عبد الحسين الظالمي
لايمكن لشعب ان يعيش عيش كريم ومتطور
ويرتقي الى درجة ان يقال عنه شعب متطور وراقي الا اذا اعتمد الركيزتين التاليتين :
الاولى :الوعي( علم ومعرفة ) والثانية : الاخلاق( قيم وسلوك ) لانهما الاساس في البناء السليم لاي امة او شعب ، ولان الجهل مكمن كل الافات ولامراض و منها افة التخلف وبالتالي يشكل وعي الشعوب الطريق السليم نحو التقدم والرقي ، والوعي يحتاح تعليم سليم وثقافة سليمة ونقصد بالثقافه هنا ليس العلم بالاشياء او القدرة على الاجابة على مايدور حولك من اسئلة.
بل بالمعرفة التي يكون ركيزتها العلم ونتاج عقل والسلوك السليم فالثقافه بدون سلوك سليم يجعل المثقف مجرد جريده .
ولكون السلوك هو اطار العلم والمعرفه للمثقف
لذا اصبح المثقف الحقيقي هو ذلك الانسان الذي يتصف بالمعرفه الحقه والسلوك السليم
الذي يعكس من خلالهم نموذج الانسان الواعي المثقف (هناك فرق بين شعب واعي وشعب مثقف )، اما ان يكون المثقف مجرد يحمل علم او معلومات او شق من المعرفه فالذلك لا يعد مثقفا بالمعنى الحقيقي للمثقف بل يعرف بالواعي . العلم بدون تجسيد مفيد في ذاته ولكن لايشكل نموذج لشخص يصطلح عليه مثقف ( كبر مقتا عند الله ان تقولون ما لا تفعلون) هذا الانفصام بين القول وبين الفعل يستوجب المقت والازدراء لان الفائده منه تكون منقوصة وتمامها يكتمل بالتجسيد فالعلم بدون تعليمة يبقى محدود لان زكاة العلم تعليمه لذلك قال رسول الانسانية ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) ولم يقل لاتم الدين او العبادات لان العبادات بدون سلوك اخلاقي يعكس صورتها الحقيقة يبقى مجرد فعل مجرد من روحه فالصلاة بدون امر بالمعروف والنهي عن منكر او الابتعاد عنة هذه اعمال ضرورية لتمام روح الصلاة وهكذا الصوم فالصوم ليس امتناع عن الاكل والشرب وهذا شكله العام اما روحه فهي
الاحساس بالاخر والتقيد بما حرم الله لينعكس ذلك سلوكا فعليا على المجمتع وهكذا الحج والزكاة والخمس والجهاد وكل العبادات وحتى الامور الاخرى فلا معنى ان تسير ايام واليال في زيارة الامام الحسين عليه السلام وانت في جوهرك لا تعكس التضحيه والفداء ورهاصات النفس وتعلقها بالانا فذلك يبقى مجرد فعل تثاب عليه بقدر الفعل اما الاجر والثواب الحقيقي ولاثار فانت محروم منها بالاضافه الا ان المجتمع والبيئة التي تعيش فيها محرومة من اثار الزيارة التي تعكسها تصرفاتك التي كان يجب ان تستمر لحين الزيارة التالية ، صلاتك وصومك لك واما المجتمع فايريد منك روح الصلاة والصوم وروح واثار الزيارة مشيا للحسين ع .
لهذه الاسباب نجد انفسنا محرومين اجتماعيا من اثار عباداتنا وقيمنا الاسلامية ونتحسر على تلك الشعوب التي تلتزم بقيمها الوضعية الناتجة من ادراكها لاهمية هذه القيم في السلوك الانساني سواء كانت قيم دينية ام وضعية ( احترام القانون ، احترام الموعد ، الاهتمام بالنظافة ، احترام العمل وتقانه ، احترام الاخر وخصوصياتة ) كل تلك القيم التي نتحدث بها عن الشعوب الاخرى من منها لم يحدثنا عنها الاسلام ويجعلها من اهم القواعد والقيم المطالبين بها.
اذا نحن من فرط بها واصبحنا نعيشها قشورا وليس لب وجوهر .
نعيش التخلف والتراجع لاننا نتعامل مع قيمنا تعامل صوري ، نقول بالصدق ولا نصدق ، نقول بالموعد ولا نحترم الوقت ، نقول بالنظافة ونحن خارج بيوتنا وربما البعض حتى في بيوتهم لا يلتزمون ، القانون عندنا عصا وسجن وسجان وعندهم سلوك ذاتي يتعلق بوجودهم الشخصي
( وهذا ما يسميه البعض بالفتنة الكبرى وهو اترى الاسلام مطبق في الغرب وترى اخلاقيات الكفر تمارس في الشرق )
وهكذا تجري الامور ، لذلك ترانا في تراجع وتخلف
ونكوس وحياتنا ضنكى لاننا اعرضنا عن ذكر الله ( قولا وفعلا) وبعضنا قولا بدون فعل .
ومن هنا اصبح اقتران الوعي والاخلاق ضرورة نحتاجها كا شعب يريد ان ينهض ويتطور
ويعالج امراضة الاجتماعية بدون ذلك نبقى نبحث في دائره فارغة وندور فيها بدون ان نحقق شىء وامامنا خياران .
الاول ان نلتزم بديننا الحنيف اللتزام حقيقي عملي ونجسد تعاليمة قولا و فعلا والخيار الثاني
ان نلتزم بالقيم والاخلاق العرفية التي يتفق عليها لتكون محورا يحكم الجميع ويدور حوله الجميع نحارب الفساد بالا خلاق العملية لكل عمل يخالف الذوق العام ولاخلاق ويفسد الحياة لافرق بين من يسرق الاموال من مشروع وبين من يستغل مريض في وقت حرج ولافرق بين من يغش في وزن قرص الخبز وبين من ياخذ رشوه وكلنا مسؤولين وقضاة في تحكيم هذه الامور .
اذا ما نحتاجه الان هو نهضة معرفية اخلاقية تكون فيها الاخلاق والقيم محورا يدور حوله كل شىء بدون ذلك نبقى كمن يغني في سوق الصفارين فلا يسمع الانفسه والنتيجة دايخ ومقشمر نفسه ان صوته جميل وقد يظن انه اطرب الكل .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha