علي الطويل
في احد مؤتمراته الصحفية و تصريحاته المثيرة للجدل ، قال الرئيس الامريكي ترمب انه بعد خروجه من الرئاسة الامريكية سيرشح نفسه في الانتخابات الاسرائيلية ، وقوله هذا لم يكن للتندر او السخرية وانما كان تعبيرا دقيقا لاخلاصه لاسرائيل وتعبير حي على انه اخلص لاسرائيل من ابناء اسرائيل نفسها و قبل ان يكون امريكيا مخلصا لامريكا ، وسعى لتنفيذ المخططات الصهيونية وسخر كل الطاقات والامكانيات الامريكية لخدمة اسرائيل ، فمنذ ان فاز ترمب في الانتخابات الامريكية وهو يسعى بكل جهده لتامين الاوضاع بما ينسجم مع توسع اسرائيل وتحجيم اعدائها وتقوية اصدقائها وزيادة خدامها وخاصة في العالم العربي والاسلامي ، فكانت اول زياراته الرسمية والتي اثارت لغطا كبيرا لما رافقها من حيثيات ، وما جناه منها من اموال جراء صفقات لم يحققها كل رؤساء امريكا في كل تاريخ العلاقات العربية الامريكية الا وهي صفقات السلاح والاستثمارات التي جناها ترمب عند اول زيارة له للسعودية والتي حصل فيها على ٥٠٠ مليار دولار ، ولم يخف ترمب خدمته لاسرائيل ولم يخف كذلك سعيه الجاد لتمييع القضية الفلسطينية ومع ذلك استطاع ان يحصل على دعم السعودية والدول العربية الخليجية كالامارات والبحرين وغيرها ، وقد حاول ترمب بكل جهده تهيئة الاجواء في المنطقة لتقبل صفقة القرن المشؤمة فمنذ اكثر من عام والسياسة الامريكية تضغط وتحرك الاوضاع وادخلت المنطقة كلها في مخاصات عسيرة وخاصة في العراق ولبنان واليمن وسوريا من اجل تمهيد الارضية الازمة لتنفيذ هذه الصفقة ، ولكنها الى الان لم تحقق ماكان يرجى وذلك نتيجة عدم تقبل الشعوب العربية والاسلامية لهذه الصفقة من ناحية ومن ناحية اخرى فان الصفقة ستضر كثير من الدول العربية كالعراق وسوريا والاردن لذلك فان ولادتها اليوم تعتبر عسيرة ومتعثرة ولا يرجى نجاحها مطلقا .
ومن الاعتبارات الاكثر تحديا لهذه الصفقة اضافة هو ان محيط اسرائيل وبين جنباتها اليوم حركات ممانعة للوجود الاسرائيلي بالاساس ، وقد تمرست الحرب وخبرت الحركة السياسية والعسكرية وتزودت بوسائل القوة والمناورة وهي مهيئة ومدعومة شعبيا لمقاومة كل عملية بيع وشراء للارض الفلسطينية او محاولة تمييع القضية الفلسطينية ، يدعمها بذلك رايا عاما عربيا اسلاميا رافضا لتهويد القدس وجعلها عاصمة لدولة اسرائيل وهي فقرة وردت في صفقة القرن المشؤمة ، فقد عزز اعلان هذه الصفقة وماحوته من خيارات مخيبة للفلسطينيين والمسلمين بصورة عامة رأي محور المقاومة في تبني سياسة المقاومة العسكرية المناهضة لوجود اسرائيل والساعية لاسترداد الحق عبر العملي العسكري وبعيدا عن المساومات السياسية ، لان ما اخذته اسرائيل بالقوة لايسترد الا بالقوة وهذا الخيار عندما يتعزز بالدعم الشعبي فانه سيكون خيارا ناجحا وسيحقب ماعجزت عنه مئات الجلسات التفاوضية والنقاشات التي لم تجن سوى خسارت مزيدا من الاراضي لصالح اسرائيل ، كما ان اسرائيل العدوانية لاتعرف الا لغة القوة ففي عقيدة الصهاينة كلما كان العدو ضعيفا كلما ازداد كلما تمادوا في طغيانهم وعدوانهم .
لذلك فلا سبيل اليوم في مواجهة صفقة القرن الا خيار المقاومة ، وهو مااتفقت عليه معظم الفصائل الفلسطينية وتبنته كخيار لهذه المواجهة وحتى السلطة الفلسطينية التي كانت تسعى (واهمة ) عبر التفاوض لاستحصال الحقوق ، فانها اليوم صارت امام الامر الواقع الذي ادخلها في حرج كبير فلجأت الى تبني خطاب المقاومة الشعبية وحسنا فعلت لان سلاح التفاوض مع اسرائيل ماهو الا كالساعي وراء السراب يحسبه الضمئان ماء . ان صفقة الخزي التي اعلن عنها ترمب سوف لن تمر ولن تتحقق اهدافها وذلك وببساطة تامة ان شعوب المنطقة الان تقف ظهيرا قويا لمحور المقاومة ، وان محور المقاومة اليوم هو اقوى بكثير مما كان علية الامر ايام اتفاقية غزة اريحا ولذلك سوف تخسر اسرائيل الكثير دون ان تحقق مبتغاها وسوف لن تامن على ماحصلت عليه سابقا ، ولن تنفعها اموال السعوديين والخليجيين الداعمين لهذه الصفقة ، ولن تنفع كذلك مساعي ترمب وترتيباته السياسية والعسكرية التي تحاول تهيئة الاجواء لتقبل هذه الصفقة ولانها بالاساس كانت متعثرة ولم تنجح، وستثبت الايام ان النصر لايتحقق الا لاولئك الثابتون على قضيتهم المقاومون للعدوان يساندهم في ذلك شعوب العالم المحبة للخير والسلام وكذلك الشعوب المقاومة للعدوان واذرع المقاومة في كل المنطقة .
https://telegram.me/buratha