قاسم العجرش
اليوم ذكراك يا سيدي، اليوم عرفتك من جديد، بعد أن عرفتك شابا يجوب الليل بحثا عن حلم..وكنت خلالها أقرأك كثيرا، نعم قرأتك كثيرا في الكتب المقدسة، فوجدتك أنت أيضا كتابا مقدسا..وجدتك في الزبور والتلمود والإنجيل، وقرأتك أيضا بفرحين فيما آتاهم الله من فضله..
أنت يا سيدي من الذين لم يسألوا: ماذا وراء الموت؟ فأنت من الذين كانوا يحفظون خريطة الفردوس أكثر من كتاب الأرض، يشغلهم سؤال آخر: ماذا سنفعل قبل هذا الموت؟
قرب حياتنا نحيا، ولا نحيا..كأن حياتنا حصص من الصحراء مختلف عليها بين آلهة العقار،
ونحن جيران الغبار الغابرون.
حياتنا عبء على ليل المؤرخ: "كلما أخفيتهم طلعوا عليَّ من الغياب".
حياتنا عبء على الرسام: "أرسمهم،فأصبح واحداً منهم،ويحجبني الضباب"
حياتنا عبء على الجنرال:
"كيف يسيل من شبح دم؟"
وحياتنا هي أن نكون كما نريد. نريد أن نحيا قليلاً، لا لشيء...
بل لنحترم القيامة بعد الموت.
واقتبسوا، بلا قصد كلام الفيلسوف: "
الموت لا يعني لنا شيئاً.
يكون فلا نكون"
ورتبوا أحلامهم
بطريقة أخرى.
وناموا واقفين!!!
كســول هــو، ذاك الصباح الذي طال فيهِ نومك
ولم تُشرق فيه
هيا أنهض أيها الكناني الحبيب ، ليُشرقَ يومــي
فليلـي كان طويلا.
أيها المولود في مدينة الصبر مدينة الصدر..
أيها المسبوق بأخيك "عبد الهادي" شهيدا على يد طغمة البعث الصدامي ..
انت انت ..اعرفك بسيمائك وتقاطيع وجهك الصارمة..
أنت هو ذاك الذي كان يحرس صلاة الجمعة، يوم نادت شيبة الصدر الجليلة أن حي على صوة الجمعة بعد إنقطاع قرون..
أعرفك جيدا، أنت الذي باع فراش بيته وأثاثه ليشتري سلاحا يقاتل به صدام، وأنت أنت الذي تقدم الصفوف التي قارعت المحتل..
ألست أنت الذي أنتزع سلاح جندي أمريكي لتتركه حيا؛ بعار ما بعده عار !
أنت يا شيح الموت الذي أقض أضلاع وحوش الوهابيين عندما أنتخيت دفاعا عن سيدة الصبر الحسيني، زينب عليها السلام في سوريا، فزينب لن تسبى مرتين..!
ألست أنت الذي ضحك من الدواعش بعد ذلك؟! ألست أنت الذي تسلمت راية الحسين عليه السلام في منامك كأنه الصحو؟!
نم قرير العين، فهناك في عليين تحيا..!
محبتي وتحياتي
https://telegram.me/buratha