المقالات

ثلاث كلمات

1294 2020-02-09

شذا الموسوي

 

-الأولى الى السيد محمد توفيق علاوي المحترم

إدرك جيداً أنك لست بحاجة الى هذا المنصب، لكنك قبلت هذه المهمة الصعبة في هذا الظرف المعقد والحساس، وأسمح لي كعراقي متابع بوعي وأخلاص لكل ما يجري في بلده، أن أحدثك بكلمة صدق.

راقبت جيداً لحظات تكليفك عندما سلمك السيد رئيس الجمهورية المحترم كتاب التكليف، وكنت أراقب لغة الجسد عند الرئيس وأقارن بينها وبين لحظة تكليف السيد عبد المهدي، فالفارق واضح جداً، فالرئيس لم يخف عدم رضاه أو على الاقل عدم فرحه بتكليفك على الرغم من أنه كان يلح على الكتل أن تختار مرشحها، وقد تتابع هذا الامتعاض، إذ لم يعلن الرئيس تكليفك في بيان علني كما كان المتوقع والمفترض، وأضطرك الامر الى ان تعلن عن تكليفك بنفسك، ولم أسمع الى هذه اللحظة خطاب معلن من الرئيس لدعم حكومتك، كما أن الغريب هو صمت السيد رئيس مجلس النواب وكأن الاعلان عن مرشح الحكومة أمر لا يعنيه، وهكذا الامر حتى بالنسبة لقادة الفتح، وربما كان السيد مقتدى الصدر الوحيد الذي اعلن بشكل صريح موقفه، وفي سياق متصل اظهرت الساحات ومواقع التواصل موقفاً غريباً تجاهك وكأن الامور معبئة لهذا الغرض، وحاصل هذا الحال، أن البيئة التي ستعمل فيها غير مستجيبة بالقدر المطلوب الذي يكفي لنجاحك، وأن تعرف جيداً ما هي عواقب هذا الوضع غير المنسجم، لذلك اتمنى عليك، أن تذهب الى رئيس الجمهورية والبرلمان والاقليم وقادة القوى والكتل، وتخاطبهم بشكل صريح وواضح، هل أنتم معي بشكل جاد وصادق لننجح ونتجاوز هذه المرحلة أم لا؟ فإذا كان جوابهم نعم، فعليهم اظهار موقف علني داعم وواضح، وان يساهموا في تهدئة الشارع وضبط ايقاعه وانجاح عملية التكليف، وإذا تم هذه العملية فعليك اختيار كابينة كاملة قوية ليس فيها وجه ممن تم تجربتهم سابقاً، وتأكد من أوضاعهم وسمعتهم، وقدرتهم جيداً، واستقلاليتهم عن كل تبعية، وإذا كان جوابهم لا او انهم غير مستعدين لاعلان هذا الدعم، فمن الافضل لك وللمرحلة ان تنسحب من هذا التكليف، لأن البلد على حافة منزلق.

-الثانية: الى التيار الصدري قادة وجماهير

أعرف الكثير منكم، وأقيم عالياً مواقفكم الوطنية المخلصة التي كانت مميزة في اكثر من قضية، كما اتفهم تباين وتناقض بعض المواقف والقرارات، ولكن عليكم ان تدركوا جيداً أن اعلان العداء الصريح لأمريكا له ضريبته وكلفه، وان احد كلفه الباهضة هو الاشتغال المنظم لتغييب الحقائق او تغيرها، فضلاً عن قضية الدعاية المنظمة، وهو امر واضح خلال هذه الايام، لذلك اتمنى عليكم ألا تنسحبوا الى مواقف تتحملون فيها وزر الاقتتال الداخلي والصدام الشيعي الشيعي، وهي نتائج يتمناه الكثير، وعليك ان تبتعدوا قليلاً عن الساحات، ولا تباشروا الامور بأنفسكم حتى وان كانت هناك خطورة في موقف ما، وأسمحوا للدولة والقوات الامنية ان تتحمل مسؤولياتها، وهي المساءلة عن كل تصرف وفعل، وارجو ان يظهر موقف واضح وصريح وبصوت السيد مقتدى الصدر يحدد فيه موقف التيار من مسار الاصلاح والمجريات التي تحدث في البلد بشكل منتظم وواضح، كما يحتاج بعض الانصار الى ضبط ايقاعهم لانهم احيانا يتفاعلون مع الاحداث بشكل اكبر مما يتطلب، وقد يجتهد البعض في تصرفاتهم، والخلاصة لا بد من رسم موقف واضح ومعلن يميل الى تقليل ايقاع بعض المواقف، وان الاهداف الكبرى وفيه مقدماتها الاصلاح والسيادة، تحتاج جهود عملاقة وتنظيم كبير، وتكامل ادوار.

- الثالثة: الى المتظاهرين

كبير هو فعلكم الذي تتوج في الكثير من الخطوات والمعطيات، والتي كانت في يوم ما بعداد المستحيل، ولكنها اصبحت ممكنة بفضلكم وجهودكم، واتفهم جيداً بعض مواقف التصعيد التي ترافقها ردات فعل تثير انزعاج الرأي العام، كما أنني اثمن عالياً دمائكم الزكية وجروحكم الطاهرة وكل جهودكم الطيبة، وعليكم ان تفتخروا بأنكم اعدتم الامل الى قلوب كل العراقيين وجعلتم الجميع يتيقن ان الاصلاح قريباً، وأنكم بفعلكم استطعتم ان تجعلوا مواقف المرجعية وكل القيادات الوطنية في البلاد تقف الى جانبكم، ولكن والمحنة فيما بعد لكن، فأنتم تعرفون جيداً حجم الاختراق والانحراف والتضليل الذي احاط بتظاهراتكم، وتدركون جيدا حجم الرغبات المغرضة (الداخلية والخارجية) التي تريد استغلال جهودكم لصالحها، ودفعكم لتكونوا حطباً من اجل تحقيق اجندتهم، ومؤكداً هي خلاف اهدافكم، فانتم تريدون السيادة وهي تريد تعميق الاحتلال، وانتم تريدون السلام وهي تريد الحرب والدمار، لهذا عليكم ان تميزوا صفوفكم بشكل اوضح وادق، وتعيدوا تقييم خطواتكم، وتفهموا ان التكتيك يقتضي القبول بنتائج متواضعة لاجل اهداف اكبر، واعلموا ان الاصلاح مسيرة طويلة تراكمية تأتي بشكل منتظم، وان اسقاط السقف على رؤوس الجميع او التعطيل النهائي للحياة او الانزلاق في دوامة الصراع والتخريب، سيكون ضرره على رؤوسكم قبل غيركم، وافهموا ان كلمة لا المطلقة سهلة القول مدمرة النتائج في اكثر من موقف لكن كلمة نعم المشروطة صعبة في محتواها لكنها تحقق الكثير، وعليكم ان تلتفتوا ان لكم شركاء في هذا الوطن وان حق تقرير المصير هو حق مشترك للجميع على حد سواء.

الدوامة التي بدأت تجترتكم تريد سحبكم لمنخفض مظلم، أياكم والاستدراج إليه، وتذكروا ان الاهداف الكبيرة تقتضي الصبر والمرابطة دوماً، واذا كان غيركم يتحمل مسؤولية خراب العراق وتخلفه، فلا تكونوا من يتحمل وزر تدميره وتفكيكه.

اتمنى ان تكون هذه الرسائل ضماداً لوجع وطني...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك