رضا جوني الخالدي
في الأول من تشرين الأول لعام ٢٠١٩ خرجت مظاهرات شعبية في وسط العاصمة بغداد، بمطالب متعددة منها الخدمات، وتوفير فرص العمل ،وكان الهدف من المظاهرة حسب اراء سياسية هو اسقاط النظام، وادخال العراق في دوامة الحرب، نظمت هذه المسيرة من قبل نشطاء مدنيين، من مختلف المحافظات العراقية.
لم تستقر المظاهرات بل خرجت عن سياقها القانوني، وذهبت الى العنف والعنف المضاد، لم يكن بحسبان القوى الأمنية، هذا الحال، حتى استنفرت كل طاقاتها، للسيطرة على سلمية المظاهرة، لكن الأخيرة لم تهدأ وانطلقت شرارتها، بأيادي مدسوسة، دفع ثمنها المواطن العراقي، من رجال الأمن والمتظاهرين، وسقطوا شهداء وجرح اعداد كبيرة منهم.
في حين تنوعت المظاهرات في مناطق بغداد وانطلقت شرارتيها شاعلة اكبر منجم لأبناء هذا الوطن، حيث مدينة الشعلة، والحسينية، ومدينة الصدر، وحي العامل، مناطق اخرى، اضرمت النيران في مؤسسات الدولة، واحرقت الممتلكات العامة، وكأنها لم تكن ملكاً لهم، كذلك قتل فيها المتظاهر، وقتل فيها رجل الأمن، تخطيط لم يحدث كسابقة،
لكن سرعان ما فرضت القوى الأمنية حظراً للتجوال، وقطع خدمة الأنترنت، هدأت الأوضاع نسبياً في العاصمة بغداد.
لم ينته الحال كما هو عليه، اذ خرجت محافظة ذي قار، بمظاهرة شرسة، وكأنها متجوعة لألتهام مؤسسات الدولة، وليس لالتهام المفسدين فيها، واحرقت الدوائر، والمجالس المحلية، ومجلس المحافظة، حتى انها اخذت منحى اخر وأضرمت النار في مطعم، رافقت هذه الأحداث اشتباكات عنيفة، بين القوات الأمنية والمتظاهرين، مع وجود المندسين وبأعداد كبيرة، لم يكن بحسبان الحكومات المحلية، سقط الشهداء من طرفي العراق ومن الأم الواحدة من رجل الأمن وأخيه المتظاهر، نتيجة قلة الوعي الثقافي للمظاهرة، وعدم المبالاة بأن المندسين، هم سبب ذلك، فرضت الحكومة المحلية حظرآ للتجوال، وهداوا من روع القتل والقنص العلني الذي طال ارواح المتظاهرين وقوات الأمن.
في المقابل تظاهرت النجف الأشرف، والقادسية، وواسط، وميسان، لكنها كانت اقل عنفآ من العاصمة، و ذي قار ،
حتى جائت المرجعية برسالتها، على لسان السيد الصافي في خطبة الجمعة، بعدم التجاوز على الممتلكات العامة وحرقها، ولم يتركوا مجال للمندسين، كذلك اوصت الحكومة بأتخاذ الاجراءات، والقيام بأصلاحات حقيقية، واوصتهم بأختيار وتشكيل للجنة، والتنسيق بينها وبين المتظاهرين، هذه الخطبة اخذت حيز كبير واستطاعت التقليل من العنف.
لم تقف الحكومة مكتوفة الأيدي، سرعان ما تدخلت تدخلآ مباشر ،وعقدت الأجتماعات الطارئة والأستثنائية ،للسيطرة على هذه الحملة الكبرى ودعا رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ممثلي المظاهرات، الحضور الى رئاسة البرلمان، للنظر وتلبية مطالبهم المشروعه والحقه، وحضر العديد من ممثلي المظاهرات، البرلمان وتمت مناقشة مطالبهم، واوعدهم بأنه ستنفذ مطالبهم المشروعه، قدر الأمكان، وقال بأنه سوف ينزل بنفسه الى الشارع، أذا بقي الحال ما هو عليه.
كذلك عقد مجلس الوزراء اجتماعآ طارئاً، حيث عقدت الاجتماعات الطارئة،، واوعدت بتوفير فرص العمل للعاطلين، واعطاء، الرواتب الى العوائل الفقيرة، وارجاع المفسوخة عقودهم الى وزارتي الدفاع والداخلية، وتوفير قطع أراضي الى المواطنين.
كان ذلك من أهم قرارات مجلس الوزراء الذي عقد مساء يوم الجمعة، كما ظهر بمؤتمر اخر لوزير العمل والشؤون الأجتماعية، بأعطاء رواتب الى العاطلين لمدة ثلاثة أشهر بمبلغ ١٧٥ الف دينار، لحين توفير فرص عمل لهم،وكذلك ضم ٤٥٠ ألف عائلة فقيرة وشمولهك بالرعاية الأجتماعية.
هذه الأيام السبعة كانت ايامآ عصيبة مر بها العراق، التي راح ضحيتها ١٠٤ شهيد، و ٦١٠٧ جريح، هذا ما صرح به، المتحدث بأسم وزارة الداخلية الواء سعد معن، ومتحدثي بأسم وزارتي الصحة والدفاع، ولهذا اليوم الموافق ٧/١٠/٢٠١٩
الأوضاع لم تهدأ تمامآ،كل هدوئها كان نسبياً، القوات الأمنية ورجالاتها والشعب، لم يتركوا فرصة للمتربصين، والمندسين، لتدمير هذا البلد العراق العريق، ولم يستطيعوا حتى هز هذا البلد، نسأل الله أن يحفظ العراق وشعبة.
https://telegram.me/buratha