محمد كاظم خضير
وطن يشبه العروس ليلة موت حبيبها، وطن يكرهه شعبه وحكامه، وطن يتقاذفه أبناؤه شمالاً ويميناً. انهار صحياً وأصبح بحره وبرّه وجوّه ملك التسمم والتلوث والفساد: فانتفضت الأرض ناراً.
للأسف هذا الوطن فقد شريان الحياة وأصبح مشلولاً من دون مقاومة، وطن موجوع، مقهور، مظلوم وربما مسحور، لا نعلم من يحكمه وكيف تُدبر الأمور. سياسياً البلد مرهون، واقتصادياً على شفير الإفلاس، واجتماعياً لا حول ولا قوة.
أصبح بيننا وبين الوطن جسور من الكراهية، حروب وفتن ودماء، جهل وفقر وفساد، خوف وإحباط وتطرف، نزوح ولجوء. إن قتل الأمل في بناء الدولة في مجتمعاتنا هو أقسى أنواع العذاب والأشد خطراً على مسيرة النهوض والتقدم نحو مستقبل أفضل.
الإهمال سيد الموقف من الشمال إلى الجنوب، وما يحصل من حرائق على كافة المستويات يتطلب إعلان حالة الطوارئ وتنكيس الأعلام وإعلان الحداد حتى القيامة الحقيقية، وعودة الدولة إلى أحضان الوطن والمواطن.
للأسف، أصبحت الطبيعة الأم أقوى منا، هي ثارت على من ظلمها وأهملها فأحرقت الأخضر واليابس .. علّنا نتفكر ونُصلح. والسؤال اليوم: من هو العدو؟
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha