عبد الحسين الظالمي
يتداول خصوم الشيعة وأعداء العراق بل حتى بعض الشيعة جهلا مقولة متداولة تنتشر مع او خلال اقامة المراسم الخاصة بقضية الامام الحسين ع او حتى في علاقاتهم الخاصة واتهامهم بعضهم لبعض وهي (ان الشيعة قتلوا الامام الحسين ويبكون عليه... او ان العراقيين قتلوا الحسين ويلطمون عليه .... او اهل الكوفة اهل الغدر الذين بايعوا وغدروا بالحسين وهم الذين ارسلوا الالف الكتب للحسين لغرض البيعة) .
كثير ما نسمع تلك العبارات حتى اصبحت عند البعض للأسف من المسلمات وتهمة جاهزة تلصق بكل شيعي او عراقي او كوفي لغرض النيل منه .
والسبب في ذلك يعود الى موردين ، الاول هو تحريف الحقائق وإبعاد التهمة عن القاتل الحقيقي والمورد الثاني هو تشويه سمعة هذا البلد الموالي لأهل البيت سلام الله عليهم والذي اختاره الله من دون البلدان ان يكون العاصمة الثانية للخلافة والموطن لمراقد تعانق السماء لسبع من ائمة الهدى من ال محمد والعشرات من مراقد ابنائهم وذرياتهم والذي اصبحت مفخرة للعراق والعراقيين وصمام امان ورحمة وبركة لهذه الارض.
والغريب في الموضوع ان هذه الشبهة انطوت على البعض واخذ يرددها رغم سماعه كل عام لأسماء وقصص من ساهم في قتل الحسين ع .من قاد الجيوش وزحف بها نحو معسكر الحسين ولم نكلف انفسها السؤال التالي...
عمر ابن سعد ابن ابي وقاص قائد الجيش هل هو عراقي وهل هو شيعي؟ ام من اعوان يزيد وهو من الحجاز وحلمه كان امارة الري .
الشمر ابن ابي الجوشن هل هو عراقي ام شيعي ؟
شبث ابن ربعي هل هو عراقي ام شيعي ؟
حرملة ابن كاهل هل هو عراقي ام شيعي ؟
وهلم جرى تابع كل الاسماء التي وردت في واقعة القتل والمجزرة الكبرى، تجد الاسماء التي ذكرت اما من الحجاز او من الشام او من الروم وحتى مستشارين الطاغية يزيد تجدهم من المسيح او من الروم او من الفرس الموالين .
والسؤال المهم والكبير من اين اتى الجيش الذي قاتل الحسين عليه السلام؟ هل جاء من الكوفة او من الشام ومنهم قادته ومن هم رماة السهام والفرسان في هذا الجيش ؟ تتبع الاسماء وسوف يتضح لك الجواب فلا تجد واحد منهم من الكوفة او ربما من العراق .
اما قضية الغدر بالبيعة فلابد لكل منصف ان يحلل الواقع السياسي في الكوفة ولامني وأساليب القمع التي كانت سائدة انذاك من قبل سلطة عبيد الله ابن زياد ضد اتباع اهل البيت وحجم الضغط والأعداد الكبيرة التي تم تهجيرها من الكوفة الى خراسان او مناطق اخرى من اتباع اهل البيت وقد ملأ ابن زياد بهم السجون وراقب تحركاتهم وأنفاسهم وسلط عليهم حجم كبير من الضغط والترهيب حتى اصبحت ذيول عبيد الله تراقب حركاتهم وعلاقاتهم وتبث الاشاعات منها قدوم جيش جرار من الشام ومراقبةالخارج والداخل منهم ومنهم هاني ابن عروه وآخرين نموجا.
وأعمال المكر والتضليل التي نشرها ابن زياد في الكوفة خصوصا قبل وبعد ان علم بحركة الامام الحسين ع من مكة الى العراق وقبل دخول سفير الحسين مسلم ابن عقيل والذي تقرر قتلة في قصر ابن زياد وبعد شهادته علية السلام.
وهنا لابد لنا ان نسال نفس السؤال السابق من هو قائد الكتيبة التي ارسلت للقاء القبض على مسلم ومن هم افرادها وسوف تجد ان امر الكتيبة رومي من بلاد الروم واسم الكتيبة اسمها ( الكتيبة الحمراء) واغلب افرادها من الموالين الروم وتعتبر من الكتائب الموالية وتعد مثيلة لحرس الجمهوري لصدام والحرس الخاص ، ونحن ابناء العراق ربما اكثر الشعوب معرفه بحجم الاضطهاد والقمع
الذي تمارسه السلطة عندما تشعر بالتهديد على وجودها وهذا الذي عشناه في زمن صدام نفسه وربما اشد منه ما عاشه اتباع اهل البيت في الكوفة خصوصا وان الكوفة كانت تظم اجناس مختلفة من المسلمين وشيعة البيت عليهم السلام واغلبهم من العراقيين والإيرانيين الذين هاجروا اليها في زمن خلافة الامام علي علية السلام وبقوا فيها .
والخلاصة اقول ان من يتتبع اسماء القتلة في جيش عمر ابن سعد الذين برزتهم افعالهم في الواقعة سواء من القيادات او المبارزين للقتال او الذين يرون بعض التفاصيل او من الذين ذكروا في خطابات الامام الحسين ومن الذين ساهموا في قتل ابا الفضل عليه السلام سوف يجد ان هؤلاء عينة واضحة جدا في الاتجاه الديني المذهبي ( السياسي)
وأيضا عن جنسيات هؤلاء وبالتالي سوف يصل بكل يسر الى حقيقتين الاولى هي هوية الجيش الذي قاتل الحسين والثانية ان الشيعة والعراق براء من هذه الشبهة التي يرددها الاعداء ويتداولها بعض الجهلة .
على الباحثين والخطباء كشف هذه الشبهة وتصحيح مفاهيم البعض الذين لا يدركون اثر ما يتداولون .
https://telegram.me/buratha