المقالات

الحكيم الشهيد ..فكر وبصيرة وثبات منهج 

1689 2020-02-22

علي الطويل 

 

لم يفرز تاريخ العراق الحديث الكثير من القادة ممن يترك اثر وبصمة واضحة على الوضع السياسي والاجتماعي في العراق الا ماندر ، واذا مااستعرضنا صفحات تاريخنا المعاصر نجدهم يعدون بالاصابع اولائك الذين ظلت ذاكرة الشعب العراقي تحتفظ بهم ، وكل حسب طبيعة الظروف التي لازمت مرحلته وطبيعة وعمق القضايا التي رافقت مسيرته ، ومنهم من خدمته الظروف الاعلامية والسياسية فتحول الى بطل وطني ، الا شهيد المحراب فانه لازم القضية العراقية بكل مراحلها القاسية  لمدة اربعين سنة دون كلل او ملل ، فلم يتوانى لحظة واحدة في سبيل نصرة وعزة الشعب العراقي المظلوم وخلاصه من طاغية زمانه صدام وزبانيته الطغات ، 

فرغم قساوة الظروف واشتداد طغيان الحاكم وتحكمه بكل اسباب القوة اعلاميا وعسكريا وسياسيا ، الا ان ذلك لم يفت في عضد شهيد المحراب فلم يستكن في طلب الحق ، رغم قلة الناصر وقصر اليد الا انه كان يملك اعتقادا خاصا لايملكه اعدائه فكان ذلك الاعتقاد  سلاحا فعالا بيد شهيدنا المظلوم  فمن  يسير في طلب الحق حتما سينال النصر مع  الصبر والثبات على المنهج الصحيح والواضح ، وتلك كانت من مميزات فكر القائد الشهيد اذ كان يملك بصيرة واضحة ومنهجا واضحا اختطه لنفسه يجعل من التمسك في طلب الحق برؤيا واضحة وصبر وثبات دون الخضوع والتردد ولا الملل ، ( اولسنا على الحق ... فلا نخشى ان وقعنا على الموت او وقع الموت علينا )، يجعل منه سببا للنصر ونيل المطالب وتحقيق الطموح ،  هذه البصيرة وتشخيص الهدف وتوقع ملامح  النتائج مسبقا جعلت من شهيد المحراب قائدا شجاعا يخشاه اعدائه رغم علمهم بحدود  امكانياته وقلة انصاره ،  الا انه بهذا المنهج جعلهم يحسبون له الف حساب وبطريقته تلك ايضا كسب قلوب المحبين والموالين والف قلوب المختلفين من اجل تحقيق الهدف الذي رسمه وهو اسقاط النظام الصدامي المجرم و تغيير المعادلة الظالمة التي حكمت الشعب العراقي ل٨٠ عاما صودر فيها راي الاغلبية للشعب العراقي طول تلك السنين.

وظل شهيد المحراب عالما مجاهدا وجنديا للحق حتى تحقق الفرج باسقاط النظام العفلقي ولكن القائد الكبير لم تكن مهمته قد انتهت فقد سقط النظام ولكن المعادلة الظالمة لم تسقط ،فما انتظر العراق في تلك الفترة الكثير من التحديات ، الا انها لم تكن غائبة عن ذهن وفكر شهيدنا فلكل معظلة حل عنده ، فحدد منهجه للمرحلة الجديدة  بشكل واضح  ورسم معالم الحراك وشكل الهدف المقبل ، وتبنى ما طرحته المرجعية الدينية والذي هو بالاساس متطابق مع رؤيته السياسية وما رسمه في قضية شكل الحكم وادارة الامور في العراق ؛ دستور يكتبه العراقيين ويستفتون عليه ، وحاكم منتخب من قبل ابناء العراق؛ وهو ما اختلف مع نظرية المحتلين الذين ارادوا حاكما يفصلونه على مقاساتهم ، وهو ما يتقاطع تماما  مع فكر ومنهج شهيد المحراب .

فقد شخص الاعداء خطورة هذه الشخصية العظيمة على مسار خططهم ومستقبل اهدافهم في العراق ، وانه مصدر لازعاجهم لما يملكه من شعبية كبيرة ، وقوة شخصية ودعم مرجعي كبير ، وسرعان مادبروا له المكائد على يد عملائهم واصحاب الاجندات التي اتضحت معالمها فيما بعد ، فكان يوم واحد رجب يوما ماساويا للعراقيين ،  ليس من الجانب العاطفي فقط ، بل انه ما ان قتل الشهيد الحكيم حتى قتل معه كل امل في عراق مزدهر امن وحر ، فبقتله قتلوا منهجا وفكرا وبصيرة ولم يقتلوا شخصا ، وما الت اليه اوضاع العراق والعراقيين بعد ذلك دلت على عظمة هذه الحادثة وعلى عظيم خبث الاعداء ، ودقة  تشخيصهم لهذه الشخصية العظيمة ومعرفتهم بقدرته وعقليته الكبيرة ، وليت الاصحاب عرفه  مثل ماعرفه الاعداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك