المقالات

ملفات وقضايا ملحّة على طاولة شمخاني في بغداد

1291 2020-03-12

عادل الجبوري

 

   ان يكون في هذا الوقت بالذات، مسؤول ايراني رفيع المستوى بحجم الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني في العاصمة العراقية بغداد، فأن ذلك يعني الشيء الكثير، الذي يحتاج الى وقفة طويلة وقراءة معمقة لتفاعلات الوقائع والاحداث بكل جوانبها واتجاهاتها، وطبيعة العلاقة العراقية الايرانية بمختلف مستوياتها وعناوينها.

   جاء الادميرال شمخاني الى بغداد بدعوة رسمية من مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض، بحسب بيان صادر عن مكتب الاخير، قال فيه ان الفياض اكد على "اهمية التعاون بين العراق وايران لمواجهة فايروس كورونا، في الوقت الذي شدد الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني على ضرورة ان يستعيد العراق دوره الاقليمي والدولي، وقد بحث الجانبان الواقع السياسي والإستراتيجي في المنطقة وتأثير انتشار مرض كورونا في المنطقة لاسيما على مستوى التواصل بين الدولتين، كما جرى بحث المشاكل في المنطقة وسبل حلها وآفاق تطوير العلاقات بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية بما يخدم مصالح الشعبين".

   وجاء شمخاني الى بغداد، في الوقت الذي تواجه بلاده ازمة خطيرة ومقلقة بسبب فايروس كورونا، الذي اجتاح دولا عديدة من العالم، من بينها ايران والعراق.

   وجاء شمخاني، في وقت تنشغل فيه الاوساط والمحافل السياسية العراقية بحراك متواصل وتسابق الزمن من اجل حسم موضوعة رئاسة الوزراء بعد وصول رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي الى طريق مسدود واعتذاره عن اكمال المهمة.

واضافة الى لقائه الفياض، اجتمع شمخاني مع رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمى، وزعامات وشخصيات وحكومية مختلفة.

  فايروس كورونا حظى بحيز كبير من مباحثات شمخاني مع المسؤولين العراقيين، وهذا امر طبيعي جدا، لانه بات يمثل قضية عالمية تشغل بال الجميع، لاسيما ايران التي شهدت انتشار الفايروس على نطاق واسع، وكذلك العراق، الذي شهد هو الاخر عشرات الاصابات بمدن مختلفة في الشمال والوسط والجنوب.

   وبما ان هناك علاقات وروابط اقتصادية قوية الى جانب العلاقات والروابط السياسية والامنية بين العراق وايران،  فأنه من المتوقع ان تلقي كل الاجراءات والخطط الاحترازية والوقائية بظلالها الثقيلة على العلاقات والمصالح الاقتصادية لكل الطرفين، سواء ما يتعلق بالتبادلات التجارية، او السياحة الدينية وغيرها من المظاهر الاخرى.

  والمعروف ان حجم المبادلات التجارية بين العراق وايران يبلغ سنويا حوالي عشرة  مليارات دولار، هذا الى جانب السياحة الدينية التي تدر على الطرفين موارد مالية جيدة وتساهم في انعاش حركة الاسواق وتوفير فرص العمل، وهذه كلها تأثرت بشكل واضح وملموس مع اغلاق المنافذ البرية والجوية او تقييدها الى حد كبير، وفرض اجراءات صارمة لمنع انتشار وتفشي الفايروس على نطاق اكبر واوسع.

   ولاشك ان العمل على تقليل الاثار السلبية الاقتصادية بأقصى قدر ممكن، والبحث عن معالجات وبدائل، يمثل اولوية لكل من بغداد وطهران.

   وبموازاة البعد الاقتصادي، فأن البعد الصحي والبيئي لمواجهة كورونا، كان هو الاخر موضع اهتمام كبير في مباحثات شمخاني ببغداد، علما ان بعض اعضاء الوفد المرافق له كانوا من ذوي الاختصاصات الطبية والعلمية، بحسب ما اشارت المصادر التي كانت قريبة من اجواء المباحثات. 

   وبينما اكد شمخاني استعداد بلاده لنقل تجاربها الى الحكومة العراقية في مجال مكافحة فيروس كورونا، عبّر رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي عن شكره وتقديره لاقتراح ايران بتقديم العون للعراق في مكافحة فايروس كورونا، مشيرا الى انه من الطبيعي ان جميع الدول بحاجة الى التعاون فيما بينها في مواجهة هكذا كوارث.      

   والى جانب ذلك فأن ملفات الامن الاقليمي، وازمات المنطقة، والتحديات والتهديدات الناتجة عن السياسات والاجندات الاميركية والاسرائيلية، وسبل تعزيز ومواصلة التعاون والتنسيق في محاربة الارهاب التكفيري، كانت حاضرة بقوة ايضا على طاولة مباحثات الادميرال شمخاني مع كبار الساسة والمسؤولين العراقيين، علما ان ملف رئاسة الوزراء، لم تغب هي الاخرى، والتي صرح شمخاني بشأنها قائلا، "نحن نريد المشاركة الحقيقية بين الشيعة والكرد والسنة في إدارة البلاد، ولذلك على جميع المكونات السياسية العراقية ان تتحد من اجل تحقيق التقدم للبلد وتقديم الخدمات للشعب". 

   خلاصة القول ان الرسائل التي انطوت عليها زيارة المسؤول الايراني الكبير لبغداد في هذا الوقت بالذات كانت عميقة ودقيقة ومهمة من اية زاوية نظرنا اليها وتعاطينا معها، ومحورها "ان بغداد وطهران معا في كل الاوقات والظروف".

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك