المحامي عبد الحسين الظالمي
لازلت وسوف تبقى معاول تهديم العملية السياسية الفتية في العراق تعمل بكفاءة من قبل الاعداء والخصوم داخليا واقليميا ودوليا وهذا شىء متوقع منذ البداية لان التجربة العراقية تعيش في وسط بحر يرفض وجودها بين امواجه لأنها وبكل صراحه موجه لا تنسجم مع اتجاه حركة امواج البحر الاخرى فإذا اشتد هديرها ربما تقلب موازين الحركة ولاتجاه لذلك تم الاستعداد لها بكل الوسائل المتاحة لغرض اجهاض حركتها والقضاء عليها .
الى هنا والموضوع طبيعي ومتوقع ولكن غير المتوقع هو ان معاول اصحاب الشأن اشد وطئا وضربا وتهديما من تلك المعاول بل اجزم انها هي من ساهمت بشكل فعال في تحقيق ما كانت تهدف اليه تلك المعاول ( اختلاف . سوء ادارة . فساد . تغليب الحزبية والفئوية على المصلحة العليا . نشر غسيل بعضهم لبعض الاخر . التمسك بالموقع من الاغلب الاعم منهم .).
لازال التقاطع الشيعي الشيعي وأسلوب ادارة الازمات السياسية بين الفرقاء الشيعة وتوسع مساحة رقعة الخلافات بينهم تزاد وتتفاقم في الوقت الذي تتطلب ان تتقلص هذه الرقعة وتنعدم وتتحول الى وحدة موقف بعد الذي حدث لهم وبانت الامور جلية واضحة ان المشروع هو مشروع اجتثاث لهم جميعا وذا هم عجزوا عن تنفيذ اجثاث البعث فالاخر سوف يطبق الاجتثاث عليهم باسرع مما تتخيل عقولهم .
نعم نعي حجم الخلافات والمشاكل والتقاطعات واختلاف الرؤى ولكن هل يمكن ان تبرر هذه الاختلافات عدم الاتفاق بينهم باعتبار ان مصيرهم ووجودهم كا مشروع مهدد والتحدي كبير جدا وهل يقبل ان تكون خلافاتهم اكبر من هذا التحدي ؟.
كنت اتوقع بعد فشلهم في تمرير حكومة محمد توفيق علاوي واتضاح موقف شركائهم ووحدت موقف الاخرين من ذلك، كنت اتوقع بظرف اقل من اسبوع يتفق القادة الشيعة على مرشح بديل كان يجب اعداده كا بديل متوقع لفشل متوقع ومحتمل لعملية التكليف الاولى .
ولكن الظاهر الامور تجري بشكل مغاير لما يفرضه العقل والمنطق ولازالت المواقف نفسها ولم تزحزح قيد انملة ولازالت الانا تحكم الموقف والكل يرى في نفسه هو الحق وغيره الخطاء المحض فلا نية في اتخاذ قرار سليم تفرضه الوقائع الواضحة والتي تقول ان لا مكانة لزعامات السياسة الحالية في الصدارة بشكل علني بعد ما حدث وقد حان الوقت وتطلبت الظروف ان تبرز قيادات اخرى كبديل متجدد لأخذ زمام الامور والعبور بالبلد الى ساحل الامان خصوصا وان هناك عوامل اخرى تلوح بالأفق تتطلب من كل عاقل صاحب ضمير من بيدهم زمام الامور ان يقدر خطورتها ومنها الازمة الاقتصادية الخانقة التي تلوح بالأفق نتيجة الكساد الاقتصادي نتيجة انتشار مرض فتاك لازال محير العالم ومهدد اكبر الدول واقواها اقتصاديا.
ناهيك عن خطر المرض نفسه الذي يمكن ان يهدد حياة ومصير الكل فلا تنفع معه منطقة خضراء ولا صفراء ولا سفر للخارج ولا جنسية ثانية الكل مهدد واكثر الذين يتحملون المسؤولية في هذا الوقت هم القادة السياسيين.
العراق يمر بحالة طوارىء استثنائية تحتاج قرار استثنائي فيما يتعلق في تشكيل الحكومة لان البلد على شفى حفرة يحتاج من يشد حزام الهمة ويلملم شتات الوطن لتستعد لما هو قادم وحتى الاخوه المتظاهرين عليهم ان يعوا ذلك .
من هنا نرى ان معاول اصحاب القرار السياسي وخصوصا ابناء المكون الشيعي هي اشد وطىء وتهديم من المعاول الاخرى ان استمرت هكذا .
ونداؤنا لهم جميعا اذا استمر الوضع هكذا فاسوف تغرقون السفينة وسوف يحاسبكم الله قبل البشر اسوأ وأنكل حساب لان اي مبرر في استمرار الخلاف نتيجة التمسك بمواقعكم سوف يكون غير مبرر ابدا ونقول لكم مع جل الاحترام والتقدير لكل التضحيات ان الموقف الان لم يعد يسمح للبقاء اطول في صدر السفينة اليوم نقول لكم انتم ممثلينا وغدا نقول انتم من دمر السفين ،
دينكم واخلاقكم وتاريخكم يدعوكم للتراجع للخلف خطوات وفساح المجال لغيركم لقيادة السفينة وسوف تبقى ارائكم محترمه ومقدرة ومكانتكم كلا حسب موضعه محط احترام ان عالجتم الامور قبل فوات الاوان .
اللهم اهدنا سواء السبيل ونقذ العراق واهله وانت ارحم الراحمين .
https://telegram.me/buratha