محمد كاظم خضير
تكليف من دون تأليف.. بانتظار الفَرَج أمريكياًيحقّ للرأي العام أن يشمئز ويقرف من فضائح فساد وعماله عدنان الزرافي الذي تمّ اختياره من الفاسدين، لترؤس الحكومة، (والتي يتوقع أن يفشل في تأليفها بعد تكليفه من من سياسيين منبطحين بفعل الاستشارات مع رئيس الجمهورية)، وذلك بحسب ما ينشر عنه في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعيّ، حيث يمارس الشجعان حرّيتهم فيعدّدون الارتكابات الكثيرة الموثّقة التي تسجّل ضدّه لا سيّما عندما كان محافظة النجف وتم إقالته ، حيث ارتكب مخالفات وتعدّيات وصفقات تعفّر جبينه، وتشوّه صورته أمام الرأي العام الذي لا بدّ من أن يرفضه لسوء سيرته، بكل بساطة، لأنه يطالب برئيس حكومة أكاديميّ شريف نظيف كفؤ، ولا غبار حتى على حذائه...!
لقد تمّ اختيار هذا الرجل عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم، من قبل زملائه ونظرائه الفاسدين، بهدف استمرار النهج القذر نفسه الذي خرّب العراق ، فيجاريهم ويطيعهم ويغطّيهم، ويعتمد أسلوب " اسند لي تَحَمِّل لك"، وهكذا تتعذّر المهمّة الأساسيّة المنتظرة والمطلوبة من القضاء الذي يتمّ تعطيل مشروع إصلاحه من الشرفاء أصحاب النوايا الحسنة.. وهذا ما يرفضه المتظاهرين الأحرار الذين يريدون محاكمة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة منهم.. وهم لا يكفّون عن الصراخ في ساحات العراق لبلوغ هذه الأهداف الوطنيّة الشريفة!
ولا يمكن تحقيق ما يصبو إليه الشعب العراقي إلا من خلال تأليف حكومة مصغّرة من الأخصائيّين الأكفّاء الخبراء النظفاء الكفّ من نساء ورجال أكاديميّين ذوي الرؤيا والمشاريع القابلة للتنفيذ، كلٌّ في وزارته وفي اختصاصه... للإعلاء من شأن الأداء السياسيّ الإجتماعيّ الوطنيّ الإنسانيّ..
لقد تمّ اختيار هذا الرجل، للاستفزاز وتمرير الوقت الضائع، إلى حفظ الترتيبات اللوجستيّة والتقنيّة والفنيّة والسياسيّة المتعلّقة بالتنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما من الآبار وتقسيم الحصص للشركات الأمريكية و إلغاء الاتفاقيات َ َمع الصين . حيث أن حصّة الأسد، على ما يُشاع، هي للأمريكان الذين بنوا أكبر سفارة محصّنة لهم في المنطقة، عندنا في الخضراء ، وممّا لا شكّ فيه أن الطبخة السياسيّة الإقليميّة الدوليّة على نار أميركيّة لم تعد هادئة، على ما يبدو، من خلال الضغوط السياسية التي تمارسها الإدارة الأمريكية على العراق ، ونشعر بها كبير الشعور الذي يمسّ بكرامتنا ، والهدف أولاً بأوّل التضييق سياسيّاً على "الحشد الشعبي وسلاحه ، وعلى محازبيه ومناصريه ومؤيّديه وحلفائه، .. إلى أن تأتي ساعة نزول هؤلاء المناصرين أنفسهم إلى الشارع حيث يعترضون، بعد تطبيق طوق الحصار عليهم، وقد ينضمّ منهم أعداد كبيرة تلتحمُ بالمتظاهرين٥ الذين يشاركونهم المصيبة التي لا تستثني أحداً من الشعب العراقي الذي يعاني من الضائقة الخانقة عينها!
لذلك.. وبعد نضوج الطبخة، ستطفأ النار تحتها، ليتمّ تناولها على المائدة العراقية العامرة، حيث يبدأ التمتّع بالأطايب، في جوّ من البحبوحة والازدهار.. بعد ملامسة الانهيار، الذي يتم تداركه، بعد تأليف حكومة مصغّرة إنقاذيٍّة بامتياز.. وحينها تنهال المساعدات الأمريكية على وطن الأرز، وتبدأ الاستثمارات التي تحرّك عجلة المنظومة الإقتصاديّة وتعزّزها إذ تستقطب رؤوس الأموال من الدّول الغنيّة الصديقة، الغربيّة والعربيّة على حدّ سواء، ومرّة جديدة، بقرار أميركيّ خليجي مشترك، وبمساهمة كبيرة من السعودية "الأم الحنون"، من دون التعويل على أي دور لساساة الشيعةالتي تستغرق في ثباتها العميق أو بالأحرى في غيبوبتها المزمنة!
الأشهر الأولى من السنة القادمة ٢٠٢٠ ستشهد "أعجوبة" ما ننتظرها تجلب الفرج، بعد مدٍّ إقليميّ وجَزر أميركيّ يفرض سلطانه في نهاية المطاف.. كيف لا، ومن يطبع الدولار ويوزّعه على كوكب الأرض هو سيّد قراره ليحجبه عمّن يريد، وساعة يشاء وأنّى يشاء ولأهدافه ومصالحه.. ومَن مِن الحكّام "الأبطال" يمكنه الاعتراض وإملاء إرادته على صانع القرار هذا: الإدارة الأمريكية التي تقول لغالبية حكام الدول: " كُن فيكون"!..
ومن يحاول عدم الطاعة والخضوع والانصياع يُقاصَص، ويكون القصاص بحجم اقتراف الخطأ.. وهناك " البكاء وصريف الأسنان "!
دمى داخلية صغيرة تحركها أيدٍ خارجية كبيرة!
إنّها حقيقة مرّة.. وتبقى مرّة إلى أن تأزف ساعة التحرّر الحقيقيٍة التي لم نبلغها بعد في العراق !!!
ولنعترف لأنفسنا.. على الأقل بهذا الواقع!
العراق اليوم في الحاضنة الدوليّة.. على أمل ألا يطول الوقت لبلوغ سن الرشد والانعتاق والاتكال على النفس، بعد تثبيت أرجلنا سياسيّاً واقتصاديّاً وأمنيّاً في التّراب العراقي الخصب والذي يختزن النفط والغاز والماء والمقدرات والكفايات... ولا ينسيَنَّ أحد الأهميّة القصوى لأرض العراقية التي لا بدّ من وضع استراتيجيّة حكيمة لها.. ولا بدّ من الحوكمة في العراق على كل المستويات وفي كلّ المجالات لخلاص وطننا بعد طول جلجلة.
لننتظر الآتي من الأيام يا عدنان . والمياه تكذّب الغطّاس!
https://telegram.me/buratha