عبد الحسين الظالمي
ربما يصفها البعض ضربة قاصمة لوجود بعض الذين تعتقد امريكا وأذنابها انهم خارج اطار القانون او قوى منفلتة سواء كانت تابعه للحشد او خارجه عنه ولكني اجزم ان تلك الضربات وردود الافعال الامريكية انما قصمت ظهر الوجود الامريكي بالعراق بل اجزم انها ختمة وجوده بالعراق خصوصا وان الامريكان في الفترة الاخيرة بدءا من حادثة اغتيال قادة النصر التي غيرت وجهة نظر الكثيرين حول وجود القوات الامريكية في العراق .
وها هي اليوم تجر الى حماقة اخرى عندما تستهدف مطار مدني قيد الانشاء من قبل شركة فرنسية عملاقة مستمرة بالعمل وهذا دليل على امرين مهمين او ربما ثلاث امور منها؛
اولا:
ان الامريكان غير دقيقين في معلوماتهم رغم ما يشاع عنهم خصوصا في اجواء مكشوفة لهم مثل العراق ورغم ذلك يخطأون اخطاء استراتيجية كقصفهم مطار مدني ينفذ من قبل شركة اوربية وهي مشغولة بالتنفيذ اذ من المستحيل على الامريكان الادعاء ان هذا الموقع يستخدم عسكريا وهذا سوف يفضح نواياهم .
ثانيا:
ان هذه الضربة تثبت ان الامريكان لا يريدون للعراق ان يعمر ويبني بناه التحتية وخصوصا في مناطق خارج نفوذهم الواقعي وهذه القضية تفضحهم وتكشف زيف ادعائهم بحماية العراق ثالثا:
ان ضرب مطار تحت الانشاء دليل على ان الامريكان يخلقون الفرص لضرب العراق ضربات موجعة عقابا له على بعض سياساته وهذا يعني ان الامريكان لا يحترمون العراق ولا يعترفون بالعراق بلدا مستقلا ذا سيادة واجب عليهم احترامها. وظاهرا لديهم مشكلة مع مطارات العراق.
الضربات الاخيرة للجيش والشرطة وبعض المنشاءات المدنية وخصوصا في مدينة مقدسة اثبتت ان العراق بلدا محتلا من الامريكان وقضية انسحاب الامريكان وفق الاتفاق الامني اكذوبة وما دخول الامريكان عبر بوابات داعش ماهو الا سيناريو دخول من الشباك بعدما خروجوا من الباب وكل هذا يثبت ان مشكلة العراق الحقيقية هي وجود الامريكان على ارضه سفارة وقوات عسكرية ومستشارين.
الضربة الاخيرة كشفت المستور ليس للمخلصين من العراقيين الذين يعرفون ذلك من قبل ولكن كشفت ذلك للراي العام العالمي ان امريكا لا تريد الخير للعراق .
ومن وجهة نظري اذا كان هناك مجال بسيط جدا تركه قرار البرلمان لإخراج القوات الاجنبية وخصوصا الامريكية نتيجة الاختلاف عليه فهذه الضربة جاءت لتغلق اي مجال او ذريعة لوجود هذه القوات وقد ادخل قوى موثرة على خط اخراج هذه القوات لم تكن داخلة بقوة على خط اخراج القوات الامريكية.
اما اليوم فقد اصبح شعور الكل ان الكل مستهدف من الامريكان وبهذا جاءت الضربة لتقصم مبرر وجود القوات الامريكية في العراق وبتالي فهي قصمت ظهر الامريكان قبل ان تقصم ظهر بعض الجهات التي تنبنى عمليات ضرب الامريكان لان تلك المجاميع تتوقع الخسائر وهي لا تهتم لذلك وقد استعدت لذلك ولا يهمها ان استشهد سليماني وابو مهدي ام لا لأنها ترى ان ذلك مشروعها وهدفها الانبل وهو طرد المحتل مهما كلف الثمن قد تخطىء التوقيت او المكان ولكن الرسالة وصلت للجميع
( امريكا لاتريد الخير للعراق) ولا ترغب ان يبني منشاءات استراتيجية خارج منطقة نفوذ طيرانه الحربي المعتاد وهذه هي خلاصة القضية.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha