السيد محمد الطالقاني
إن حركة الامام الحسين (ع) الاصلاحية هي اعظم حركة إصلاحية عرفها التاريخ البشري برفضها المطلق للظلم السياسي والاجتماعي وأحيائها للمبادئ والقيم السامية في نفوس وعقول كل الاجيال على مر التاريخ .
لقد كانت دعوة الامام الحسين (ع) الاصلاحية دعوة صريحة الى نهج فكري ذا بعد وجداني غرس في نفوس الامة كل مقدمات النصر على محاولات الافساد لمواجهة الانحراف الذي حدث في الامة بعد وفاة الرسول (ص) من حركة التزييف والتحريف مما جعل الامة الاسلامية غير قادرة على التمييز بين الحق والباطل.
فكانت حركة الامام الحسين (ع) حركة اصلاحية لخلق روح تعبوية لدى الامة من اجل مواجهة الانحراف الحاصل مع وضع خطة سياسية منهجية للحاكم العادل ووضع اسس لكل المصلحين على مر التاريخ تميزت بما يلي :
اولا /صيانة الكرامة الانسانية وعدم الانسياق وراء الحاكم الظالم ورفض العبودية
ثانيا /الالتزام بالدستور ودعم سيادة القانون،
ثالثا/ان تكون إرادة الشعب هي أساس سلطة الحكومة من خلال مشاركة الفرد في الحياة السياسية عبر انتخابات حرة ونزيهة ومتساوية تشمل كل شرائح المجتمع وعدم التخلي عن هذا العمل لئلا يترك المجال للنفعيين للتسلط على رقاب الامة
رابعا/ان تكون الكفاءة والاستقامة شرطا في تولي شؤون الأمة وتسيير مهام العملية السياسية وادارة دفة الحكم
خامسا/الالتزام بالاتفاقيات والعهود
سادسا/ تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات من خلال طرح الصحيح منها إلى الأمة،
سابعا/ التأكيد على وحدة الأمة ومنع إثارة التفرقة والعنصرية والطائفية السياسية والدينية
ثامنا/العدالة الاقتصادية في توزيع الثروة على المجتمع
تاسعا/ممارسة حق النقد والنقد الذاتي والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحاكم
ان الشعب العراقي الابي اليوم وهو ينتفض ضد الظلم والفساد خرج بكل فئاته وطبقاته وهو يقف بين الجنة واالنار, بين الذلة والسلة وهيهات منا الذلة سنقف رافعي رؤوسنا لكي تختار الاصلح والاكفا والانزه كما وضحته لنا المرجعية الدينية العليا في خطاباتها ولن ندع مجالا لعودة البعث الكافر ولا الفاسد من الحكام ولا المستعمر .
ان الشعب الذي قاد ملحمة الاربعينية الكبرى شعب واع وقادر على ان يميز بين الحق والباطل , هذا الشعب الذي اخذ من شخصية الامام الحسين عليه السلام نهجا وفكرا ودروسا وعبر لن يدع الفرصة لاعداء العراق ودول الاستكبار العالمي ان تصادر منه حقوقه بل سيظل رافعا راية الحق حتى تحقيق العدل والاصلاح , وسيعلم الذين ظلموا شعبنا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha