طيب العراقي
لم يتوقف البعث المجرم لحظة واحدة قط؛ عن محاولات العودة الى حكم العراق، ولو بالحديد والنار والدم، وعلى الرغم من تردي علاقاته مع الأنظمة الخليجية؛ أواخر حكم الطاغية صدام، إلا أن هذه الأنظمة وفي مقدمتها مملكة آل سعود، توصلت الى قناعة أن لا بديل عن البعث حليفا دائما في العراق، ريثما يعاد ترتيب أوراق السُنة في العراق، لتقديم نموذج معدل من البعث.
دول الخليج العربية ومعها بقية التحالف الصهيو أمريكي، الذي يضم إضافة لها كلا من مصر والأردن، دعمت البعث بكلما اوتيت من قوة؛ لتحقيق هدف العودة التي طال أمد إنتظارها، ولكن صمود الشعب العراقي، بوجه ورقة الإرهاب؛ التي رفعها بوجهه هذا الحلف الشرير، أفشل مساعي عودة البعث، خصوصا بعد فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي، تلك الفتوى التي تمخضت؛ عن وليد غير متوقع لتحالف الأشرار، الذي نزل بكل ثقله في حزيران 2014، منتجا تنظيم داعش بكل آثامه وقيحه.
الحشد الشعبي؛ وليد الشعب العراقي المبارك، لم يولد بالطرق الإعتيادية، فقد خرج لنا بعملية قيصرية شاقا جدار المستقبل، على الطريقة التي شُق بها جدار الكعبة المشرفة، يوم ولد حاديه الإمام علي بن أبي طالب، قبل نحو أربعة عشر قرنا ونصف القرن.
المعركة مستمرة، وداعش تحطم بأيادي سمراء صلبةلرجال الحشد الشعبي، وفشلت مخططات حلف الأشرار، وأنتهت أحلام دولة الخرافة، وعاد وجه العراق تقرأ في قسماته عنفوانا، يفتح أبواب نهايات غير سعيدة؛ للزواج الصهيوعرب أمريكي..نهايات بانت تباشيرها بالإنتكاسات المتتالية، التي تعاني منها الإدارة ألأمريكية ومن ركب قاطرتها المتهالكة.
بغية إعادة الزخم لآمال التحالف الشرير، فإن الإدارة الأمريكية عمدت الى تصميم وإخراج خطة بديلة، لأعادة النظام السياسي في العراق؛ الى ما قبل عام ٢٠٠٣، اي الى البعث وجبروته وسطوته حيث بحار الدم.
الإدارة الأمريكية ولإنجاح خطتها هذه، رسمت سيناريو من أربعة محاور:
المحورالاول : يجب أن تقضي باخراج ايران نهائيا من معادلة الصراع، وتنتهي بالقضاء التام على النفوذ الايراني في المنطقة والعراق.
المحور الثاني: ولأنها فوجئت بدور المرجعية الدينية في إسقاط مشروعها الخبيث، فإنها تعمل وبقوة؛ على تحجيم دور المرجعية الدينية العليا، ومحاصرتها في حدود الحوزات العلمية فقط، وسارت في هذا الإتجاه بخطواتات عملية وواسعة، بدءا من هدم القيم المجتمعية، وليس إنتهاءا بتسقيط المرجعية الدينية في نظر العراقيين.
المحور الثالث: القضاء على الوليد الشعبي (الحشد الشعبي)، وذلك بشيطنته واتهامه بشتى الإتهامات، والقضاء على قياداته المخلصة، ومن ثم تفكيك هذه المنظومة الجهادية المهمة.
المحور الرابع: بعد تنفيذ الخطوات الثلاث الأولى، يتم الذهاب الى الخطوة النهائية والأهم، وذلك بدعم خليجي؛ وتعاون محلي عراقي (سني شيعي كردي).
تتمثل نهاية هذا المحور بإعادة إنتاج ما جرى في مصر، والإتيان بـ (سيسي) عراقي، موالي تماما للمشروع الصهيوعرب أمريكي، وسينفذ هذا الجنرال الخطة بحذافيرها، حتى لو أقتضى الأمر القضاء على نصف الشيعة في العراق، ومعهم بالتأكيد كل الأحرار والخيرين من السنة والكرد وباقي المكونات.. وفي هذه الأثناء؛ ستجري عمليات محمومة، لملاحقة الزعماء الشيعة، بتهم القتل العمد والإرهاب؛ وتعد قائمة على غرار قائمة ال ٥٥ البعثية التي استهدفت رموز النظام البعثي، والتي ندمت عليها أمريكا أيما ندم.
سيجلس هذا الجنرال على عرش من الجماجم، ولذلك فإن الصراع مع الامريكان وحلفهم القذر، قد اصبح صراع وجود.. اما ان نكون او لا نكون.
في مدينتنا كان مكتوبا؛ في أعلى واجهة مدرسة إبتدائية للبنات، وباللون الأبيض بيت شعر لعضو قيادة البعث صالح مهدي عماش يقول" بعث تشيده الجماجم والدم...تتهدم الدنيا ولا يتهدم" .
ـــــــــــــ
شكرا 14ـ3ـ2020
https://telegram.me/buratha