. السيد محمد الطالقاني
في خضم الاحداث الاخيرة التي يشهدها قطرنا العراقي برزت بعض الاصوات النشاز من الذين يتصيدون في الماء العكر ويريدون ان يركبوا الموجة فاخذوا ينالون من الحوزة العلمية ورجالاتها متناسين الدور العظيم لاولئك الرجال الابطال الذين قادوا المشروع التغييري والاصلاحي في العراق .
ومن اولئك الابطال شهيدنا مفجر الثورة الاسلامية في العراق اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره) الذي استطاع أن ينازل بفكره الإسلامي عمالقة الحضارة الماديّة الحديثة ونوابغها الفكريّين، وأن يكشف للعقول المتحرّرة عن قيود التبعيّة الفكريّة والتقليد الأعمى زيفَ الفكر الإلحادي، وأن يثبت فاعليّة الفكر الإسلامي وقدرته عديمة النظير على حلّ مشاكل المجتمع الإنساني المعاصر،والاضطلاع بمهمّة إدارة الحياة الجديدة بما يضمن للبشريّة السعادة والعدل والخير والرفاه.
لقد كان المشروع التغييري لشهيدنا الصدر يمر بمرحلتين هما:
المرحلة الاولى/ هي نشر الوعي في صفوف الامة.
المرحلة الثانية/ هي المواجهة السياسية ضد النظام الجائر.
فكان رضوان الله تعالى عليه يهدف في هاتين المرحلتين الى اسقاط نظام البعث المقبور والنضال في سبيل ذلك داخل العراق و خارجه , وان تكون مسؤولية التغيير مسوؤلية ابناء البلد انفسهم حيث جاء في بيانه الى الشعب العراقي (فعلى كل مسلم في العراق وعلى كل عراقي خارج العراق ان يعمل كل ما بوسعه – ولو كلفه ذلك حياته – من اجل ادامة الجهاد والنضال لازالة هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب وتحريره من العصابة اللاانسانية وتوفير حلم صالح فذ شريف يقوم على اساس الاسلام).
واكد الشهيد الصدر (قدس سره ) في مشروعه السياسي على اعادة السلطة للشعب ومنحه الفرصة الكاملة للتعبير عن رأيه واقامة نظام يعبر عن ارادة الشعب ويحقق له الكرامة, وقد اكد سماحته هذا الامر في بيانه الى الشعب العراقي:
(اطالب باسمكم وباسم القيم التي تمثلونها بفسح المجال للشعب ليمارس بصورة حقيقية حقه في تسيير شؤون البلاد وذلك عن طريق اجراء انتخاب حر ينبثق عنه مجلس يمثل الامة تمثيلا صادقا).
كما اكد الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره ) في مشروعه السياسي على تحقيق وحدة الكفاح بين قوى المعارضة والشعب وتوحيد الكلمة,حيث جاء في بيان سماحته (ايها الشعب العظيم، اني اخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك وحياتك الجهادية بكل فئاتك وطوائفك: بعربك وكردك، بسنتك وشيعتك، لان المحنة لا تخص مذهبا دون اخر، وكما ان المحنة هي محنة كل الشعب العراقي فيجب ان يكون الموقف الجهادي والرد البطولي والتلاحم النضالي هو واقع كل الشعب العراقي).
لقد كان نهج الامام الشهيد الصدر الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية التي كان صدام المقبور يعزف على اوتارها باظهار حركة السيد الشهيد على انها حركة شيعية في مقابل السنة ولتحويلها الى قضية طائفية واثارة نعراتها, فكان نداء سماحته الى ابناء شعبه هو بمثابة منهجا للامة بنبذ الطائفية حيث قوله:(أنّ المحنة لا تخصّ مذهباً دون آخر، ولا قوميّة دون أخرى، وكما أنّ المحنة هي محنة كلّ الشعب العراقي، فيجب أن يكون الموقف الجهاديّ والرّدّ البطوليّ والتلاحم النضالي هو واقع كلّ الشعب العراقي.
وإنّي منذ عرفت وجودي ومسؤوليّتي في هذه الأمّة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسّني على السّواء، ومن أجل العربيّ والكرديّ على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعِش بفكري وكياني إلّا للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع.
واليوم وبعد ان تحقق حلم الشهيد الصدر وسقط حزب البعث في مزبلة التاريخ ,نعيش هذه الفرحة ونحن رافعين رؤوسنا امام الجميع ولنثبت لكل المتصدين في الماء العكر ان الاسلاميين لولاهم لاصبح الجميع في غياهب الجب, فلاتركبوا الموجة في نهاية المطاف وتدعون الفرحة المزيفة على شفاهكم فالذي تركنا في ونحن في الشدة لايمكن ان يسبقنا ونحن في النصر والغلبة والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha