تتجاوز القوالب التقليدية والنوايا الساذجة التي عفى عليها الزمن وان تفكر بطريقة حضارية خالية من العواطف والمجاملات ، والا البعض انكم سوف تاكلون بيوم ياكل الثور الابيض . والسلام
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha