قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
فشل السيد محمد توفيق علاوي في أن يصبح رئيسا للوزراء، نقول فشل وليس أعتذر، فهو لم يستطع حتى في أن يقنع عددا كافيا من النواب؛ على دخول قاعة المجلس، وكان معظم الممتنعين عن دخول القاعة من النواب الشيعة، مع العرض أن عديد النواب الشيعة في البرلمان؛ يربو على مائتي نائب، لكن من حظر منهم لم يتجاوز عديده التسعين نائبا، بمعنى أن الرجل لم يستطع إقناع أكثر من نصف "قومه" بالحضور، فكيف يا ترى يستطيع إقناعهم بالتصويت له؟!
أما "شركاء" الوطن و "أنفسنا"، فلم يكونوا حاضرين أصلا!..وعلى كل حال فإن الرجل لم يخسر شيئا لأنه لم يعط شيئا قط، نعم هو خسر بضعة أيام قضاها في بغداد؛ قادما من لندن التي يعيش فيها منذ سبعينيات القرن الماضي، وسيعود الى هناك عاجلا، وربما يكون قد عاد فعلا، مستصحبا ولديه اللذين كانا يديران عملية التفاوض!
على كل حال فإنه في اللحظة التي يقرأ أحدكم هذا النص، يكون الموضوع قد تناوله قبلي عشرات الكتاب، وسيشبع الفضاء الإعلامي بالأخبار والتقارير، والمقالات والأعمدة، والافتتاحيات والمانشيتات الرئيسية.
ثم ما يلبثون بعد سويعات، ينقبون في سيرة المرشحين المحتملين، لرئاسة الوزراء بدلا عن السيد علاوي، كما سيتداولون أسماء الوزراء المتوقعين، وسيجعلهم بعض الكتاب أنصاف ألهة، وسيحط من قدرهم كتاب أخرين، وسيبحثون في تاريخهم وصولا الى طفولتهم، عندما نجح احدهم في الصف الأول الأبتدائي؛ لأنه كان إبن المعلمة!
سيتحدثون عن أننا نجحنا في إمتحان الديمقراطية، وأن المهم هو أن تحيا العملية السياسية، وسيجعلونه هدفنا الأكبر، وستدبج في هذا الصدد مقالات ومقالات، ويطب المظلومين والمحتجين وعمال المسطر العاطلين "طوب فوق طوب"..
في الأيام والأسابيع التالية؛ ستشتعل الصحف والمواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الأجتماعي بكشف المستور!
المستور الذي كان تحت رماد الخلافات السياسية، وسنكتشف أن العملية السياسية ليست إلا عملية تجارية، بكل عناصرها من باعة ومشترين، وسلع وأثمان وتسلم وتسليم، وأننا "نايمين ورجلينا بالشمس"، لأن وزارات قد أنيطت، لأناس لم يحلموا يوما، أن يكونوا موظفين درجة عاشرة، وسنكتشف أن بعض الوزارات بيعت بأثمان عالية، وبملايين كثيرة من العملة الصعبة.
سيجري حديث عن تخوين هذا الطرف أو ذاك، لأنه تنازل عن إستحقاقات الشيعة! وسيجري مثله عن تخوين ساسة السنة، لأنهم تنازلوا عن إستحقاقات أهلهم! وسيقولون أن القوى الكوردستانية حافظت على حقوق الكورد! وسوف لا يرضى التركمان عن أي شيء أبدا، كما هو دأبهم دائما.. وستبدو الصورة أن جميع الساسة خونة وعملاء للأجنبي، وأن جميع المكونات خاسرة!
في قضية المستور أيضا، سنسمع مطالبات برتق الفتق، من خلال تعويض الخسائر بجبر الخواطر، بمناصب وكلاء الوزارات، ورؤساء الهيئات المستقلة، والمدراء العامين، والقادة العسكريين، وصولا الى السعاة وسائقي السيارات والچايچية!
في نهاية اللعبة؛ سيصبح الجدد أنبياء، والسابقون شياطين، وسنشرع بشتمهم، وسنلعنهم الى سابع ظهر، وسنكتب أن علينا ملاحقتهم، على ما اقترفوه بحق الوطن، وأن نمنعهم من السفر، ونلقيهم في غياهب السجون، لكن لا أحد سيفعل ذلك، لأنهم وقتها سيكونون منشغلين بالحصاد!
كلام قبل السلام: بعد ذلك سنجلد ذواتنا، وسنشرع وإياهم؛ برجم الماضي القريب بالأحذية، ومن سيتزوج أمنا بعد وفاة أبينا سنناديه يا عم!
سلام..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha