محمد كاظم خضير
اقول لهم بكل صراحة الامور تتجه الى اصطفاف وللأسف هو اصطفاف قصير زمنيا ولكن تداعياته طويلة وستشكل انعكاس شعبي خاصة في الراي العام العراقي الذي يعيد استنساخ تجربة سياسية معيين مع الفارق بالاهداف، مما يعني انقلاب بالمشهد السياسي.
وبما اني عشت كل هذه الفترة منذ عام 1995_ حتى عام 2019 فانا افهم جيدا اصرار وصلابة الراي العام العراق عندما يريد ان يحقق شيئا، وهم لم يخرجوا ولن يخرجوا من الشارع قبل ان يحققوا ما يطالبون بتحقيقه، والمطلوب الان من القيادات السياسية العراقية تحديدا ان تحدد اولوياتها لان الشعب العراقي لن يقبل بتدمير ما تبق من الدولة ولن تسكت عن من تعتقد بانه سيكون سببا بهذا التدمير.
وبما ان المؤسسة العسكرية ومن ضمنها الحشد الشعبي بتضحياته وشجاعته وتفانيه قد حرر مناطق الغربية وطرد الدواعش من كل العراق ، يعتبر المسؤول الاول والأخير عن حماية الوطن كل الوطن،قد قرر ان يقف على مسافة وسطية من الحراك الشعبي، وأيد كافة المطالب الشعبية المحقة والتي طالما طالب بتنفيذها بعيدا عن المواقف السياسية.
وأيضا بما ان الحشد الشعبي يعلم ماذا يجري خلف الستار وما يحاك دوليا للعراق فهو مستعد ان يضحي بكل ما يملك، ليمنع انهيار الوطن اقتصاديا او تمزيقه طائفيا وتهميشه وتغيبه على المستوى الدولي..
وفيما يتعلق بالوثيقة الاصلاحية التي قدمتها الحكومة يمكن الوصول الى تسوية معينة ترضي التظاهرات بعيدا عن لغة التصادم او اخذ البلد الى المجهول .
وجميع فئات الشعب تعلم بان الحشد الشعبي لا دخل له بما حصل بالبلد على المستوى الاقتصادي والسياسي، بل هو قدم الكثير الكثير جهاديا وماديا ونفسيا في سبيل عزة وسيادة الوطن وبينما كان يقاوم الدواعش على الجبهة الإرهاب ويقاتل التكفيريين ويحاول ان يحمي نفسه من عملاء الداخل، كان هناك من هم بالوطن يمارسون الفساد والافساد.
الحشد الشعبي ينظر الى الوطن ككل، ولن يكون طرف مع فئة ضد فئة، بل هو مع الدولة بكيانها ويطالب بتطبيق الدستور، والتغيير يتم بالطرق الديمقراطية التي تكفل الانتقال بكل امان وسلاسة بعيدا عن الفوضى التي يريدها البعض تنفيذا لسياسات خارجية تريد ان تخدم الكيان الصهيوني الطامع بقيام اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل. .
https://telegram.me/buratha