د. علي الطويل
لاشك ان امريكا ومنذ الانتصار على داعش وفشل مشروعها المرسوم في العراق والذي كان عبر دفع قطعان داعش لتاخذ الدور بالنيابة عنها تمهيدا لتطبيق ذلك المشروع ، وكانطلاقة نحو رسم شكل المنطقة من جديد حيث يشكل العراق الباكورة فيه والعقبة الكبيرة ايضا لذلك المشروع ، فانها وبعد ذلك الاندحار الكبيرة بدات بالتفكير باسلوب جديد ظاهره مليح وباطنه قبيح ، لاستخدامه في تحقيق تلك الاهداف فحركت ذيولها عبر تسقيط دعامات القوة في العراق والنيل منها وتشويه سمعتها وفك العرى بينها وبين مصدر قوتها وسندها وهو الجمهور المرجعي الساند والداعم ، فحاولت بشتى الوسائل في دق الاسفين بينهما ولكنها منيت بالهزيمة المنكرة ، وادى هذا الاسلوب ايضا الى انكشاف امرها مرة اخرى وفضيحتها لدى الجمهور العراقي بعدما كادت ان تخدع الكثير من العراقيين بوجودها خلف واجهات اعلامية تعبر عن اجنداتها وخططها عبر استغلال التظاهرات السلمية وركوب موجتها لتحقيق تلك الاهداف ولكن حكمة المرجعية الدينية وخبرة الحشد الشعبي وحنكت قادته ومعرفتهم الكبيرة باحابيل الخداع الامريكية ومكر اساليبه افشل المخطط المرسوم وكان يهدف لجر الحشد لقتال الشعب وتحييد المرجعية واحراجها وبالتالي سكوتها والحشد والمرجعية هما العمودان الرئيسيان ومصدرا القوة التي تخشاهما امريكا في العراق ، الا ان كل ذلك فشل وانطوى بفعل الحكمة والدراية العالية التي تتمتع بها هاتان المؤسستان .
وبعد هذا الفشل والهزيمة المنكرة والتي انفقت لاجلها موال طائله ووقت كبير ومئات المجندين لتنفيذها ، فان امريكا تبدو ماضية لتنفيذ تلك الاجندة المرسومة وباصرار كبير ، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفه واسلوب جديد مغادرة اسلوب الحرب بالنيابة واستخدام الادوات والذيول بل بالتدخل المباشر باستخدام قوتها وبشكل علني ، فكان اول هدف هو ضرب مقرات الوية الحشد الشعبي المرابطة على الحدود السورية وبحجج واهية وتبريرات ليس لها اساس لتسويق فعلتها الجبانة ، وعند التمعن وقراءة حيثيات هذا الموضوع يتضح ان هناك عدة امور تقف وراء هذا الاستهداف وعدة دوافع واهداف تدفع بهذا الاتجاه منها؛
1.بعد فشل مشروع ركوب موجة التظاهرات وفشل ادواتها في حرف مسارها استخدمت اسلوب جر الحشد للمواجهة مباشرة مع امريكا تمهيدا للتدخل بحجة حماية جنود امريكا في العراق
2.جس نبض الراي العام اعلاميا وسياسيا في العراق لمعرفة ماحققته ماكنتها الاعلامية في فصل الحشد عن قاعدته الشعبية عبر الفبركات والخدع العلامية التي استخدمتها مواقع الظل الامريكية في تشويه سمعته لدى الجمهور العراقي
3.اعطاء الدعم المعنوي لفلول داعش المدعومة امريكيا وبشكل واضح ، بالاستمرار بهجماتها على القوات العراقية والحشد الشعبي في مناطق التماس في الموصل وديالى وصلاح الدين .
4.الحنق الكبير الذي تحمله امريكا ضد كتائب حزب الله وجميع قوى الحشد والمقاومة والتي لم تساوم على عقيدتها وولائها دفع امريكا للتعبير عن هذا الحقد
5.وجود قوات الحشد على الحدود السورية مع العراق لقطع الطريق على امريكا واذنابها من ايجاد موطئ قدم يفصل ابناء المقاومة في سوريا والعراق شكل هاجسا لدى امريكا فارادت الضغط على قوات الحشد لاجل الهائها بامور اخرى تمهيدا لانسحابها من هذه الجبهة .
6. اما على المستوى العالمي فانها تبغي صرف الانظار عن نجاح المناورات البحرية الكبيرة التي جرت بين ايران والصين وروسيا والتي شكلت قلقا كبيرا لامريكا وحلفائها في المنطقة وخشية بروز محور جديد يعرقل اهدافها وخططها
ان هذا الاستهداف قد حسبت امريكا المغرورة بانه جاء في وقته المناسب ولكننا نظن انها لم تحسب ذلك التوقيت بدقة ، فقد اخطات بالفعل في توقيته وفي توقع نتائجها ، ان هذه الضربة اعطت زخما كبيرا لقوات الحشد الشعبي اذ ستوحد صفوف العراقيين خلفها بعد ان حاولت امريكا فصلها عن تلك القاعده ، كما انها شكلت صفعة قوية للذيول التي انخدعت بالوجه الامريكي الناعم واعطت درسا بان امريكا لايمكن ان يامن لها جانب ، وقد احرجت هذه الضربة وهذا الاستهداف كذلك كل ادعياء الوطنية ، فبماذا سيبررونها هذه المرة وهم مدعي الحرص على الوطن وهؤلاء الذين استشهدوا هم مواطنون عراقيون مدافعون عن حدود الوطن ، وهم من ملئوا الساحات بصراخهم ودعايتهم وادعائاتهم بحب الوطن والدفاع عن المواطنين ومصالح الشعب ؟
ان هذا الاستهداف الوقح والتعدي الكبير على جزء من القوات المسلحة العراقية لابد ان يكون له رد يناسب حجمه ومقداره ولابد للقوى السياسية من تحمل مسؤلياتها الوطنية والاخلاقية برد هذا العدوان والوقوف موقف واحد ضده وتفعيل مقترحات قانون طرد القوات الامريكية الغير منضبطة من العراق بشكل نهائي لانها تشكل عامل عدم استقرار واخلالها متواصل بالامن وخروقاتها متوالية لسيادة العراقية ،وعلى ابناء المقاومة خاصة وابناء العراق عامة الاستعداد لمرحلة جديد تظهر فيها وجوه العدو بشكل جلي هذه المرة حيث يكون العدو واضحا وشاخصا امامك بعدما كان يقاتل ويناور بذيوله واتباعه
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha