المقالات

لماذا أخفق السيد علاوي؟!


طيب العراقي

 

كل التحليلات تتجنب تقديم تفسير مقنع؛  للجوء الاثنين السيد عادل عبد المهدي، ومحمد توفيق علاوي الى الاستقالة، خصوصا أن ما أقدما عليه كان في توقيت غير متوقع!

الحقيقة التي أغمض كثيرين عيونهم عنها، هي أن الاثنين كانا يلوحان بصبر مرير، بما يمر بالعراق لا يمكن التصريح بفحواه..

أولهما  مثله بصبر اسماعيل على الذبح! وخصوصا كلاهما قد خاضا معترك السياسة على مدى سنين طوال، ويعرفان دهاليزها ومنعرجاتها اكثر من سواهم،  ومع هذا قدما بقوة واستلما المنصب وهم كما نعرفهما  (بارديين بسلوكهم عقلاء غير متهورين )،  فمن اين استمدوا القوة ووافقوا على خوض هذا الوحل، الذي يشبه السير على الحبل في السيرك، ولماذا بعد ان مشوا فيه لا يقعان في وسطه بل قبل النهاية بخطوتين؟!

كلنا على يقين ودراية؛ بسير العملية السياسية ومخاطرها وتقلباتها، فمسيرة الكتل ونقاشاتها، تكشف عن أن اللعبة أكبر من المشتركين فيها منفردين، لكنها تسعهم مجتمعين، لكن السيدين عبد المهدي وعلاوي خضعا لهيمنة فريق سياسي واحد، هو الفريق الذي يريد إختطاف العراق برمته!

 وأذا كان تحليل ما تعرض له عبد المهدي وحكومته؛ يحتاج الى وقفة برؤية تحليلية إستراتيجية ، فإن إخفاق علاوي كان أمرا مفروغا منه، بل تحول في الأيام الأخيرة من عمره السياسي الذي أنتهى في الأول من آذار؛ الى إستحقاق لابد منه لأسباب يمكن إجمالها بما يلي:

* السلوك الشخصي لمحمد علاوي؛ لأنه حاول إظهار قوة شخصيته للكتل السياسية، والتفرد باختيار وزراءه دون مشاورة اي طرف، وهذه الطريقة في تشكيل الحكومة، حالة شاذة في العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣ .

* اعتماد خطاب إعلامي لتسويق شخصيته للشارع العراقي، واملاء أسلوبه لمجلس النواب، وإستعداء النواب واتهامهم بتسقيط حكومته، حتى قبل أن يعلن أسماء أعضائها، وهو خطاب  أثار استفزاز النواب و دفعم الى العمل ضده.

* اختيار طاقم إعلامي بعيد عن ساحة الإعلام العراقي الداخلية، وهو طاقم تعامل بنفس طريقة علاوي الإستعلائية، وكان هدف هذا الطاقم إثارة الرأي العام، وتأليب الشارع ضد المعترضين؛ بدل أن يسعى بمهنية وإحتراف الى كسب رضاهم وتطمين إنشغالاتهم، ومن بين أخطاء فريقه الإعلامي القاتلة، هي محاولة استمالة بعض الشخصيات الإعلامية الجدليبة، مثل نبيل جاسم، بغية إحتواء قناة دجلة ومنعها من العمل على تسقيطه .

* اختيار وزراء غير متناسبين مع المرحلة، ويمثلون وجهة نظره؛ فضلا عن أنه لم يستطع مغادرة محيطه الشخصي.

* حاول ببراغماتية مكشوفة التودد الى المتظاهرين، وإظهار نفسه على أنه مرشحهم،ـ لكن هذا المسلك أدى الى رفضه من قبل بعض ساحات التظاهر، الأمر الذي افقده الضغط الجماهيري.

* عدم تدخل المرجعية الدينية في حراك تشكيل الحكومة، منح الكتل السياسية فرصة إفشال حكومته .

*عدم وجود توافق بين الكتل السياسية الشيعية على دعم حكومته، لعدم إفساحه المجال لها لمشاركته باختيار وزرائه، لكنه منح الكتل السنية والكردية هامشا مهما في هذا الصدد.

* عدم توافق الفتح مع سائرون لدعم علاوي، ردا لسحب دعممهم من عادل عبدالمهدي.

* محاولة بعض الكتل الشيعية القريبة من الرؤية الأمريكية إفشال حكومة علاوي، من أجل إعادة حظوظ المرشح المدعوم من قبلها خصوصا مقبوليته من امريكا .

* تخوف بعض الكتل السياسية من فتح ملفات فساد زعمائها خصوصا بعد خلافات سابقة للسيد علاوي مع قياداتها.

* من الواضح بأن هناك إجماع سياسي بين الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية بأن اي تغيير لقواعد تشكيل الحكومة خارج إطار التوافق او المحاصصة بين قوسين لن يتحقق في الظرف الحالي لكن  السيد علاوي لم يدرك ان الكرد خصوصا؛ لن يسمحوا بتغيير معادلة تشكيل الحكومة، وهي معادلة  توافقوا عليها مع باقي القوى السياسية منذ ٢٠٠٣ .

* إصرار الكتل السنية على المحاصصة والاستحواذ على الوزارات، التي هي مصدر قوتهم وعدم التفريط بها، وعدم شعورهم ضغوطات شعبية او خارجية .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك