المقالات

نحتاج رجلا يقول لهم : اخرجوا ...

1842 2019-09-28

حافظ آل بشارة


محتل يهددك داخل بيتك ويريد معاقبتك لأنك يجب ان تشتغل كفرقة بودي جارد له ، من الآن مطلوب من العراقيين حماية السفارة الامريكية التي هي مركز عسكري وتدير قواعد عسكرية غامضة ، يسمونها سفارة من باب التساهل ومخادعة الاعداء والاصدقاء على حد سواء ، السلطات العراقية لا تعرف ماذا يوجد داخل سفارة اميركا وقنصلياتها شمالا وجنوبا ولا تعرف ماذا يوجد داخل قواعدها العسكرية العلنية او السرية ، ولا يحق للسلطات العراقية تفتيش السفارة او القنصليات او القواعد ، بل هم يحذرون الدوريات والطائرات من الاقتراب من مواقعهم ، وقد فرضوا مسافة من يتجاوزها مقتربا من مواقعهم يحترق ! وكلما تفجر الغضب الشعبي عليهم قالوا انما نحن اتينا بطلب من حكومتكم فاذا طلبت حكومتكم منا الانسحاب ننسحب ، لا احد يعرف لماذا يجازفون بتبرير وجودهم بهذه الطريقة ؟ ولا احد يعرف اللغز ان كان خروجهم متوقفا على طلب من الحكومة فلماذا لا تطلب منهم الحكومة العودة الى بلدهم فتحرجهم ؟ وهذا يعني ان على الشعب العراقي ان يتعرض لمزيد من التهديدات الامريكية كلما سقطت قذيفة او قنبرة هاون تائهة قرب سياج السفارة ، هم في بلد جلبوا له كل هذه المشاكل ويريدون النوم هانئين . نعم وزارة الخارجية الامريكية ابلغت العراق ان اميركا ستدافع عن نفسها امام تلك الهجمات ، تهديدات وزير الخارجية بومبيو تفتح الباب لمزيد من التصعيد واختلاق مبررات لاستهداف مقرات الحشد الشعبي ، بل استهداف ما يعجبها من المقرات والمراكز الأمنية المهمة في طول العراق وعرضه ، فيصبح مفهوما اذن ان تلك القنابر العشوائية التي استهدفت السفارة مبرر جيد للقيام باحتلال العراق مجددا الدفاع عن النفس ، اذن قد قد يكون بومبيو نفسه يقف خلف هذه التمثيلية ! الم تقل مصادرهم السرية بصراحة انهم اصحاب تجربة طويلة في صناعة العصابات التي يسخرونها لاستهداف معسكراتهم ليوفروا مبررات الهجوم على مكان مستهدف سلفا ؟ الم يقولوا انهم يدعمون تنظيمات وفصائل ترفع شعار العداء لأميركا للتغطية ؟ فهل صعب عليهم القيام بمثل هذه الالاعيب ؟ لماذا يفترض الامريكيون ان بامكان الحكومة حمايتهم ؟ هم يلعبون لعبة مخادعة كبرى اصبحت مكشوفة ، صنعوا داعش ويدعون مقاتلته عبر تحالف دولي ، ويعادون الحشد الشعبي لأنه هزم داعش ، يدعون البقاء في القواعد العراقية لتدريب وتأهيل القوات المسلحة العراقية وهم لم يدربوا احدا ، بل بالعكس لديهم تعاون مع اسرائيل لاغتيال القيادات العسكرية العراقية ، يعطون الضوء الاخضر لاسرائيل لتقصف مقرات الحشد ثم يخبرون العراق بأن اسرائيل هي التي ضربت وليس نحن ! يدعون ان خبراءهم هنا من اجل تدريب العراقيين على الطائرات والدبابات الامريكية ، مع ان طائراتهم الاف ١٦ سلموها الى العراق بعد نزع اهم المعدات الالكترونية والتكنلوجية المتطورة منها ، ودبابتهم البرامز غائبة عن تشكيلة الاسلحة العراقية ، وحين اراد العراق شراء منظومة اس ٤٠٠ الروسية منعوه ، حضورهم في العراق بلاء وازعاج وخطر وفتنة ، لم يدفعوا عنه ضرا ولم يجلبوا له نفعا وفوق ذلك يهددون صاحب الارض والوطن بشن حرب وهم ضيوف كما يدعون ! رئيسهم ترامب يتباهى بقاعدة عين الأسد وما نصبوا فيها من وسائل رصد وتجسس تغطي الشرق الاوسط واسلحة وطائرات ومعدات ، يتباهى وكأن عين الاسد في ضيعة جدته وليس في بلد ذي سيادة ، واليوم لا يقبض العراق منهم الا مزيدا من التهديد والوعيد . عندما اراد مجلس النواب التحضير لسن قانون يخرج القوات الامريكية من العراق مدوا اذرعهم وحركوا اتصالاتهم السرية وربما رشاواهم حتى تراجع عدد كبير ممن كانوا ينادون بسن ذلك القانون فاصبح مشروعا بعيد المنال .
هذه الأزمة تطل برأسها مجددا ، فان لم ينفذوا تهديداتهم فقد حققوا هدفا مهما هو اشاعة الاضطراب ومنع عودة الاستقرار الأمني الى العراق بتوقيت مقصود يتزامن مع مشروع الشراكة العراقية مع الصين والتي لا تنفذ عقودها طبعا الا في ظل الاستقرار الكامل ، اميركا محترفة في صناعة الفوضى ، رسالة بومبيو المبطنة تقول ان العراق اذا مضى في شراكته مع الصين (النفط مقابل البناء) فلن يجني من اميركا الا مزيدا من العرقلة والخراب .
هذا مشروع ازمة يجب ان يعود مجلس النواب الى فتح ملف قانون اخراج القوات الاجنبية مجددا ، واذا كان رئيس الوزراء الحالي او سلفه قال للامريكان تعالوا واستقروا في العراق بعد هزيمة داعش فعلى ذلك الرجل ان يفهم كيف ستتدحرج الأزمة الى منحدر خطير ، ولكن كلمة منه تحسم القضية باتأكيد ، يقول لهم مع السلامة اذهبوا من حيث اتيتم لأن وجودكم في اي مكان غراب ينعق بالثبور ، اذهبو الى من تحلبونهم طائعين ، فالعراق شيء مختلف فهو لا ضرع يحلب ولا ظهر يركب ، هل سيقولها ام ان السكوت من ذهب ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك