المقالات

تعال أسولفلك: السفارة الأمريكية تدفع بآخر قوة لها الى الساحات لتخوض حربها الناعمة


أحمد حسن العراقي

 

 

• لطالما كتبت ولأعوام عديدة عن نشاطات مريبة ومشبوهة لعدد كبير من المؤسسات المرتبطة بالسفارة الأمريكية والتي تتبرقع بستار ( مؤسسات المجتمع المدني ) .. لكنها في الحقيقة منظمات تديرها السفارة الامريكية في العراق لعمليات التعبئة والتجنيد لتنظيم مجاميع وخلايا تم تثقيفها من خلال دورات متنوعة ومختلفة ياتي في مقدمتها ( الحرب غير المسلحة وإختراق الإحتجاجات والعمل الإعلامي على وسائل التواصل الإجتماعي ) كان كل هذا يهدف لنقطتين اساسيتين هما :

الاولى : الترويج لقبول الاجندة الامريكية وتصويرها على انها الحل الوحيد لكل مشاكل الشعوب .. وفي مقدمتها الشعب العراقي .

الثانية : تحطيم وتشويه كل فئة او جماعة او دولة تقف بالضد من السياسة الامريكية ومشاريعها ..

• ولأجل تحقيق هذين الهدفين عكفت السفارة الامريكية على العمل لاجل تأسيس قوة  غير مسلحة يتم إستقطابها من خلال برامج وفعاليات ونشاطات عديدة كانت قمة نشاطها عام 2014 -2015 .. حين كانت فصائل المقاومة منشغلة بالحرب ضد داعش .. كانت السفارة الامريكية ترتب وتعمل بكثافة ونشاط لتأسيس القوة غير المسلحة : وهي عبارة عن تنظيمات وخلايا ومجاميع  مهمتها العمل على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي .. والتحرك على الارض من خلال فعاليات محددة وتظاهرات وإحتجاجات .. ترفع شعارات مناهضة للإسلام وترافق هذه الشعارات ممارسة افعال غير مالوفة للمجتمع العراقي وعاداته وقيمه الأخلاقية .. لكسر كل الثوابت الأخلاقية والدينية ..

• لكن الأخطر من ذلك هو تجنيد العنصر النسوي .. في تلك المنظمات فمن الواضح ان الهيكل القيادي لتلك المجاميع التي تديرها السفارة يتكون ممن يسمون ( بالناشطين ) ثم اضيف له عنصر آخر وهو ( الناشطات ) ..

• وعلى مايبدو ان السفارة الامريكية دفعت بقوتها غير المسلحة الى الساحات منذ 1/10/2019 بما يعرف إحتجاجات اكتوبر - تشرين .. حيث تجلت وبوضوح كل تكتيكات الحرب الناعمة بالقوة غير المسلحة .. التي شنتها السفارة الامريكية على الساحة العراقية .. تلك القوة التي عكفت على بنائها والإنفاق عليها ما يقارب خمسة اعوام .. منذ عام 2014 الى عام 2019 ..لتخوض بهذه القوة حربها غير المسلحة على فصائل الحشد بل ومحور المقاومة..

• وكلنا شاهدنا ما قامت به هذه المجاميع كما شاهدنا حجم التغطية والترويج وحرب الإشاعات والحرب النفسية التي شنها الذراع الإعلامي لهذة القوة غير المسلحة في تظاهرات تشرين والى يومنا هذا ..ضد فصائل الحشد ومحور المقاومة وضد المرجعية الدينية وضد ثوابت العقيدة الإسلامية ..

ولكن دعونا نقرأ نتائج تلك المعركة الكبيرة والقاسية والتي تختلف عن كل المعارك .. فهذه المعركة ميدانها الشارع وسلاحها الشعارات والهتافات وجنودها شباب وشابات .. يتسترون بالسلمية ويدعون الوطنية ..

وانا هنا اعرض نتائج هذه المعركة بكل حيادية ..بما يلي :

• اولا : إن الأمريكيين وكل منظومتهم الإعلامية من فضائيات و وسائل تواصل إجتماعي فشلوا في تحشيد جمهور كبير ومؤثر .. فنحن كنا نرى ان محافظات يبلغ عدد سكانها مليون نسمة او مليونين لايخرج فيها سوى بضعة مئات .. هم من يهتفون ضد فصائل المقاومة ومحورها

ثانيا : لم يستطيعوا محو العداء لأمريكا وإسرائيل من وعي الشعب العراقي والدليل على ذلك التظاهرات المليونية الكبيرة والعارمة يوم 24/1/2020 والتي برهنت على ان الشارع العراقي لم يتأثر بموجات التشويش التي حاولت امريكا ان تستهدف بها وعي الإنسان العراقي

ثالثا : فشلوا في إحداث أي تغيير إستراتيجي على المستوى السياسي والدليل على ذلك ان البرلمان العراقي وبدعم من الرأي العام العراقي اصدر قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق وهددت فصائل المقاومة بانها ستلجأ الى المقاومة المسلحة اذا لم تستجب القوات الاجنبية لقرار الشعب والبرلمان .

رابعا : عملت مجاميع السفارة وناشطيها الى إثارت الفتنة بين فصائل المقاومة والتيار الصدري .. وهذا أيضا فشل فشلا ذريعا .. والدليل على ذلك ان كل قادة المقاومة عقدوا إجتماعا موحدا مع السيد مقتدى الصدر وكان م.قفهم موقفا واحدا ضد الوجود الامريكي ..

رابعا : بدأت الساحات تفقد زخمها واعداد المتظاهرين فيها  حتى باتت شبه فارغة وخاوية .. وحين ادركت السفارة الامريكية ان مشروعها بدا يموت دفعت بمجاميعها الى والتخريب والحرق وقطع الطرق والمدارس والجامعات  .. وهذا ما كان اشبه برصاصة اخرى تصيب جسد مشروعها الذي بات يترنح  .. فقد كان هذا عاملا آخر جعل من الشعب يبغض هذه التظاهرات والقائمين عليها بل ويلعنهم ويصفهم بالمخربين وعملاء امريكا ..

واخيرا اليوم لم يبقّ من ورقة في امريكا في هذه المعركة سوى الدفع بمجاميع من النساء والفتيات اللاتي تم تجنيدهن من قبل مؤسسات مرتبطة بالسفارة الامريكية لإثارة نوع من الفات النظر الى الإعلام .. من خلال مظهرهن الخارجي وتبرجهن وهتافاتهن وشعاراتهن التي بات الرأي العراقي العام يراها خارجة عن الذوق العام والاخلاق والعادات والقيم ..هذا ما تبقى من القوة غير المسلحة للسفارة .

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك