زيد الحسن
وانا اخط هذا المقال كنت اشحذ الذاكرة عن قادة الثورات الجماهيرية في العالم لأكتب مقدمة المقال عن احد قادتها، حتى صك مسمعي نداء ( هيهات منا الذلة )، تذكرت انني ابحث عن القشور، فلب الثورات وقائد اعظمها هذه هي ايام ذكرا ، فثورة الامام الحسين عليه السلام مدرسة لكافة الاحرار والشرفاء في العالم من كل الاعراق والاديان، مدرسة في فنون دروب الحرية والكرامة والاباء، الحسين عنوان العدالة الخالدة وصرخة حق ترعب الظالمين والمفسدين والطغاة على مدى العصور.
اكثر ما يثير سخط الشارع العراقي هو اعتراف الكثير من الساسة بأن الطبقة السياسية وباحزابها قد فشلت فشلاً ذريعاً في خدمة البلا ، وان اول اسباب الفساد هم الطبقة السياسية وهذا الاعتراف الصريح على لسان الكثير من الساسة بمثابة استهزاء بقيمة الشعب وبمصالحه، استهانة كبرى وخيانة عظمى للوطن ، العراق ليس حقلاً للتجارب وليس بنك يرتاده اللصوص والسراق ، على مدى سته عشر عاماً والعراق من هاوية الى اخرى ومن رزية الى اخرى والشارع يغلي ولايعرف الحل، خرجت الكثير من التظاهرات المطالبة بالحقوق وركب موجتها هذا الحزب او ذاك حتى افشلوها وجعلوها تبدوا كعمل طفولي لمجموعة مراهقين.
خطبة الجمعة الاخيرة في الاسبوع المنصرم اعطت الضوء الاخضر للشعب ان يتجه نحوا (القيام )، القيام من هذا التكاسل وهذا الرضوخ لمجموعة احزاب فاسدة اوصلت البلد الى التهلكة ، لكن التخوف لدى الشعب ان يذهب قيامهم سدى، او يقوده ظالم من الظلام، من الممكن ان يأتي جمع قائد في اللغة العربية الى ( قواد) لكن الشعب العراقي يخشى ان تتحول هذه المفردة الى اللهجة الدارجة ويعتلي تظاهراته وتضحياته (قواد) من نوع اخر وتعاد الكره علينا مرتين.
الحشود التي تحيي مراسم العزاء بذكرى استشهاد قائد الاحرار تبحث عن قائد لم تتلطخ يداه لا بدماء ولا بمفاسد الاحزاب الحاكمة، قائد حقيقي يسير على نهج الحسين عليه السلام، لن تتوفر فرصه افضل من هذه الفرصه، ان الصدور لتغلي لمصاب سيد الشهداء عليه السلام ولمصاب العراقيين في ساستهم فليتقدم قائد مقدام ذو بأس شديد، الشعب برمته يطلب هذا المطلب ولو تسنى ان نسأل الشارع العراقي لنطق الشعب قاطبة بصوت واحد نريد قائد نريد قائد نريد قائد.
https://telegram.me/buratha