المقالات

إنا اعطيناك الكوثر ..!


عبد الحسين الظالمي

 

اتفق اغلب المفسرين على ان هذا الخطاب موجه للنبي  محمد صل الله عليه وسلم  وقيل في تفسير الكوثر انه نهر في الجنة وقال اخرون انها فاطمة الزهراء سلام الله عليها وهي كوثر الرسول في الدنيا ومنها يمتد نسل النبي وذلك من اسرار الله سبحانه وتعالى ان يجعل ذرية الرسول تمتد من خلال فاطمة الزهراء بعد ان فقد النبي ابنه ابراهيم.

لتكون الزهراء هي حلقة الوصل بين سلسلة النبوة المختومة بالخاتم محمد ص  وبين سلسلة الامامة ابتداء من علي والحسن والحسين حتى قائم ال محمد عجل الله فرجه (اولنا محمد واوسطنا محمد واخرنا محم ) ولا ضير بالجمع بين نهر الكوثر في الجنة وبين كوثر الزهراء سلام الله عليها  في الدنيا .

امام هذه السلالة الشريفة الطاهرة هناك سلالة اخرى هي سلالة ابي سفيان والتي تمتد من ابي سفيان ثم معاوية ويزيد .

ذكرنا ان سلالة النبي انحصرت في ابناء  فاطمة سلام الله عليها وهنا لابد لنا من وقفة.

استشهد الامام الحسن سلام الله عليه واصبح الامام المعصوم الناطق هو الحسين سلام الله عليه وابناء اخيه الحسن ومنهم القاسم ابن الحسن وديعة الامام الحسن عند الحسين وقصة شهادته معروفة في واقعة كربلاء فلم يبق من نسل النبي بعد شهادة الامام الحسين ع سوى السجاد علي ابن الحسين الذي كان قد اعجزه المرض واقعده وتلك حكمة الله في حفظ نسل الرسول ومعلوم ان الامام الباقر كان طفل صغير.

قررابن زياد وبأوامر صريحة من يزيد القضاء على اهل بيت الرسالة تماما وذلك ما تناقلته الروايات اثناء جدال القوم حول الموقف من الرضيع ثم صدرت الاوامر بان لا تبقون لهذا البيت من باقية ومعلوم ان ذلك يعني لا تبقون لنسل الرسول من باقية  .

قتلوا الكهول والشباب وحتى الاطفال وأرادوا الاجهاز على زين العابدين سلام الله عليه فما كان من زينب سوى ان ترتمي على ابن اخيها وتقول اقتلوني قبل قتله، هنا تجلت ارادة الباري سبحانه وتعالى في حفظ الرسالة بحفظ حامليها من ال الرسول (وجعلنا من بين ايديهم  سدا ومن خلفهم سدا فعميانهم فهم لايبصرون) .

من هنا نرى حكم الباري العادل يتجلى بكل وضوح وهو دليل وجود عقلي من لحظة حفظ السجاد من قتل محقق (قوم عازمون على الاجثاث)، يبقى السجاد الامام المعصوم الناطق الذي يحمل رسالة ونسل محمد  ص .

من هذه النقطة نقف لنرى ماحدث ..يموت معاوية يخلف يزيد ويزيد لديه ولد واحد يموت بعد فترة قبل او بعد موت يزيد فينتهي نسل ابي سفيان ويتوقف الى الابد وتنتهي دولة ال سفيان  بعد ستة اشهر من موت عمر ابن عبد العزيز فتؤل الى ال مروان وفي الطرف الاخر ينتشر نسل ال محمد  من زين  العابدين المريض المقعد في واقعة الطف الاسي المقيد والمفجوع بفاجعة قل نظيرها  في التاريخ، تلك الشجرة المباركة التي توزعت وأصبحت ملاين اغلبهم علماء وثقات وشهداء ووجهاء القوم اينما حلوا،  مراقدهم واثارهم موزعة على المعمرة، حتى في جزر البحار والمحيطا  والكل تنادي جدي زين العابدين

ذلك المريض المقعد يملأ الارض ذرية وسلالة طيبة منهم اوتاد للأرض وحج الله على الخلق  يتقدمون الكبير والصغير وتطوف حولهم  قلوب العاشقين وتفترش مراقدهم اجساد المتعبين  وفي الطرف الاخر الخليفة الذي اصدر امر الاجتثاث لانسل ولا ذكر ولا قبر يزار ليكون ذلك درسا بليغا وحجة دامغة  لكل ذي لب وعقل سليم . وتلك هي ايات الله في الافاق وفي انفسهم..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك