عبد الحسين الظالمي
وانا في طريق العودة الى الديار مررت لأداء واجب الوفاء الى شهداء حماة العراق شهداء الحشد الشعبي الذين بذلوا ارواحهم دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات وعن وجود كل انسان حر وشريف اولئك الذين دافعوا عن الحياة في ماضيها وفي حاضرها ومستقبلها.
اولئك الذين جمعوا بين اهداف الدنيا وهي حماية البلد وبين اهداف الاخرة واجرها وهم يلبون نداء مرجع، اولئك المستضعفين من ابسط طبقات المجتمع من اصحاب الدخل المحدود اصحاب العربات والبسطيات، تركوا الاهل والأحبة وكل ما يملكون وذهبوا دفاعا عن ارض يقال انها ارضهم ويدافعون عن عرض ومال يقال انه عرضهم في وقت ان اصحاب الارض والمال والعرض بعضهم لا يعترف الى اليوم بحجم تضحيات هؤلاء.
وجدتهم راقدين في منازلهم الدائمة هادئين ينظرون الى زوار الامام الحسين فرحين بما حققت ايديهم من انجاز يكمن في الحفاظ على هذه الشعيرة الالهية المباركة.
وقفت امام قبورهم وكأنهم يسالون بعبارة واضحة (مالكم كيف تفعلون) كيف سمحتم لأنفسكم ان تكون دمائنا وتضحياتنا وما دافعنا عنة عرضة للتشكيك والاتهام والمزايدة وانتم ترون وتسمعون ؟
بصراحة عجزت ان اقول لهم اننا في وضع اسوء مما تتصورون فقد اصبحنا فرق شتى كل حزب بما لديهم فرحون، لقد تجاسرعلينا القاصي والداني وأصبحنا نسمع عظيم الكلام ونصد عنه اصبحنا نسمع ما لا يسركم وكل واحد منا يعتقد انة هو الحق والصحيح وغيره الباطل، واصبح التناحر بينا يفت عضدنا ويهين وجودنا حتى تجاسر علينا من كنا نظن انه انتهى ولا وجود له بيننا.
وأزيدكم علما ان البعض اخذ يتجاسر ليلغي حتى المؤسسات التي ترعى شؤون عوائلكم والادهى من ذلك حتى الذي حقق النصر بفضل دمائكم اصبح يغرد الان (خذوا مليشاتكم وخرجوا نريد وطن حر).
انتم على كثرة عددكم وامتلاء وادي السلام بكم ولكن لا ضجيج لكم ولا حولكم بقدر الضجيج الذي يثار على من سقط متظاهرا ضد الحكومة والفساد لم يجمع الكل عليكم ولم يعوضكم احد كما اجمع ونادى وبعث برقيات وربما تظاهر ومن اجلهم وانتم نيام ساكنين ترعاكم ملائكة الله ولكني متأكد انكم منزعجين لما يدور امامكم وعيونكم تارة ترقب مسيرة العشاق والتي سرعان ما سوف تودعكم وتبقى عيونكم شاحبة نحو صفاء بحر النجف صادين عن اضواء وطبول من يتاجر بدمائكم .
قرأت الفاتحة وعيوني تهمل دما بدل الدمع على تلك الوجوه التي جمعت بين نظرة الشباب اليافع وبين وقار وسكينة شيبة البعض من الشهداء وكأني اسمعهم ينادون خلف من يزورهم دما ئنا امانة في اعناقكم وعوائلنا وديعة بيديكم فهل انتم صائنون للأمانة وموفون بالوديعة ومحافظون عليها.
توقفت وفي القلب شجى وفي العين قذى وقلت لهم لا اظن ذلك للأسف ولكن عشمي ان الله يرعاكم ويرعنا هو ربنا وربكم وهو ارحم الراحمين وحشا الامام الحسين الذين حملتم لوائه وصدحت حناجركم بندائه الخالد هيهات منا الذلة ان ينساكم ولا يجند قلوب عشاقه لدفاع عنكم وعن مبادئكم وهدافكم .. والله الموفق .
https://telegram.me/buratha