قاسم العجرش
كل من كان يحلم ببدء مرحلة البناء والإصلاح- ومن حقه أن يحلم- كان مخطئا!! فقد كانت المؤامرة مستمرة؛ منذ اللحظة التي سقط بها هبل العوجة، وبسبب تلك المؤامرة المترامية الأطراف صار الوضع سيئا، وهذا ما كان لأعداء تغيير ما بعد 2003 يسعون اليه، لأنهم فوجئوا بأن الأمور قد فلتت من أيديهم، وبدلا من أن يفصلوا ثوب لديمقراطية في العراق عوفقا للطراز الذي يريدونه، برز لهم محور المقاومة من رحم معاناة العراقيين، ورفضهم للإملاءات الأجنبية، ووعيهم بأبعاد المشروع الصهيوأمريكي، الذي تورطت في تفاصيله مملكة الشر الوهابية!
الهجمة المنفذة للمشروع الصهيوأمريكي كانت وما تزال قوية نشطة مؤثرة، ويوما بعد يوم تضاف لها مفردات وأدوات جديدة ومبتكرة، ومع أن الأوضاع العامة وبدون إنكار للواقع سيئة، وفي بعض مفاصلها سيئة جدا، الأمر الذي دفع كثير من العراقيين للإتخراط في إحتجاجات مشروعة، لكن إستعجال اصحاب المشروع الصهيوأمريكي، وبدء مرحلة طرح صفقة القرن، وما يترتب على ذلك من إستحقاقات، جعل المخططين للمشروع إياه ينتقلون بأدوتهم المحلية الى التصعيد والعنف..
ثمة حبل متين يربط بين تصاعد حدة العنف، وتدهور الأوضاع الأمنية، وبين إغتيال قادة النصر الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، وفي إحدى عقد هذا الحبل، كان إستشهاد الشهيد وسام العلياوي وشقيقه بطريقة بشعة، كرسالة تخويف لللذين لا يعرفون معنى الخوف!
ما لم يقله الشيخ لخزعلي هو أننا في مرحلة الحفاظ على الوضع السيء بدلا من الانتقال إلى الأسوأ!! نحن في مرحلة تقليص الخسائر لا كسب المنافع!! همنا كان طوال هذه الأشهر هو منع الانزلاق إلى السيناريو السوري!! المعركة غير متكافئة وغير متماثلة!!.
يفهم من هذا الكلام أن خيار دعم الإحتجاجات السلمية لدى الشيخ الخزعلي كان خيارا مبدئيا، ولذلك لوح بالإنتقال الى المعارضة، وذلك في مقابلته الأخيرة التي خص بها قناة العهد المعبرة عن عصائب الحق وهي التنظيم السياسي الذي يتزعمه، وهو أمر له دلالته الواضحة، حيث أراد الشيخ الخزعلي أن يعبر عن رؤيته بصوت يمثله تمثيلا تاما!
هذا أيضا يعني أن الشيخ الخزعلي وحركته السياسية ليسوا في وارد التمسك بآهاب السلطة، أوبالإدارات والوزارات التي يديرونها، وأن السلطة لا تعني لهم شيئا إزاء العراق ومستقبله.
ثمة إشارات واضحة في هذا اللقاء المهم جدا، ومنها أن ساسة السنة والكورد، مازالوا يدفعون بالشيعة إلى الاقتتال الشيعي الشيعي، وهو أمر تنبهت له القيادات الشيعية وإن كان ذلك متأخرا..
كلام قبل السلام: ما لم يقله ولكننا فهمناه بوضوح تام، هو أن الكربولية والبزازية والمسعودية البارزانية والبرهمية بالمقدمة، كلها تشتغل منصات تحريض وتمويل وبدرجات متفاوتة، لكنها جميعا منخرطة بالمشروع المعادي لمستقبل العراق، وكانوا مستعدين للتضحية بآخر شيعي، ولذلك أنفقوا أموالا طائلة لكنهم لم ينزلوا إلى الشارع,,وهذا كان كافيا لكشف أدوارهم في المؤامرة على العراق وشعبه ..
سلام..
https://telegram.me/buratha