علي الطويل
حملت الاخبار خبرين متطابقين في العنوان ومختلفتين في المضمون حول استهداف نقاط للحشد الشعبي مقابل منطقة القائم ، فقد نقلت بعض الفضائيات وهي الاغلب ان طائرات مجهولة او صواريخ استهدفت النقاط المنتشرة على الحدود السورية وان هناك شهداء وجرحى نتيجة لهذا القصف ، والرواية الثانية هو مانقل عن احد قادة الحشد وهو ان القصف استهدف المنشأت في المنفذ الحدودي في القائم ولم يصب احد من فصائل الحشد مع انها تنتشر في هذه المنطقة ، في اختلاف مضمون هذين الخبرين ماذا نستنتج ؟
نستنتج ان الخبر الاول سوقته جهات ارادت التغطية على امر مهم للغاية وابعاد الانظار عن الهدف الحقيقي وراء هذا القصف وهو تدمير منشات المنفذ الحدودي الذي اعلن عن قرب افتتاحه للتبادل التجاري وبدأ التبادل التجاري بين العراق وسوريا ، ولو نظرنا الى مضمون الخبر الاول نفسه نجده وكانه يجري في سياق الاستهداف الذي نوهت عنه اسرائيل سابقا ، ولكن الخبر الثاني يشير الى هدف اخر مغاير تماما وهي الاكثر احتمال لاعتبارات متعددة ، وهذه الاعتبارات هي ;
1.روج لخبر استهداف الحشد استمرارا لما اعلنته اسرائيل لصرف الانظار عن الهدف الحقيقي وراء هذا القصف وهو تدمير المنفذ الحدودي في القائم
2.ان المستفيد الاول من من تدمير المنفذ هو امريكا التي لاتريد الربط بين دول العراق ولبنان مرورا بسوريا وذلك لاعتبارات كثيرة معروفة اعلنتها الولايات المتحدة سابقا وهو الاتصال بين قوات الحشد وحزب الله .
3. ويلحق بالنقطة الثانية ان الولايات المتحدة تعد لترتيبات عسكرية من بقايا الفصائل الارهابية المندحرة على الحدود العراقية السورية عبر تدريبهم وتجهيزهم لتكون قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة وهذه الترتيبات لم تكتمل بعد لذلك يجب عرقلة اي جهد يشير الى استقرار الوضع في هذه المنطقة
4.لعل هناك دول عربية تدفع بهذا الاتجاه لمصالح سياسية واقتصادية لان فتح المنفذ الحدودي بين العراق وسوريا مما يعني تدفق البضائع السورية للسوق العراقية وبالتالي سوف تفقد هذه الدول سوقا كبيرة تتامل جني الارباح الكبيرة منها .
وهذه الاعتبارات المتعددة هي الاكثر احتمالا لكي يكون الخبر الثاني هو الاصدق في رواية استهداف نقاط انتشار الحشد في القائم وقد اكدته فصائل الحشد الشعبي ، ومهما يكن الامر سواء في الرواية الاولى او الثانية ، فان الامر بحاجة الى وقفة جادة لمنع هذا الاستهداف المتكرر وحماية ارض العراق ، وحماية فصائل الحشد الشعبي ، ومصالح الشعب العراقي ، وان الولايات المتحدة تتحمل الجزء الاكبر من الموظوع لانها ملزمة باتفاقية مع العراق تشترط حماية العراق في حال تعرضه للخطر ، وتمنع الطيران العراقي من التحليق في مناطق محددة لذلك يجب تحميلها المسؤولية الكبرى في ذلك.
https://telegram.me/buratha