قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
اكثر ما يضحك ان نرى اشباه الساسة، وهم يطرحون رؤاهم للحكومة المقبلة، معيدين تكرار نفس المبادئ، التي بتنا نسمعها مع كل حراك، لتشكيل حكومات ما بعد زلزال 2003.
الطائفية التي يكذب اشباه الساسة؛ عندما يوهمون الناس بانهم تجاوزوها، مشكلة اجتماعية لها جذور تمتد الى مئات السنين، وهي ليست مشكلة نظام انتخابي، لا يلزم الشيعي بأن ينتخب شيعيا، ولا السني بأن ينتخب سنيا، وبالحقيقة فإن التفكير والتصرف الطائفي، وما يتبع ذلك من محاصصة طائفية، تقوم على أسس كبيرة التعقيد، شديدة الضراوة، هي موقف شعبي نابع من تمزق العراقيين، وعدم ثقة مكون بأخر، ولا ذنب للشيعة في ذلك، فهم آخر من حكم العراق، بعد مئات السنين من حكم مخالفيهم.
الطائفية ليست امرا صحيا، لكن المشاكل لا تحل بالشعارات الكاذبة، ويتعين تحديد المشكلة لنتمكن من حلها، ومن هذا المنطلق؛ فلا مناص من خوض حوارات بناءة، مع خيارات السنة والكرد، الذين اختارتهم مكوناتهم كممثلين عنهم، فضلا عن الحوارات داخل المكون الواحد.
هنالك ثلاثة جهات مؤثرة في المشهد العراقي، شئنا الإقرر بتأثيرها أم أبينا، ولكل من هذه الجهات اهدافها واذرعها ووسائل ضغطها:
أولا/ المرجعية الدينية؛ ومن خلال أطروحتها، نفهم أنها تهدف الى الحفاظ على النظام الدستوري ومكاسب ما بعد 2003، واذرعها ووسائل ضغطها هي القواعد الشعبية المؤمنة بها.
ثانيا/ إيران ومعها محور المقاومة: وتهدف الى توازن قوى؛ يحفظ المنطقة، من المشروع الصهيووهابي امريكي، والحفاظ على وحدة وسيادة العراق أرضا وشعبا.
ثالثا/ المحور الأمريكي الإستكباري: الذي يقود رأس الحربة في تحالف مشؤوم، يجمع اسرائيل والأعراب، ويهدف الى وقف المد الشيعي الذي وصل الى حدود فلسطين المحتلة، والحفاظ على مصالح أمريكا الاقتصادية، اما اذرعه فهي متعددة دوليا وأقلينيا، ومحليل تشمل بعضا من اخوة الوطن من السنة والكورد، ومؤخرا إنضم الى هذا المشروع، مرتزقة الاحزاب الشيعية المنحرفة، التي باعت نفسها مقابل أثمان بخسة.
الرهان على محور التحالف الصهيو أمريكي الاعرابي سيفشل بلا شك، لان تجاوز المرجعية ليس متيسرا لهؤلاء، كما ان السياسة الابوية والنفس الطويل الذي تمتاز به المرجعية، سيرجحان كفة المشروع المقاوم للهيمنة الإستكبارية والاعرابية.
ثمة امر آخر؛ فبرغم انخراط قادة الفنادق بالمشروع الصهيووهابي امريكي، الا انهم بالواقع مرغمين ان يلتزموا امام جمهورهم، بما تطلبه المرجعية، والا خسروا كل الدعم الذي يتلقونه منه؛ وسيكونون مضطرين للاذعان، والألتحاق بالركب.
في جميع الاحوال؛ يعمل الساسة على اللعب "على" و"بـ" جميع الأوراق، وفي لعبتهم هذه تخسر أوراق وتربح أوراق، ولكن ثمة ورقه وحيدة هي الخاسرة، إذ أن الورقة العراقية، هي الورقة التي ستكون الثمن السياسي، الذي سيدفع لسداد استحقاقات غير عراقية!
كلام قبل السلام: في لُعبتهم أو لعبِهم، مارس الساسة الحوار بكل الأسلحة، بعضها فوق الطاولة، وبعضها تحت الطاولة، ما فوق الطاولة كان تناكفات ومعارضات، وشتائم وتسقيط لا أخلاقي، لبعضهم بعض نهارا، ينهونه في الليل، بتقبيل بعضهم بعض، في ولائم يقيمها بعضهم لبعض..!
سلام..
https://telegram.me/buratha