المقالات

  هكذا تم سحب التظاهرات العراقية خارج ملعب الشعب


محمد كاظم خضير

 

– لعبة تسمية الكتلة الأكبر و رئيس الوزراء الجديدة صارت هي قضية الساعة. وهي قضية تستطيع القوى السياسية الملتزمة بمكافحة الفساد أن تضبط إيقاع أدائها بما يجنبها مسؤولية الشراكة في أي تسميات تسيء لالتزامها الأخلاقي بعدم التورط بتسمية فاسدين عبر الامتناع، لكن التظاهرات الشعبية الذي تم استدراجه إلى ملعب ليس ملعب الشعب وعنوانه تبديل أسماء رؤساء الحكومات، لا يستطيع أن يتصرّف بالمرونة ذاتها التي تستطيعها الأكراد والأحزاب العراقية على سبيل المثال، بأن يمتنع نوابها عن المشاركة بالتسمية في حالة المشاورات المرتقبة، فالتظاهرات الذي ارتضى منذ الأسبوع الثاني، أن يجعل شعاره استقالة الحكومة واستبدالها بحكومة جديدة، معني بموقف حاسم وواضح وعملي.

– الملعب الجديد حرب استنزاف التظاهرات ، قد ينجح في إسقاط اسم مرشح، لكنه من حيث لا يدري سيكون لاعباً في ملعب تعزيز تسمية مرشح خفي آخر يريد حرق المرشحين تمهيداً لتسميته بعد استنزاف التظاهرات واستنزاف الأسماء، واستنزاف الوقت وقدرات الشعب العراقي على التحمّل، وإن تغاضَ التظاهرات وقال ما يهم الناس هو برنامج الحكومة وليس أسماء رئيسها ووزرائها، فسيكون عليه إيضاح سبب توريطه للناس في استقالة الحكومة السابقة ومنح رئيسها فرصة تبييض سجله تمهيداً لوقوفه في غرفة الانتظار، ريثما ينتهي من حرق الأسماء المرشحة ويعود على حصان أبيض.

– بمثل اللعبة الحكومية كانت لعبة قطع الطرقات التي استُدرج المتظاهرين إليها، وفي اللعبتين رفض أهل التظاهرات ، قادته الواقفون في الظلام، والمدافعون الوطنيون عن صوابية خياراته والمطالبون لمنتقديه بتغيير مواقفهم والانضمام إلى خياراته، بدلاً من رفض الدفاع عن الخيارات الخاطئة، أو على الأقل ممارسة النقد الذاتي اللاحق بعدما تكشّفت الوقائع عن خطأ الرهانات والخيارات، وبعدما تحوّلت عملية قطع الطرقات مصدرَ تصادم مع الناس والجيش معاً، ومنصة تستثمرها الجماعات الميليشياوية ومافيات وعصابات فرض الخوات، وساحة لفرضيات الفوضى الأمنية وما تحتمله من استثمار استخباريّ، ودخول جماعات إرهابية على الخط تناقلت صور رموزها وسائل التواصل الاجتماعي في مواقع متعددة.

– المشكلة أن تورط التظاهرات اليوم يورّط البلد، ويرسم مساراً يتبادل فيه التظاهرات وخصمه التقليدي، أي الفساد، النقلات المتبادلة في استهلاك مفتوح للوقت، في تسمية رئيس الوزراء وإسقاطه، أو قبوله، أو ربط النزاع معه، من دون جواب على سؤال، من أين هبط شعار استقالة الحكومة على التظاهرات ، كما هبط شعار قطع الطرقات عليه، من دون أن يرف جفن لنخب لديها من الثقافة والتجارب ما يكفي لتضرب يدها على الطاولة تحذيراً أو تسجيلاً لتحفّظ ودعوة لتراجع، بل ذهب البعض حد التنظير لقطع الطرقات كوسيلة تعبير سلمية ديمقراطية، من دون أن يرف له جفن مرة أخرى، وهو يعلم أن قطع الطرقات جريمة يعاقب عليها القانون ولا مكان لها في قاموس التعبير السلمي والديمقراطي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك