قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في الأخبار أن إدارة العتبة الحسينية المقدسة، قررت رفع دعوى قضائية بشأن استهداف مطار كربلاء بغارات جوية أمريكية..
الغارة الأمريكية التي أستهدفت مطار كربلاء، وهو تحت الإنشاء، جاءت في سياق سلسلة غارات شنها الطيران الأمريكين ضد قطعات للجيش والشرطة والحشد الشعبي، وتسبب قصف مطار كربلاء بإستشهاد موظف مدني، وتدمير واسع النطاق لإجزاء مهمة من المطار؛ الذي تقوم بإنشاءه شركة مقاولات إنشائية فرنسية.
قائد عسكري أمريكي أعلن أن سبب إستهداف للمطار، يعود الى أن فصائل المقاومة العراقية، تستخدم جزءا منه كمخزن للصواريخ، وهو ما تم نفيه من جميع المصادر العراقية، وبضمنها العتبة الحسينية المقدسة، فضلا عن أن ذلك أمر غير معقول على الإطلاق، نظرا لحساسية العتبات المقدسة بشأن إستخدام منشآتها؛ لإغراض هي ليست الأغراض "الشرعية"، التي يسمح بها الشرع الديني وقواعد إدارة الأوقاف الصارمة.
حسنا فعلت وتفعل إدارة العتبة باللجوء الى القانون لمقاضاة الأمريكان على فعلتهم الجبانة تلك، وهو تصرف حضاري ممتاز، بيد أن الأمر برمته يفتح بوابة الأسئلة التي لا يجب أن تبقى في الصدور، لأن من شأن ذلك أن يربك التفكير؛ ويعمي البصيرة والبصائر..!
لن نتخطى حقنا الشرعي كمسلمين عراقيين؛ مندكين بالمرجعية الدينية ومقامها العالي، أن نطرح سؤالا مؤداه؛ لماذا اقتصرت الدعوى على استهداف المطار، دون تناول باقي جوانب العدوان، الذي طال قطعات عسكرية حكومية رسمية، في نفس الليلة وبنفس الطائرات ؟!
في هذا الصدد؛ ربما نسمع ردا من هنا أو من هناك؛ يقول فيه قائله، بأن القطعات العسكرية إذا ارادت تدويل الموضوع؛ فيتعين أن يتم ذلك، من خلال وزرة الخارجية العراقية، ومن خلال القائد العام للقوات المسلحة، وباقي الجهات ذات الصلة ....
هنا نتسائل مع إعتذارنا على جرأة السؤال، وهو هل ان المطار فقط للعتبة الحسينية المقدسة؛ أم لسائر العراقيين و لسلطة الطيران المدني، ومرجعيتها الأعلى وزارة النقل؟!
مع التسليم بقاعدة؛ أنه لم يكن البنيان يوماً أغلى من الإنسان، نتسائل أما كان بالإمكان إتخاذ موقف عراقي وطني موحد، من اجل صيانة حرمة دماء ابناء قواتنا الأمنية؟!
ثمة ملاحظة أخرى لطالما سمعناها؛ في خطب الأجلاء ممثلي المرجعية الدينية العليا؛ من منبر جمعة كربلاء المقدسة، وهي إن العراق مهما امتلك من خيرات، فأن استثماره الحقيقي برجاله، لكن رجاله شريحة المدافعين عن سيادة هذا البلد؛ الذين لبوا فتوى الجهاد الكفائي، يتعرضون الى تصفية بين الحين والآخر، وهو أمر ينذر بخطر حقيقي، يجب الوقوف وقفة جادة من أجله، دون انتظار خروقات أخرى؛ تضاف إلى سجل الخروقات السابقة.
أزعم أني من هؤلاء الرجال الملبين، ولأن مقام العتبة يسمو الى مقام الابوة، وذلك يمنحني جرأة التمني على سادتي ومشايخي في إدارة العتبة، ان يستنكروا في بيانهم؛ قصف أمريكا لمناطق عديدة في العراق، ولَيس إستنكار قصف المطار فقط، كما جاء ذلك في بيانهم آنف الذكر، أتمنى ذلك.
ثمة أسئلة أخرى أكثر أهمية، منها؛ هل أن إستهداف مطار كربلاء المقدسة غير المكتمل؛ يمثل عمل عدائي عميق الأبعاد، مرتبط بالهلع الذي أصاب الأمريكان، وهم ينظرون الملايين تقصد الحسين عليه السلام، ليتعلموا هناك فنون الثورة، ويرضعوا من ثدي كربلاء الطاهر الحرية على أصولها؟!
هل أن ضرب مطار كربلاء إنذار للمرجعية المباركة؟ هل هو تهيئة الأجواء لضرب المدينتين المقدستين؟ هل هي رسالة تحد ٍللإمام علي بن أبي طالب وإبنه الحسين الشهيد عليهما السلام؟! باختصار..هل ـن الشيعة وحدهم هم المستهدفون من قبل الأمريكان؟
كلام قبل السلام: عندما كنا صغار كنا نسأل دائما آبائنا، لِمَ تزوجتمم أمهاتنا وأنجبتمونا؟!
سلام..
https://telegram.me/buratha