المقالات

ملهي الرعاة..!


عبد الحسين الظالمي

 

هذا اسم  يطلق على طائر يكثر في اماكن الرعي وفي الصحاري وهذا افضل اسم لهذا الجهاز الذي اصبح ملازم  لكل منا  بشكل رهيب والذي اخاطبكم الان من خلاله ، مع  وجوده في حياتنا  بدء يزيح رويدا رويدا كل من يشاركنا الحياة من اهل واصدقاء وابناء، غير نمط الحياة  وسرق اجواء الاجتماعات في المقاهي وفي دواوين اهلنا في المضايف بل اصبح اداة خطر يشغل حتى سائق المركبة عن القيادة ،  وتسلق بشكل هادىء ليزاحم  علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى  فكثير منا يمضي الوقت عليه وهو منشغل  مقيد  لايكاد يستطيع ان ينهي المحادثه او التراسل او المشاهدة دون ان يلتفت الى صلاته او عمله او واجبه.

الدوائرالمستشفيات المقاهي المدارس الجامعات في كل مكان تجد هذا الساحر مهيمن على  الاناملوالروؤس مطأطأة تحاوره بصمت، والكارثة انه وسع من رقعت نفوذه ليصل الى الاطفال وكبار السن والعجائزبل اخذ يهمس في اذان وعقول الكل ما طاب له من افكار وسلوكيات وينقل قصصووقائع كنا نعدها اساطير.

 واليوم يكاد هذا الجهازان يصورها حقيقة وينقلها بظرف ثواني من اقصى المعمورة، هذا الجهاز السارق اصبح يشكل ظاهرة اجتماعية تهدد كل الظواهر الاخرى التي كانت مالوفه عند الناس من قراءة الكتب او جريدة الصباح او جلسات السمر وحتى سلب بعض المهن  مثل التصوير الفوتوغرافي سحرها واما العائلة فجعلها شذر مذراذا اردت ان تجمعهم عليك ان تطفىء الراوتر,

واذا حل عليك ضيف فعليك بإكرامه بافضل اكرام ان تقدم له الرمز قبل الماء والشاي وربما ينسى حتى سبب الزيارة فلا تستغرب من ذلك!

 هذه الظاهرة التي لازالت في بدايتها فكيف بها اذا اوغلت فينا انتشارا مثلما يفعل مرض كوررنا في الصين واكبر كارثة في هذا  الجهاز انه تفوق على الوسائل الاخرى التي تشغل الناس  مثل كرة القدم او القراءه او احاديث الارصفة  اذ سرعان ما يمل منها مريدها  وينقلبوا منا الى  متطلبات الحياة الاخرى من عمل او عائلة او دراسة ولكن هذا الجهاز اخذ يسرق منا حتى حقوق الله  فالسهر معه حتى ساعات متاخره من الليل اصبح شىء طبيعي !

فلا صلاة صبح وربما حتى صلاة الظهر في سابقة ربما تحدث اول مرة  .

لا ننكر ان هذا الجهاز اصبح افضل وعز صديق وربما الشىء الوحيد الذي لا يمكن ان ينسى  ولا يمكن ان تغادر دون ان تتذكره وتصحبه معك وكأنه احد اطفالك بل ربما اكثر .

لا ننكر ما يقدمه من فوائد كثير لنا ولكن سرعة هيمنته على اسلوب الحياة  اليومية يشكل  قلقا بالغا جدا  قد لا ندرك خطورته واثاره حاليا ولكن متاكد انه سوف يكتسح كل شىء  في الحياة  ويجعل مصطلح مجتمع ينقلب الى تسمية  فرد او منفرد .

وفاتني ان اذكر ان هذا الجهاز اثقل مهمة حتى القضاء الذي اصبحت تنهال عليه الالف الدعاوى  من وراء هذا الجهاز دعاوى شخصية وحتى جنائية ومدنية  ويكفي هذا الجهاز لقب المرعب اذا رن الهاتف في مطلع الفجر وهو ينقل لك نبأ من مكان قريب او بعيد نبأ يضج مضجعك ويسلب من عيونك النوم ومع وجوده ليس لك عذرا من واجب او صديق او ضيف ثقيل او موعد تريد الفرار منه ما توفر  عندك من سبيل ،  مع  هذا الشيطان اصبح الامر عسيرا 

الواجب علينا ان نصارع هذا الشيطان نفوذه ونحد منه كما نصارع الشيطان وسواسه في نفوسنا  لنحد من سطوته علينا قبل ان يدخلنا نار العزله مثلما يدخلنا الشيطان نار جهنم اعاذنا الله وياكم منها ومنه .

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك