علي الطويل
كشفت الاحداث المتوالية في المنطقة والعالم عن اتجاه جديد في السياسة الامريكية خاصة بعد فوز ترمب ومجيئه للبيت الابيض ، وهذا الاتجاه يختلف اختلافا كبيرا عن التقاليد السابقة التي كانت سائده لدى اسياد البيت الابيض ، لقد كان الرؤساء السابقون يعتبرون ان قوة امريكا بسلاحها وقوتها العسكرية، وكانت هذه هي الورقة الاساسية التي يحمله الساسة الامريكيون ويشهرونها باعتبارها الورقة الاكثر ربحا في كل مفاوضاتهم واتفاقياتهم مع الخصوم ومع الاصدقاء وكان الجميع ينطلق في تعامله مع امريكا من منطلق انها القوة الاعظم في العالم ، ولكن بعد مجيء ترمب حول مفهوم القوة العسكرية الى مفهوم القوة الاقتصادية ، واعتبر ان قوة امريكا في قوة مالها واقتصادها وراح ينطلق من هذا المفهوم ليحكم كل تصرفاته باعتباره رئيس اكبر قوة عالمية بهذا المنطلق، وصحيح ان لامفهوم القوة العسكرية كان معلنا على انه منهج بالسياسة الامريكية ولا كذلك هذا المنهج الجديد معلن بانه منهج اخر مختلف ، ولكنه واقع بدا العالم يسمع صداه ويرى نتائجه ويتعامل مع امريكا على اساسه ،
وما يهمنا في هذا الموظوع هو تعامل الرئيس الامريكي مع السعودية وبشكل لم يسبق له مثيل من الروؤساء الامريكان السابقين في مجال الامن من منطلق المال والاقتصاد ،اذ فطن الرئيس الامريكي ان مايدعم نظريته هو الحصول على اكبر المغانم الاقتصادية لدعم قوة امريكا الاقتصادية ، فالتفت اولا الى السعودية ودول الخليج فكانت اولى زيارته الخارجية الى هذا الدول فحقق معها مالم يسبق لرئيس امريكي ان يحصل عليه من مغانم ، فالرئيس الامريكي فطن الى ان امراء ال سعود هوسهم الاساسي هو البقاء متربعون على مخازن النفط والثروات والتشبث بالحكم وانهم على استعداد لدفع المزيد من الاموال من اجل ذلك ، فراح يخلق لهم الاعداء ويستخدم التخويف وعلى شكل دفعات حسب ماتتطلبه الحاجة الامريكية للاموال وهؤلاء يدفعون صاغرين تحت تاثير التخويف المصطنع ووعد بحماية انظمتهم التي تتطلب الكثير المال في كل مرة ، وبهذه الطريقة استطاع ترمب وفريقة ان يجني اموالا كبيرة مع امراء الخليج عبر صفقات الاسلحة التي اثبتت الوقائع العسكرية عدم فاعليها ووهنها وعدم فائدتها في توفير ابسط انواع الحماية لهذه الانظمة .
لقد اثبتت الضربة اليمنية لمواقع شركة ارامكوا ان كل هذه الاموال ذهبت ادراج الرياح اذ ان الاسلحة والتجهيزات التي باعتها لهم امريكا لم توفر لهم ادنا متطلبات الدفاع امام ضربات الحوثيين ، ان امريكا ، وعكس يتصور الكثيرين انها منزعجة من ضرب السعودية ، فان ساسة البيت الابيض فرحون بذلك لان ذلك سوف يفتح لهم افاق جديدة في نهب مزيد من الاموال ، فكانت اولى الصفقات مع البحرين لشراء الباتريوت ، والصفقة الثانية ستكون لاعادة العمل في معامل ارامكوا ، والثالثة ستبيع الولايات المتحدة مزيدا من السلاح للسعودية بحجة مواجهة الخطر الايراني ، رغم انها لم تبد ردة فعل بمستوى ماحدث ، فماجرى في؛ الظاهر على الاقل :يضرب مصالحها بالصميم ، وبالتالي فان ماسوف تربحه امريكا وفق نظرية (المال اساس القوة ) سوف يكون كبيرا ، لذلك فان اسياد البيت الابيض فرحون اكثر مما هم منزعجون من الضربة الحوثية لان ذلك سيحقق لهم مغانم كبيرة وصفقات جديدة قد لاتتوفر في الظروف العادية .
ان الكثير من المراقبين قد شعروا بخيبة الامل السعودية بحلفائهم ، وبدى ذلك واضحا على بياناتهم الاولى عن الحادث وراحوا يتصلون بكوريا الجنوبية ليبحثون عن مايحمي اجوائهم من هكذا هجمات، بعد ان شعروا بهذه الخيبة ، وبدلا ان يتراجعوا عن مواقفهم تجاه اليمن راحوا يوسعون دائرة اتهاماتهم بايحاءات امريكية دون تمعن وبطريقة الاجترار التي تعود عليهم بالضرر قبل غيرهم
https://telegram.me/buratha