علي الطويل
منذ بداية شهر محرم والى الان اطلعت على العديد من المواقع الموجهة الى الشعبين الايراني والعراقي ، فكانت عبارة عن رسائل مسمومة هدفها الاسائة بشكل ممنهج الى الشعائر الحسينية ، والغريب في ان المادة الاعلامية واحدة تستخدم لتوجه للجمهور العراقي والاخرى بنفس المعنى والمحتوى توجه للجمهور الايراني مع فارق اللغة والعادات الاجتماعية ، وهذه المواقع كان همها الاكبر هو ايجاد الفرقة بين الشعبين من خلال بعض الاثارات لموظوعات تتعلق بالزيارة، او الطعن بنفس الشعائر الحسينية من خلال التقاط اخطاء او هفوات تحدث في المواكب الحسينية لتجعلها هي الاساس وتجعل منها هي الحالة السائدة في المواكب بطريقة التكرار في البث لهذه الحالات لغرض ترسيخها في اذهان المتلقي ، ويبدو في هذه الحالة كذلك ان بعض اللقطات تاخذ وتبث للطرفين فاذا كان الجمهور ايراني فتوحي له ان هذه اللقطة او المقطع في ايران واذا كان الجمهور عراقي فان الايحاء يكون بان هذه اللقطة او المقطع من العراق وقد اطلعت على بعض المواد فيها تطابق كامل مع اختلاف اللغة .
فياترى من وراء هذه الحملات؟ ومن يغذيها ولماذا تشن هذه الحرب ضد الشعائر
بالتاكيد ان العدو واحد وان تعددت اشكاله فما حققته الشعائر الحسينية من تلاحم كبير بين ابناء المذهب الواحد فاق تصورات الاعداء وقطع مخططاتهم وشتتها وكمحصلة حتمية لما افرزته الشعائر الحسينية وخاصة زيارة الاربعين من نتائج ، فان الاعداء قد اصيبوا بدوار افقدهم صابهم فراحوا يوجهون سهامهم بما يقلل من قيمتها و من شأنها عبر هذه المواد المفركة وتصيد الاخطاء غير المقصودة ، فالتقارب الكبير بين الشعبين الايراني والعراقي واحد من السهام الكبيرة التي اصابت الاعداء بمقتل ، فهم ولسنين طويلة حاولو شق خندق كبير ليكون ليقسم الصف الواحد الى نصفين وزرعوا فتن كبيرة بين الشعبين وسخروا كل امكانياتهم لتعميق هذا الشق ولكن ردمته الشعائر الحسينية خلال سنوات وحطمت احلامهم التي رسموها منذ عقود ، لذلك فلا غرابة مما يحصل ، فامريكا واذنابها والصهاينه لايروقهم وحدة الصف لانها تعني التلاحم والقوة والصلابة خاصة اذا ماتغمست بعقيدة حسينية راسخة فان نتائجها تكون اكبر وامتن.لذلك فهم يعملون ليلا ونهارا من اجل الاسائة لها والتقليل من شانها ،
وفي الجانب الاخر فاننا مدعوون ان نعمل بكل جهودنا من اجل ان يتبصر الجمهور لما يدور حولهم ويتوعى لما يحاك ، فالحرب الناعمة اخطر من حرب الطائرات والقنابل ونتائجها اقسى وامر ، لان ماتفعله الطائرات لايغير عقائد الجمهور والا يسيء لمعتقداتهم كما تفعلها الحرب الناعمة التي تعطي سما في العسل لا يشعر احد بنتائجه الا وهو صريع ادواتها واساليبها ، وليس فقط الفرد هو ضحية هذه الحروب بل نسيج المجتمع ، ودينه واخلاقه وعاداته وعلاقاته كلها ضحيايا لهذه الحرب ، وقد لانبالغ اذا ماقلنا ان الحرب الناعمة للاعداء لم تستهدف اي فئة اجتماعية او قطاعا مثلما استهدفت الملتزمين بالشعائر الحسينية ، وصحيح ان هذه الشعائر مرعية برعاية خاصة ولكن لكل منا دوره في التوجيه والتبصرة لما يريده الاعداء من وراء حروبهم الاعلامية هذه .
https://telegram.me/buratha