علي الطويل
لم يكن امر اغتيال الحاج سليماني وابي مهدي المهندس امرا غير متوقعا او غير محسوبا بل هو متوقع في كل لحظة وفي كل مكان ، نعم ان هذا الامر مؤلم لانصارهما ومريديهما وقد افجعوا به وتالموا له كثيرا نظرا لعظمة هاتين الشخصيتين الجهاديتين وعظمة دورهما في دروب الجهاد ، فعلى مدى اربعين عاما قدمت هاتين الشخصيتين اروع صور البطولة في مقارعة الظالمين والمستكبرين والطغات ، وكان لهم الباع الاطول في لي رؤس طالما شمخت بالظلم وقهر الشعوب وابرز ذلك اذلال نظام صدام الذي يعد من اعتى انظمة القهر والطغيان في التاريخ ، ولكن كل ذلك الالم يزول ويهدا لانهما نالا مايستحقان من الله وتحققت لهما امنية طالما تمنوها وابتهلوا الى الله ان يرزقانها ، فذلك هو عزاء محبيهما وانصارهما ولا غرابة اذ انه طريق ذات الشوكة والنهاية المرجوه للجهاد والمجاهدين .
اما بحساب الدنيا وفق نظرية الظالمين والمستكبرين هل يعتبر اغتيالهما انتصارا لهم؟
ففي نظر الاعداء انهم حققوا انجازا كبيرا في الخلاص من شخصيتين طالما ارقتهم واقضت مضاجعهم في جميع انحاء العالم ، بل داخل بلاد الاستكبار نفسها كانوا يحسبون لهم الحساب ويتأهبون خوفا وهلعا منهما ، وذلك لانهم لايؤمنون بما نؤمن ولا يعتقدون بالروح التي نؤمن بها ، وانما حساباتهم مادية بحته تعني بالربح والخسارة المادية وحدها لذلك يشعرون بانهم حققوا انتصارا . اما في الجانب الاخر فان ارتحال شخصية او شخصيتين قياديتين بارزتين لاتعني نهاية المشروع ولاتعني انكسار خططه او تراجع قوته ، فالشخصيات في مشروع كبير ذو البعد الروحي كبير والقوة المعنوية وعمق التاريخ انما هو زخم جديد وتجدد وطاقة تضاف الى حركة ونموا هذا الخط ، وخاصة وانه خط ولود يتنامى ولا يتوقف فخط المقاومة في كل آن يفقد في مسيرته العظماء والافذاذ فمن محمد باقر الصدر الى رجائي وباهونار الى عباس الموسوي و شهيد المحراب كل اؤلئك العظماء قد سطروا اروع امثلة الجهاد وكانت نهايتهم الشهادة فهل توقف تنامي الجهاد والمقاومة ؟ كلا بل اصبح اصلب عودا واكثر خبرة وواوسع مساحة واكثر قدرة على استحصال الحق ومقارعة الظالمين والطغات . وماظن امريكا واتباعها ومحورها الا وهم استنتجوه من خلال نظرهم القاصر ومحدودية تفكيرهم فالخيبة ستلاحقهم والخذلان سيكون حليفهم ، ولن يكون الرد مستعجلا ولا منفعلا لان الرد لن يكون فورت دم على اشخاص اعزة فقط بل سيكون انتصارا لمشروع حاول الاعداء بشتى السبل القضاء عليه او تحجيمه على اقل التقادير ، ولكنهم كلما زادوا من قيودهم عليه وجدوا ان عوده يصلب وقوته تزداد لذلك تجدهم اليوم فرحين ومستبشرين لانهم باعتقادهم قد ضربوا مشروع الجهاد والمقاومة بمقتل عبر قتلهم قادة في في مشروع المقاومة وما ظنوا ان هناك الف سليماني والف ابو مهدي سيثأرون لهم .
ان ابناء المقاومة وكافة الشرفاء ان يكونوا على قدر عالي من الاهبة والاستعداد لما بعد هذا الاستهداف فالاعداء قد اعلنوها واضحة جلية انهم انما يحاربون خط المقاومة ولا غير ذلك ، وحسنا فعلوا لانهم كانوا سابقا يخلطون الاوراق لكي لايصبحوا في الواجهة خوفا وهلعا مما قد ينتظرهم وينتظر جنودهم في كل المنطقة من مصير فاستخدموا داعش تارة ، وتارة اخرى استخدموا الوجه الاخر لداعش باللباس المدني الذي يستخدم الديمقراطية وحقوق الانسان شعارا له وهو يخدم مصالحهم على حساب وطنه ونعني به ( الجوكر ) ، ولم تنجح كل تلك المحاولات في النيل من العراق الذي يعتبر عنصرا مهما في مشروعهم فاذا ماسقط كدولة فانه سيحققون كثيرا من مبتغاهم ولكنهم فشلوا ، واليوم جائوا بانفسهم عسى ان يحققوا ماعجزت عنه ادواتهم ، ولكنهم سيذوقون مرارة الهزيمة حتما وسيتلقون الرد المناسب لهم وقد ظنوا وخاب ظنهم وماهو الا وقت ولا ننتظر طويلا لنرى هزيمتهم المنكرة.
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha