عبد الحسين الظالمي
ماذا تريدون بالضبط من نظام حكم ؟ هل تريدون نظام ديمقراطي مثل بقية دول العالم الديمقراطي ام نظام حكم ديتكاتوري مثل الدول التي تحكم بهذه الانظمة فلا ثالث لهم لان النظام الثالث (الملكي) اما ديكاتوري وما ديمقراطي . مقتبس من كلاهما جزء ( صلاحيات ملك وعائله وحاشية ، وبرلمان او مجلس يصوت ويعزل ولكن يجب ان يكون ذلك دون سقف الملك ) .
وعليه لابد من الاذعان لاختيار احد النظامين بكل متطلبته فالنظام الديمقراطي نظام صراع احزاب
ومعارك شرسة بينهما للفوز بالحكم وماقول غير ذلك فهو ضحك على الذقون فلا ديمقراطية بدون احزاب وهذا ما يجري في كل دول العالم وتحدى احد ياتي بخلاف ذلك .
من يريد الديمقراطية عليه ان يتحمل الصراع الحزبي والتنافس بين الاقطاب بداء من امريكا الى النمسا الى السويد وفرنسا والمانيا وهلم جرى ( والفارق بيننا وبينهم انهم عاشت ما نعيشه الان ولكن منذ فتره طويله ليصلوا الى ماوصلوا اليه الان ) وهذا يعني الحريه وحد معين من الفوضى
والصراع واثارت المنغصات كما حدث في عزل اترامب او خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي او الصراع السياسي الاسرائيلي والفارق هو ان هناك حدود معينه يقف عندها الصراع والتنافس على خلاف ما يجري عندنا فلا حدود لهذا الصراع ولاحدود لعدد الاحزاب وساليب التنافس بينها .
واما ان نختار نظام حكم ديتكاتوري عسكري كان او جمهوري ونقبل بالعيش بهامش محدود جدا من الحريه ونقبل بالحزب الواحد وكل ما يترتب على ذلك من اثر فلا خيار لنا غير احد هذين النظامين . وهذا يضعنا امام خيار وحدة العراق من عدمها .
فكل من يقول نظام ديمقراطي بدون احزاب فهو حلمان ويتمنى شيئا غير واقعي لان الديمقراطية تبنى على التنافس الحزبي فلا وجود لبدعة اسمها مستقل او تكنوا قراط او غير منتمي فحتى من لم ينتمى فبمجرد ان ينظم الى الحكومة يصبح جزء منها والاخيرة لابد لها من كتله او حزب يحميها في البرلمان ويصوت ويدعم مشاريعها وخلاف ذلك تصبح كرة قدم في ملعب.كما حدث (لحكومة عادل عبد المهدي والتي انهارت بمجرد سحب الداعمون ايديهم عنها وكذا سيكون مصير حكومة محمد توفيق علاوي اذا سارت على نفس النهج).
وما نظام الحكم الديتكاتوري فلا بد من التضحية بالحرية وابداء الراي والرضوخ لكل ما يصدر وبتعبير ادق ( نفذ ثم ناقش ) اوربما نفذ ولا تناقش واظن ان البعض ازادد عنده الحنين لتلك الحقبة ولكنه لم يفصح عن ذلك بصراحة او بين من بدى مضطربا في الاختيار بين ما يعيش من فوضى فترة الانتقال الحتمية والتي عاشتها اغلب الشعوب التي تنعم بنظام حكم ديمقراطي او ماعاش من كبت وسلب للحرية وقهر وربما عاش فترة زهق الارواح بدون ذنب .
ارحموا ابنائنا الابرياء الذين يسمعون منكم افكار وردية بعيدة كل البعد عن التطبيق واحلام عدالة ومساواة في عالم يعيش الاضطراب والفوضى والقطبية من اقصاه الى اقصاه ومن سوف يضمن نظام متطور وحريه راي واحترام حقوق الانسان بدون ان يضحي مقابل ذلك بما نعيشه الان هذا ليس مبررا ابدا لما يجري وليس دفاع عن احد ولكن هذه هي الضريبة لنظام الديمقراطي فلا تضحكوا على الابرياء والمندفعين من خلال ما ترسمون لهم من احلام انتم عارفون انها مجرد اضغاث احلام (مثلما عشناها في شبابنا ونحن نحلم بنظام حكم اسلامي عادل ) .
والخلاصه نقول نظام ديمقراطي يعني نظام صراع احزاب قل عددها ام كثر وهذا يعود الى مستوى ثقافة الشعب، وما نظام ديتكاتوري ربما يبدء راسي وسرعان ما يتحول الى مركزي ذا راي واحد وحزب واحد ( روسيا ، كوريا ) ( مصر بين بين من ذلك ) وهكذا يجب ان نكون صريحين مع انفسنا لنكون صريحين مع الاجيال.
العلة ليس في النظام العلة في التطبيق والظروف التي تحيط بالفترة التي يطبق بها النظام ودواته والموثرات عليه فلا احد يستطيع ان يقول ان نظام الحكم الديمقراطي نجح في العراق كما لايمكن ان يقول ان النظام الديتكاتوري نجح بل يمكن القول ان تجربة نظام الحكم الديكاتوري بالعراق لايمكن ان يعود وايضا يمكن القول ان النظام الديمقراطي بالعراق يمكن ان يهذب ويطور فلا بديل لنا غيره سواء كان راسي او برلماني وذلك
من خلال العمل على تقليل الموثرات التي تحيط به وتسببت في افشاله جزئيا كاتجربة وليس كانظام .وطلما سلمنا ان نظام الحكم الديكاتوري لايمكن ان يعود بحكم ماتركة من اثر اذا لابد من العمل لتطوير التجربة الديمقراطية واصلاح مفاصل الفشل فيها
من هنا علينا ان نعمل على صياغة مشروع ديمقراطي يعتمد على رفع الوعي الشعبي بحقيقة متطلبات هذا النظام لا القفز على الحقائق والعيش باحلام وردية. واهم متطلبات النظام الديمقراطي ثقافه شعبية ووعي عالي بالنظام وقانون احزاب محكم وعملية انتخابية محكمة ونظام رقابي صارم ومهني .
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha