طيب العراقي
بعد مرور قرابة عقد من لزمن على آخر خطبة جمعة خطبها في طهران؛ طرح السيد القائد الخامنائي في خطبة الجمعة 17/10/2019 رؤية مستقبلية مفعمة بالأمل خلاصتها:
ـ ان الشعوب الإسلامية، اذا ما تكاتفت ونبذت كل عوامل الفرقة، فانها قادرة على إنتاج حضارة إسلامية عصرية جديدة، تشمل بلدان غرب آسيا، وتستند إلى رؤية إسلامية عصرية ينتجها علماؤنا وفقهاؤنا، وعلوم وتكنولوجيا تنتجها جامعاتنا، وثقافة راسخة يصلحها ويجذرها إعلامنا بشكل هادف صادق، وأراضٍ مستقلة كريمة تحميها جيوشنا، وتبعد عنها العدوان والاحتلال، واقتصاد متكامل متحرر من سيطرة الشركات الاستعمارية.
ـ ان قيادة الصحوة الاسلامية؛ امتازت وتميزت بالحكمة والشجاعة، وهذا هو سر نجاحها في عملية بناء الحياة وسعادة الانسان، وانتصارها في معركة الحق، وهذه الحقيقة اعترف بها الرئيس الامريكي ترامب بقوله: ان الشعب الايراني شعب الحضارة، وان قيادته قيادة شجاعة وحكيمة، يمكنها ان تبني دولة راقية، وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة في العالم، وهذا هو سبب الخوف من القيادة الاسلامية في ايران، ومن نهضة الشعب الايراني، لأنه شعب قادر على خلق دولة راقية متحضرة في كل المجالات، وتصبح لها القدرة على إقامة العدل وإزالة الظلم، وهذا يعني بداية النهاية لأعداء الحياة والإنسان، ومقدمة كبرى لبناء دولة العدل الإلهي المنشودة.
ـ ان الصمود والتحدي والاستعداد يصنعان السلام والأمان في المنطقة والعالم، وهذا هو هدف وأمنية قيادة الجمهورية الاسلامية، التي تمثل قيادة الصحوة الاسلامية الانسانية الحضارية، التي انطلق شعاعها من ايران، فكانت بحق مصدر دعم وترسيخ للسلام والأمان والمحبة في الأرض، كما أثبت ان الخضوع والاستسلام لا يولدان الا الحروب والعنف في الأرض.
ـ أن شهادة القائدين سليماني والمهندس ستورق نصرا مؤكدا مؤزرا، لأنها من سنخ شهادة الإمام الحسين عليه السلام، تلك الشهادة التي أورقت أمة من الثوار الذين يعملون بلا كلل في مشروع دولة العدل الإلهي، بغية أن يظهر الى النور قريبا، { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا }، وأن دماء الشهداء قادة الإنتصار على داعش، المهندس وسليماني ستكون السبب المباشر في انهيار امريكا بقدرة وقوة عنفوان الحق الذي يمثله طهر ونقاء تلك الدماء.
عراقيا نفهم في خلفية الخطاب:
- ان القرار البرلماني السياسي، والحضور الجماهيري العراقي، ودقة الصواريخ الايرانية المباركة التي قصفت القواعد الأمريكية، وعدم قدرة الولايات المتحدة الامريكية على الرد، دلالة على هزيمتها امام القوتين العراقية والايرانية، فمن اجل الحفاظ على كرامتها وهيبتها امام الدول والامم، ومن اجل بقائها ونفوذها في العراق والمنطقة، التجأت بسياسة الكذب والتهديد لتعالج جراحها، وتحافظ على كرامتها امام العالم.
ـ مهما حاولتْ إظهار العكس؛ فالمؤسسـة الأمريكيـة موقنة أكثـر من غيرها بحتمية الخروج من العـراق، وتستعد لذلك بجدية مجبرة بسولعد اعراقييت واردتهم، وان قالوا غير ذلك لحفظ ماء الوجه، فأمريكا تدرك أنها قد خسرت موقف الأغلبية الشيعية بعد جريمة الإغتيال، وقضت وبشكل نهائي على ما كان متوفراً من رؤية سياسية شيعية، تقول بإمكانية بناء و تنظيم علاقة طبيعيـة بين الدولـة العـراقيـة و أمريكا ..
- ان التهديدات الامريكية الاقتصادية والسياسية هي مجرد تهديدات شكلية لتخويف العراقيين في حال انسحاب القوات الامريكية من العراق، لان الالتزام والعمل بها يجعل امريكا هي الخاسر الاول والاخير..وأن "أيام الله" ستتكرر عليها بوتائر أشد قوة ومضاءا.. ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (5) ابراهيم ...ويتعين أن يدرك الأمريكان أننا نعيش في زمن لا يعون قيمته..هم يعيشون في زمن الإنحطاط والإنحلال، ونحن نعيش في زمن صناعة غد مشرق للبشرية سينبلج عن العدالة.
- موقف العراق حكوميا وجماهيريا امام الاكاذيب والتهديدات الامريكية، هو عدم التخوف منها وعدم تصديق اكاذيبها، والاستمرار في المطالبة بتنفيذ القرار العراقي، الداعي الى اخراج القوات الامريكية من العراق.
ـ وبقراءة موقف الحشد الشعبي وفصائل المقاومة في العراق، فإن الحقيقة التي تعيها الإدارة الأمريكية جيدا، والتي تحاول أن تغطي عليها بغطرستها وعنجهيتها، هي أن خروجها من العراق والمنطقة بات مسألة وقت ليس إلا، وأن الجنود الامريكان ليسوا سوى أسرى داخل قواعدهم في العراق ..وأن اي زيادة في القوات الأمريكية تعني زيادة عدد الأسرى..واي محاولة للانتشار على الأرض العراقية تعد قرار انتحار..
شكرا..17/1/2019
https://telegram.me/buratha