المقالات

حين لا نصل ! 

1848 2020-01-23

د . حسين القاصد

 

استيقظت فجر الثلاثاء على ألمٍ شديد جدا ، وصار يتسابق مع الوقت في التصاعد ، حتى خِلت أن صدري سينفجر من شدة الألم ؛ فأخذت أتماسك وتناولت ( حبة) الأسبرين تحسبا من الذبحة او احتشاء عضلة القلب ، لاسيما بعد عودتي للتدخين بافراط .

صار الوقت ينافس السلحفاة بالبطء ، وانا انتظر الصباح كي اذهب الى المستشفى ؛ ولم أخبر أحدا من أسرتي ، إذ ليس من المعقول أن يستيقظوا على قلق يخنق صباحهم ؛ وما أن أسفر الصباح حتى أخبرت اسرتي أني ذاهب الى العمل ، وخرجت إلى الشارع واستوقفت أول ( تكسي) صادفتني وقلت له إلى مستشفى ابن النفيس ، فقال لي : كيف نصل؟ فطريق محمد القاسم مقطوع من منتصفه ، فقلت له أوصلني إلى مكان القطع ، افضل من ان ابقى هنا ، لعل طريقا آخر مفتوحا فأسلكه بعد مسافة مشي على الأقدام .

اتفقنا انا وصاحب التكسي وانطلقنا من حي تونس واتصلت بالأستاذ الدكتور علي محي الشمري مدير مستشفى ابن النفيس واخبرته أني متجه إليه وحالتي سيئة جدا ؛  إلى أن اقتربنا من ( النهضة) فانقطع الطريق ، فنزلت كالتائه وطبل النبض يمزق صدري ، وسرت في شارع كراج النهضة أتوسل السيارات عن طريق مفتوح يوصلني إلى المستشفى ، واقتربت من منتصف النهار من دون أي حل في الأفق ؛ الى أن فكرت باغراء احد اصحاب ( التكتك) واعطيه أجرة تكسي مقابل أن يعبر بي المناطق المقطوعة ، حيث لا يسمح بالمرور منها إلا لأصحاب التكتك ، فاقتنع الشاب وعبر بي كل أماكن القطع إلى أن وصل بي الى القصر الأبيض في شارع النضال ، فقال هذا حدي ، وبقية الطرق مفتوحة ، فاكتريت تكسي ووصلت للمستشفى واستقبلني مدير المستشفى بانسانيته المعروفة وعنايته ، وادخلني الإنعاش وحقنني موسعا للشرايين وبقيت بحدود الساعة اراقب قلق الطبيب فاذا هدأ سأكون بخير حتما ، وبعد ساعة أو أكثر بقليل احسست بالتحسن ، لا سيما بعد أن انفرجت ملامح الدكتور علي الشمري ، الذي ابتسم وقال مرت بسلام ، انتبه لنفسك ، فضحكت ساخرا مني !! كيف انتبه لنفسي وانا لا اعرف كيف أعود للبيت وأي طريق مفتوح! .

شكرته وشكرت جميع الكادر الطبي وخرجت من المستشفى ، لا تقلق عزيزي القارئ ، فلقد وصلت البيت ليلا !! ترى كيف بمن ينزف ؟ وكيف بمن لم تمنحه الحياة مهلة الوصول إلى المستشفى ؟ ولمصلحة من قطع الطرق على الناس؟ وكيف بكبار السن والنساء الحوامل في طرق لا تمر منها سوى ( التكتك) فهل تنقل النساء الحوامل في التكتك ؟ أليس من الوطنية والإنسانية أن نبقي طريقا مفتوحا للناس ؟ شكرا للتكتك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك