علي الطويل
في العادة وكسياق معمول به في جميع دول العالم الديمقراطي ، فان الاعلام الحكومي له دوره كبيرا في الدفاع عن المصالح الوطنية، والدفاع عن المواقف الحكومية الاصيلة والتي فيها مصلحة اكيدة للبلد وتبني سياسات الحكومات الوطنية بما يحقق هذه المصلحة الوطنية والاهداف العليا للدولة والشعب. وهذه القضايا قد لايختلف عليها اثنان ، وفي العراق فان الاعلام الحكومي ونعني بالضبط شبكة الاعلام العراقي ، فانها تاسست وفق هذه المنطلقات العامة ، اي انها يفترض انها تنحاز للوطن وليس للحكومة ، وقد منحت هذه الشبكة من الامكانيات مالم تعهده مؤسسة اعلامية قبلها من الاعداد البشرية الكبيرة والدورات المحلية والخارجية والامكانيات الفنية الحديثة والمتطورة ولكافة مفاصلها المقروئة والمرئية والمسموعة، بمايؤهلها ان تكون في مصاف مؤسسات الاعلام الكبرى كالبي بي سي وغيرها ،
ان هذه الامكانيات المادية والبشرية والفنية لو استثمرت بشكل جيد وخال من الفساد والتسييس لكانت الان مؤسسسة الاعلام العراقي من المؤسسات العالمية التي باستطاعتها توجيه الراي العام العراقي الخارجي وتتحكم ببعض مواقفه واتجاهاته بما يخدم مصالح البلاد العليا ، ولقد كانت هي كذلك بالفعل ؛ وبشكل نسبي ؛ في عهد الحكومات السابقة حيث عملت على دعم سياسات الحكومات السابقة وانحازت بشكل معين لشخص رئيس الوزراء في مواقف وواقات مختلفة بخلاف المبادئ الاساسية لعملها وقد كان ذلك واضحا اثناء الانتخابات ، والدورة الانتخابية الماضية ليس ببعيدة عن وقتنا هذا لتكون مثالا واضحا وشاهدا على هذا القول ، الا ان مايعنينا من كل هذه المقدمة الطويلة والتقريب لمواقف شبكة الاعلام العراقي هو ان العراق وخلال هذه الفترة قد مر بعدة منعطفات تاريخية وتهديدات خطيرة عرضت مصلحة البلاد العليا للخطر ، واهم هذه الازمات او الاخطار هو القصف الاسرائيلي للمواقع الحشد الشعبي في المنطقة الغربية من العراق ، لقد تعامل الاعلام الحكومي مع هذا الحدث بهامشية كبيرة ولم يسلط عليه الاضواء بالتحليل ولم يدافع عن الموقف الوطني بما ينسجم مع فداحة الخطر اذ تعرضت ارض الوطن للتهديد الخارجي وضربت قواتنا الوطنية من دولة اجنبية ، وهناك امثلة عديدة ومواقف متنوعة في سياق هذا الكلام يمكن ان تكون شاهدا على ضعف وتردي الاعلام الحكومي وغياب دوره وتعامله الغير مناسب مع الاحداث الجسيمة ، وكانه اعلام خاص وليس مؤسسة تابعة للدولة .
فاذا كانت التهديدات جسيمة والمخاطر كبيرة والاعلام الحكومي دوره خجول ومتردد فكيف بالمواقف الاقل خطرا ، ان الطموح ان يرتقي الاعلام الحكومي بما يجعله سلاحا فعالا وذراعا لمصلحة البلاد ، ومدافعا عنها ويتبنى السياسات الوطنية للحكومة في علاقاتها مع الدولية والاقليمية وسياساتها الداخلية ، ومواقفها الاخرى التي تسعى من خلالها تحقيق مصالح الشعب وتوفير الخدمات ، وقراراتها السيادية المنسجمة ايضا مع المصالح العليا للبلد ، ان التردد وتسيس المواقف والانحياز السياسي لشبكة الاعلام العراقي يجب ان ينتهي ويجب تصحيح مسار هذه الشبكة بما ينسجم مع المبادئ الاساسية التي انشاة عليها ، وتنظيفها من الحزبيين المتحيزين لاجل ان تكون شبكة الاعلام العراقي شبكة وطنية عراقية ليست خاضعة لشخص رئيس الوزراء بقدر خضوعها للدولة وان تنحاز للوطن وليس للاشخاص
https://telegram.me/buratha