حافظ آل بشارة
بين الحين والآخر تنشر بعض المواقع والصفحات صورا للقنصل الامريكي في البصرة وهو يستضيف عددا من البنات المحجبات ، ويلتقط معهن صورا بعنوان اختتام دورة ثقافية او استقبال او احتفال ، وهناك اخبار تتحدث عن دورات ترعاها السفارة الامريكية والقنصلية للشباب العراقي من الجنسين حول اعداد القيادات الشابة وتطوير الموارد البشرية والمجتمع المدني والحريات وغير ذلك ، وتركز على المناطق الشيعية ، واغلب قادة التظاهرات الحالية هم من اؤلئك الشباب .
السؤال الذي يتبادر للذهن هل ان القنصلية او السفارة تقوم بهذا العمل باتفاق مع السلطات العراقية؟ وهل هناك تنسيق مع وزارة الشباب والرياضة او وزارة الثقافة او وزارة العمل والشؤون الاجتماعية او وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟ او وزارة الخارجية او اي جهة أخرى لا نعرفها ؟ فتثقيف الشباب موضوع سيادي وله علاقة باستقلال البلد ، وله علاقة بالتنمية الثقافية واتجاهاتها واولوياتها .
ليس لدى الحكومة اي جواب حول الموضوع ، بل هناك نقطة ضعف كبيرة تشجع وتسهل التدخل الاجنبي في تثقيف الشباب وهي عجز الحكومة منذ التغيير وحتى الآن في تنفيذ تنمية ثقافية شاملة للشباب ، ونشر ثقافة التسامح والتعددية والتعايش والاندماج والوحدة الوطنية والتحول الديمقراطي وغير ذلك من المفاهيم . الاهمال وغياب الرؤية الحكومية يجعل الشباب يشعرون بفراغ حقيقي ويتفاعلون مع اي مبادرة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم ودورهم وان كانت خارجية ، حاليا بدأ هذا النهج يعطي نتائج مضرة من خلال الخلط الجاري في الشارع بين ما هو مطلبي وما هو عقائدي او سياسي ، هذه التظاهرات هي الوسيلة الشرعية لهذا الشعب المعذب للمطالبة بحقوقه ، لكن لماذا هذا الخلط بين المطالب الحقوقية وموضوعات اخرى ، فمن حق المظلومين ان يهاجموا الفساد والفاسدين والفشل والظلم ويطالبوا بالتغيير ولكن لماذا يجري استهداف واسقاط العقائد المقدسة والدين والقيم الثابتة والرموز الحضارية للشعب ومقومات الهوية الوطنية والدينية مع انها ليست هي السبب في هذه المظلوميات ، بل بالعكس فان عدم التزام الطبقة السياسية بالدين والقيم الاخلاقية هو الذي ادى الى هذا الفساد والفشل والفوضى والعجز ، الاسلام والقرآن والمرجعية وثقافة الدفاع والتضحية هي عناصر الاصلاح والثورة والاستقامة في هذه الأمة فلماذا تجري الاساءة لها هل هو جهل ام موجة غضب ام سلوك مقصود ؟
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha