عبد الحسين الظالمي
(قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها )
يتحدث القران الكريم بالسان ملكة سبأ الحديث الذي ورد في الاية الكريمة اعلاه والتي تعني به والله العالم ان السياسين ( الملوك ) وهم قادة الامم وساسة امورها اذا دخلوا القرية (المدينة، البلاد، الدول) افسدوها بفعل المناهج السياسية والنظم التي بها يحكومون تلك البلاد وبما ان الناس على دين ملوكهم اذا سوف يفسد المجتمع بفعل تلك السياسات وتتفسخ القيم وتتحول تلك ( القرية) الى غاب يأكل فيها القوي الضعيف اذا السياسة هي افيون الشعوب وليس الدين الحق الذي يجسد القيم .
ولكن السؤال منهم هولاء الملوك هل هم كل حاكم ؟
بالتاكيد الجواب كلا بدليل قول الله سبحانه وتعالى في القران وهو يفسر بعضه بعض (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك) هم الكافرون الفاسقون ، الظالمون) اذا الحكام الذين يفسدون هم الاصناف الثلاثة اعلاه وبالتالي هم يشيعون الفساد في القرية مع ملاحظة ان اشتمال الفساد على القرية كلها (اذا دخلوا قرية افسدوها) بغض النظرعن نوع الدخول وشكله دخول احتلال او دخول تسلط او دخول هيمنة كل ذلك يودي نفس النتيجة وهي فساد البلاد .
ما نراه اليوم للاسف الشديد من تزايد في انتشار الفساد في جميع مناحي الحياة وتراجع قيمي واضح بل مهول في التعامل وفي العلاقات وفي الادارة وفي التعاطي الاجتماعي مع الاحداث
فلا تجد مجالا الا وبان لك الفساد علامة واضحة فيه .
حادثة الطالب الحوزوي واصابته بمرض كرواونا
اظهرت امور مخيفة جدا لا تقل بشاعة عما اظهرته حادثة الوثبة تلك الحادثة المريعة والتي بفعل السياسة حدثت وبفعل السياسة اهملت وتناست ، وحادثة الطالب المريض بغض النظر عن هويته تشير الى مؤشر خطير وهو انحدار اخلاقي عند البعض في مجال التعاطي مع الحادثة من خلال ما يلي:
اولا :
حجم التهويل والذي كان دافعه ليس الحذر من المرض بل استخدامه كاورقه سياسية لتاكيد رؤية
معينة .او اثبات توجه معين .
ثانيا : تبين ان التفكير لدى البعض تفكير يكاد يكون ضحل الى مستوى الشماته بكل ما يمكن ان يتصل بمن اختلف معاه في التوجه او الموقف .
ثالثا : نفترض ان المريض يحمل المرض .. وهذا المرض وباء فهل يتم التعاطي مع مصيبتة بشكل شخصي ام ان ذلك مصاب للجميع وهو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى بل قد يكون امتحان وبتلاء .
رابعا : التركيز على تسيس الحادثة بوعي مدسوس وبدون وعي ( النجف ، الحوزة ، ايران ، طالب علوم دينية ) والسؤال فما دخل هذه المسميات بالمرض ؟. قالوا ايران السبب ليقول الاخر امريكا بهذه الطريق نقف بوجه الوباء).
خامسا : من هو المريض حقا بالوباء المريض الذي ابتلاه الله بمرض ليس له دخل فيه ام الذي بلى نفس باوباء الفساد الاخلاقي والنحطاط والشماته والتشفي وسوء الادب والاتهام بدون التروي وكل هذه الامور افعال ارادية ، الانسان مسؤول عنها من هنا نقول من هو المدان المريض الجسدي ام مريض الاخلاق والقيم ).
سادسا : افترض ان اصابنا المرض ونزل البلاء فكيف يعامل بعضنا بعض فهل نبيع الكمام بعشرين مره ضعف سعره والبائعين هم نخب الشعب فكيف سيكون الحال بالادوية والمستلزمات الاخرى ؟
وكيف يمكن ان نلوم ونعتب على المستويات التي هي اقل وعي واداركا للمصلحة العامة من الصيدلي والطبيب والتاجر والحاكم .
سابعا : التعاطي الانساني عمل حكومي ام اجتماعي وهو يتصل بشكل مباشر بقيم المجتمع لا؟ وذا كان كذلك فمن هو الفاسد حقا ؟
ثامنا : بصراحة الاحداث اليومية بدت تكشف اننا على شفا حفرة من السقوط وعلينا ان نتدارك امورنا قبل الانحدار للهاوية وبصراحة لا تغير حكومي ولا انتخابات ولا تبديل حاكم بحاكم يمكن ان يغير الوضع الا اذا تغير اهل القرية واعادوا النظر في طريقة حياتهم فقد افسد الملوك كل شىء ولم تعد القرية محصنة من اي وباء مرضي او اخلاقي وما نعيشه اليوم وما نراه دليل على ان هناك وباء اصاب الجميع منذ عدة عقود ولكنا لازلنا نجهل اننا مرضى.
اللهم انا نسالك ان تغير حالنا وتمكنا من انفسنا انك ارحم بنا من بعضنا البعض .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha