طيب العراقي
هنا نطرح أسئلة بعضها بديهي، يعرف إجابته حتى المواطن الذي لا شأن له بالعمل السياسي، وبعضها الآخر يحتاج الى قدرة إستجلائيةعلى التفكير، بيدأن الأسئلة جميع تشترك بأنها تجيب عن نفسها بنفسها!
• نشهد هذه الأيام تصعيدا جديدا وخطيرا في التظاهرات، التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وقوى دولية ، ويسبق هذا التصعيد بإيام قليلة تظاهرات رفض الوجود الأمريكي في العراق والمنطقة، والتي يجري التحظير لها على قدم وساق، ومن المزمع إنطلاقها الجمعة 24/1/ 2019لتكون بحق تظاهرات وطنية عراقية خالصة، تعبر عن ما تكنه سليقة العراقيين، من رفض مطلق لإي شكل من أشكال الإحتلال.
• الواضح أن الهدف من التصعيد ليس محاولة الضغط على الدولة ببرلمانها وحكومتها ورئاسة الجمهورية، وقوى العملية السياسية الفاعلة، للحصول على المطالب المعلنة لساحات التظاهر، بل أن الهدف هو قطع الطريق على تظاهرات يوم 24/1 ، المناوئة للوجود الأمريكي.
• دعوة السيدمقتدى الصدر وفصائل المقاومة لتظاهرة مليونية تندد بالتواجد العسكري الامريكي، قوبلت بحملات مضادة من جميع تنظيمات الجوكر الموالية لأمريكا وجيوشها الالكترونية، في محاولة استباقية لافسادها والدفع للتراجع عنها.
بالعودة الى الوراء قليلا، ودون تخوين او تشكيك بالنوايا، أو محاولة قمع الرأي المختلف عن العقل الجمعي، هناك أسئلة أنتظر أجوبتها مع ملاحظة إن طرح هذه الاسئلة لا تعني القبول بفساد الساسة أو سوء إدارتهم للبلد:
ــ من الذي حدد ١ـ١٠ ـ 2019 موعداً لانطلاق التظاهرات ولماذا؟ و إذا كانت عفوية كيف إنطلقت بصورة مركزية في عدة محافظات؟
ــ من الذي حدد ٢٥ـ١٠ ـ 2019موعداً لإنطلاق التظاهرة الثانية ؟ ولماذا؟ إذا كان الموضوع عفوي بدون تنسيق مركزي فلماذا تم توحيد النشر في عدة صفحات وحسابات بصورة موحدة بنفس موعد التظاهر ؟
ــ لماذا إنطلقت التظاهرات بهذا الشكل بعد سفرة الحكومة العراقية الى الصين المنافس الاول لأمريكا تجارياً وعقد سيمنس في الكهرباء والذي رفضته أمريكا بشكل علني وصريح وفشل صفقة نفط كبيرة مع شركة إكسون موبيل الامريكية تقدر ب٥٢ مليار دولار بسبب وضع الحكومة العراقية شروطاً قانونية في التفاوض؟
ــ لماذا تفتقد هذه التظاهرات الى قيادة واضحة وذات مطالب محددة ؟
ــ لماذا أغلب من يحرض على العنف في هذه التظاهرات من المدونين هم خارج العراق؟ مع وجود تنسيق مركزي مشترك في إختيار الهاش تاك والصور و توجه المنشورات؟ ام ان الامر مجرد صدفة ؟
ــ لماذا ساندت وجوه بعثية معروفة هذه التظاهرات بالتحديد وهي نفسها من ساند وأيد ” ثوار العشائر او الدواعش” عند سقوط الموصل أم إن الامر مجرد صدفة لا أكثر؟
ــ ما سبب تزامن تصعيد التظاهرات الاخيرة في العراق مع تظاهرات لبنان، علما بأن ما قيل عن الحكومة اللبنانية يوم تشكيلها بإنها، حكومة حزب شيعي معين واثار تشكيلها حينئذ زعل السعودية وأمريكا، وهو نفس الكلام الذي قيل عن الحكومة العراقية الحالية يوم تشكيلها، هل هذا يعني إن الأمر متساوي في الحالتين أم إن الموضوع مجرد صدفة لا أكثر؟
ــ لماذا التصعيد بعد بروز وحدة الصف الشيعي؛ والذي تحقق كردة فعل أولية على إستهتار الإدارة الأمريكية، وممارستها إرهاب الدولة، بإقترافها جريمة قتل القائدين الكبيرين الفريق قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس.؟
ــ لماذا تغطية قناة الحرة الامريكية للتظاهرات، تغطية محرضة و غير حيادية وتدفع للمزيد من التظاهرات مع العلم ان قناة الحرة مؤسسة اعلامية تابعة لوزارة الخارجية الامريكية؟
ــ لماذا سمحت شركة فيس بوك الامريكية بنشر صور الضحايا ومقاطع العنف في تظاهرات العراق مع العلم إن هذا الامر مغاير لسياستها المعتادة التي تحظر أي حساب ينشر هذه المواد سابقاً؟
ـ ـ بومبيو وزير الخارجية الامريكي قال لعبد المهدي بعد إستهداف السفارة الامريكية في بغداد: إن لم تستطع أن تحمي مصالحنا في العراق فنحن سنتدخل لحماية مصالحنا ومواقعنا هنا.. هل لما يحصل الان له علاقة بهذا الامر؟
ــ الحكومة العراقية الحالية رفضت التعاون مع امريكا في المشاركة بالحصار الاقتصادي على ايران وأستمر العراق بإستيراد الغاز من إيران ب ٤ مليار دولار سنوياً رغم الطلبات الامريكية بذلك، وبسبب الموقف العراقي هذا تم تأجيل زيارة عبد المهدي لأمريكا ثلاث مرات، بسبب رفض ترامب مقابلته، فهل ما يحصل اليوم في الشارع له علاقة بهذا الامر؟.
ــ العقلية العربية والشرقية إعتادت أن تقول بناءا على التجارب السابقة، إن كل حدث في المنطقة لا يخلو من تدخل أيادي امريكية فيه، الرافضون اليوم لفكرة المؤامرة أنفسهم كانوا يقولون دائماً لولا امريكا وقرارها وتخطيطها ومساعدتها لما حصل النصر على الارهاب وتحرير الموصل”، اذن فلماذا هذا الحدث الكبير الذي يحدث اليوم في العراق أهو استثناء؟
ــ قبل إندلاع التظاهرات عضو في الكونغرس الامريكي قال احد السياسيين المعروفين بأن أمريكا غير راضية على عبد المهدي لأنه إنحاز الى الطرف الايراني في الصراع الامريكي الايراني في المنطقة، السؤال هو هل قررت أمريكا معاقبة العراق وعبد المهدي على موقفه السياسي هذا والانقلاب عليه الان بإستخدام القوة الناعمة الاعلام الفيس بوك والتظاهرات أم ان الموضوع ليس له علاقة؟
ــ لقد اتخذت دعوة التصعيد ذريعة “التضامن مع ذي قار” التي منح المتظاهرون فيها مهلة للدولة تنتهي الاحد 18،1،2019، والحقيقة ان هذا رهان على دفع تنظيمات دينية منحرفة متنفذة في ساحات الناصرية بتفجير الأوضاع، وكسر هيبة العشائر التي أشادت بها المرجعية في ردع المخربين..ويبدو أن الهدف هذه المرة كسر هيبة المرجعية والعشائر وتحطيم آخر عرين للقيم المجتمعية في العراق.
ــ ثمة توجيهات مركزية صدرت للمتظاهرين من تنظيمات الجوكر، بأقصى درجات التصعيد في جميع المحافظات الشيعية، والمباشرة منذ الصباح الباكر بقطع الطرق الخارجية والداخلية، والجسور، وإغلاق المؤسسات الخدمية والتعليمية بالقوة، ولو بالاحراق، والاستعداد الكامل للصدام مع القوات الأمنية في حال تدخلها. معنى هذا أن التظاهرات ليست بلا أب، بل أن هناك قيادة وتنظيم وأذرع وأدوات ووسائل، وأن التظاهرات تحولت الى وسيلةلبناء تنظيم سياسي جديد هدفه الإستيلاء على السلطة، وأن هذا التنظيم السياسي سيعلن عن نفسه في وقت مناسب لكنه قريب بالتأكيد.
ــ ساحات التظاهر في النجف وكربلاء وذي قار وواسط والمثنى، أصدرت بيانات تؤكد فيها وقوفها وراء الاضراب القسري عن الدوام، وتتوعد المواطنين بأن “يرون من الثوار عقوبات بما لا تحمد عقباه” ان ذهبوا للدوام، وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز الإضراب القسري الى مرحلة معاقبة المواطن المخالف، فهل ثمة مشهد جديد مشابه لمشهد إضرابات ما قبل 8ـ شباطـ 1963، والتي استولى إثرها البعث على السلطة بظروف مشابهة تقريبا، على الرغم من وجود دعم جماهيري كبير لعبد الكريم قاسم آنذاك.
ـ ما هو الدور الخفي الذي تمارسه ممثلية الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي، وما سر التواجد المكثف لممثلي المنظمات الدولية في ساحات التظاهر، ولماذا رفع متظاهري ساحة التحرير ببغداد في الجمعة 17ـ 1ـ 2019 أعلام الأمم المتحدة؟..ثمة معلومات مؤكد تفيد أن عددا مهما من قادة التظاهرات، جرى توظيفهم في الصليب الأحمر الدولي ومنحوا بطاقات تعريفية تمنحهم حرية التحرك والحصانة..
ــ ان حجم ردود الافعال تشير الى مدى الخوف الذي تعيشه الجهات المحرضة والداعمة للتظاهرات، من انتهاء دورهم وفشل مشاريعهم التخريبية وان ما يحرضون عليه من تصعيد هدفه تعطيل مساعي حل الازمة السياسية.
شكرا 22/1/2020
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha