السيد محمد الطالقاني
الامام السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدس الله سره الشريف كان زعيما دينيا وسياسيا , فهو يعتبر من كبار فقهاء ومجاهدي العراق, ومن أبرز مراجع التقليد في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في القرن الرابع عشر الهجري..
لقد شرع الامام الحكيم (قدس سره) في البحث الخارج وهو ابن السابعة والعشرين وتخرج على يديه الكثير من العلماء والفقهاء والفضلاء وله مؤلفات في الفقه والاصول كما قام سماحته بتشييد كيان علمي وصرح ثقافي حيث اسس مدرسة للعلوم الاسلامية تميزت بمنهج دراسي خاص واختار لها اكفا اساتذة الحوزة العلمي, وكان له الدور البارز في نشر المكتبات العلمية في مدن العراق وسائر البلاد الاسلامية
وبالرغم من هذا العناء والجهد العلمي الذي كان مشغولا به الامام الحكيم( قدس سره ) , الا ان سماحته كان مهتما بالمسؤولية الجهادية ضد الاستكبار العالمي حيث اعتمد عليه المرجع الديني انذاك السيد محمد سعيد الحبوبي( رض) اعتمادا مطلقا في ادارة عمليات الجهاد الاسلامي عندما حاول الاستعمار البريطاني احتلال العراق في بداية القرن التاسع عشر الميلادي, فكان للسيد الحكيم دورا بارزا في هذه المعارك حيث تصدى وبأمر من السيد محمد سعيد الحبوبي لقيادة الجانب الأيمن في معركة الشعيبة.
كما كانت مرجعية الامام الحكيم( قدس سره) ظلا وارفا للحركة الاسلامية فكان سماحته حريصا كل الحرص على ان يكون للحركة الاسلامية نشاطها القوي ضد كل تيارات الكفر والانحراف.
فكانت مواقفه تمتاز بالصلابة والتجلد امام كل المحن التي عصفت به كزعيم روحي كبير, وقد اعطى الحركة الاسلامية ضمانا في البقاء والاستمرار والتصدي للحكام الجائرين.
لقد اهتم الامام الحكيم الراحل بالتبليغ الاسلامي فقام سماحته بارسال خيرة رجال الحوزة العلمية الى كل انحاء العراق حيث ساهم هولاء في محاربة الكفر والالحاد والمحافظة على العقيدة الاسلامية وصون الامة من الانحراف وهم اليوم يعتبرون من كبار المراجع وفضلاء الحوزة العلمية.
هذا الامرالذي جعل السلطات البعثية الكافرة تقوم بتضييق الخناق على الامام الحكيم ( قدس سره) بشتى الطرق والاساليب حتى المّ به المرض نتيجة تلك المعانات والمضايقات لينتقل الى جوار ربه وكانت وفاته حدثا تاريخيا للعالم الاسلامي وحدثا سياسيا في التاريخ المعاصر.
واليوم ونحن نعيش الذكرى السنوية لرحيل هذه الشخصية العملاقة نرى انه رغم كل مافعله الطغاة بقت اثار ونهضة الامام الحكيم (قدس سره) خالدة على مر التاريخ حيث نعيشها اليوم بزوال اعتى نظام جبروتي شهده التاريخ المعاصر بعد ان هزمته تلك الامة السائرة على خطى المرجعية الدينية الرشيدة والتي نراها اليوم وهي ترفع راية الاصلاح ضد الفساد والمفسدين صارخة هيهات منا الذلة
فسلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت عنا ويوم تبعث حيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha