المقالات

ألواح طينية؛ ما المصلحة في تمزق الصف الشيعي؟!

2343 2020-03-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

من أجل هدف إنشاء دولة؛ استطاع الساسة الاكراد؛ تأسيس شعب دولة وليس شعب محافظات.. ولكي يشدوا شعبهم إليهم والى دولتهم، التي يعملون على رسم ملامحها بقوة وثبات؛ عملوا على إنشاء بنية إدارية حقيقية لهذه الدولة، وتوازى ذلك مع توفير خدمات؛ وبنى تحتية وسياسة داخلية وخارجية، تجعل المواطنين يشعرون أنهم في دولة وليس في أقليم.

الساسة الأكراد رسموا هدفهم وأتفقوا عليه جميعهم، وهم في ذلك يتنافسون فيما بينهم، داخل بيتهم وليس خارج اسواره، وعلى الرغم من دكتاتورية أحزابهم؛ وحسابات عشائرية ونشاط حركة إسلامية، لكن كل ذلك يبقى داخل بيت القومية الكردية.

الساسة السنة وخلفهم ومعهم بيئتهم الإجتماعية، توصلوا الى قناعة تامة، بعدم السماح بتكرار تجربة داعش على أراضيهم، مع أن ظهور داعش من بين صفوفهم، كان مفيدا لهم على المدبن القريب والمتوسط، وحقق لهم هدفا كانوا يصبون إليه؛ وهو أن يقودوا مناطقهم بأنفسهم، بعيدا عن تأثيرات الحكومة المركزية وهيمنتها، إلا أنه من المؤكد أن  تنظيم "داعش" نفسه؛ ما كان يريد العراق كله، بل كان هدفه المناطق السنية فقط، وعمليا فإن "داعش" كان وبتخطيط مسبق، أداة بيد الساسة السنة، ولا نتوقع أن "داعش" سيمارس مستقبلا؛ دورا يدفع فيه الساسة والمواطنين السنة بأن يحاربوه، وبالمحصلة فإن السنة في رعاية امريكا والخليج.

المشكلة الحقيقية تكمن في صفوف الشيعة؛ الذين يشكلون غالبية سكان وسط وجنوب العراق الساحقة؛ بما قيها العاصمة بغداد، حيث ان هذه الصفوف ساسة ومواطنين؛ اصبحت لا تنتمي لمدرسة واحدة، بل تبدو الصورة ممزقة بشكل مثير!

على المديين القريب والمتوسط،  يبدوا ظاهرا أن تمزق الشيعة؛ يصب في مصلحة كل من الأكراد والسنة، إذ سيؤدي ذلك الى قوة شوكة كل منهما، ويضعف تأثير الشيعة بالقرار الوطني العراقي، وسنيا سيكون من مؤدى ذلك، زيادة مساحة وجودهم في السلطة ، فيما على الصعيد الكردي؛سيعجل بتحقيق الحلم بدولة مستقلة..ولذلك تعمل الأطراف السنية والكردية يدا بيد؛ على إزدياد مساحة تمزق الصفوف الشيعية، وهذا ما بدى واضحا، بالتنسيق المشترك بين بارزاني والحلبوسي وبرهم صالح؛ في مسألة تشكيل الحكومة!

لكن على المدى الإستراتيجي؛ فإنه كلما إزدادت مساحة التمزق الشيعي؛ وكلما إزداد الأكراد إقترابا من تحقيق هدفهم، وكلما إزدادت مساحة السنة في السلطة، فإن العراق يزداد إقترابا من حالة اللا دولة، وسوف لا يمضي زمن طويل؛ إلا ونشهد إنتهاء دولة العراق بشكلها الراهن!

على المدى الإستراتيجي أيضا؛ فإن الأكراد يعلمون جيدا؛ أن إنشائهم لدولة حقيقية قابلة للحياة، يصطدم عمليا بعدة محددات وتحديات، يعضها داخلي وأقواها وأهمها الخارجي، وهم يدركون جيدا أن الدول الحية، تحتاج الى شواطيء على البحار، وهذا غير متوفر لهم، وسيحتاجون الى سلسلة حروب مستمرة للوصول الى البحر، لن يكون النصر حليفهم فيها أبدا!

السنة من جانبهم يعلمون أن عليهم، أن يذوبوا في دولة أخرى إذا خرجوا من العراق، وسوف لن يكون لهم وجود فاعل في تلك الدولة، بل سكونون أتباعا أذلاء، وكأنك ما غزيت يا ابو زيد..

لما مضى من شرح، فإن على الأكراد والسنة؛ أن يتوقفوا عن محاولات تمزيق الشيعة، بل أن مصالحهم سوية تقتضي، أن يجدوا أمامهم قوة شيعية موحدة، يستطيعون عبر التعاطي معها، أن يبنوا مناطقهم، وينتقلون بمواطنيهم الى الرفاه الإجتماعي..

كلام قبل السلام: ثمة نقطة تركناها الى آخر الحديث، وهي أن 90% من الشهداء الذين دافعوا عن وحدة وسيادة العراق كانوا شيعة، وأن 80% من نفط العراق شيعي..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رضوان
2020-03-08
كلام جميل ، لكن الوعي الشيعي كان وعيا سياسيا معارضا لفترة اربعة عشر قرن ، وبسبب الاضطهاد السياسي والتهميش كان الوعي والمبادره السياسيه عند الشيعه ضعيفه ، واجتهدوا وركزوا على الوعي الدعوي والفكري ، وبرزت زعامات ومجتهدون دينيون متعددون لكل مشاربه واطروحاته الفكريه والدينيه وتجنبوا قياد الناس سياسيا وجماهيريا ، ولهذا لانستغرب ان تكون القيادات السياسيه امتدادا للزعامات الدينيه وتباين افكارها وتعدد اتباعها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك