المقالات

المسمار الصهيو امريكي وجدار الفولاذ العظيم..!


طيب العراقي

 

بعيد الإحتلال الأمريكي للعراق، تعرضت القوات الأمريكية لكثير من الضربات الموجعة؛ من قبل المقاومة الأمر أدى إلى تراجع اعداد تلك القوات في العراق،وانسحاب كثير منها قبل الموعد الذي كان مقرر لها. لقد أجبروا في نهاية المطاف؛ على مغادرة العراق بذلة وإنكسار، فكان أن إنتقل الأمريكان، الى العمل على تقديم الدعم المالي والعسكري للتنظيمات الإرهابية، بما فيها جماعة داعش الإرهابية. 

بعد ظهور الجماعات الإرهابية، ولاسيما تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان صناعة أمريكية بإعتراف القادة الأمريكان أنفسهم، إحتل هذا التنظيم ثلث مساحة العراق أواسط عام 2014، بعدما هيأت أمريكا له السبل، من خلال زرعها ورعايتها قيادات عسكرية خائنة، بين صفوف القوات العراقية، فضلا عن تخليها عن إلتزاماتها تجاه العراق، والمتفق عليها معهم بموجب إتفاقية الإطار اللأستراتيجي.

كان وقع ذلك على الشعب العراقي بمثابة الكارثة، الذي لم يكن كان أمامه إلا خيار واحد فقط، وهو أن يحرر أرضه، وفعلا تصدت المرجعية الدينية، وهي القائد الفعلي للعراقيين جميعا، وأصدرت فتوى بوجوب الجهاد، ضد هذه التنظيمات الإرهابية، وكان أن تم بموجب الفتوى تشكيل قوات الحشد الشعبي، الذي كان له القدح المعلى، في تحرير الأرض العراقية، وانتزاعها من ايدي الدواعش الأشرار، ومساندة الجيش العراقي.

فتوى المرجعية الدينية العراقية، فتوى جهادية دفاعية؛ لتعبئة الشعب للحرب ضد التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم "داعش" الارهابي، وأدت فتوى تشكيل الحشد الشعبي بالنتيجة، إلى القضاء على الخطط والمؤامرات الأمريكية، التي كانت تحاك ضد هذا البلد، وفي الوقت الذي يرى فيه كثير من المحللين السياسيين، أن قوات الحشد الشعبي وهي درع العراق، سيكون لها دورا إيجابيا، ومؤثرا على المستقبل السياسي في العراق، إلا أن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، يرون في تلك القوات، خطرا على مصالحهم في المنطقة، ولهذا فأنهم يدعون ويصرون على تفكيك تلك القوات.

والآن وبعد القضاء على تنظيم "داعش" في العراق، يخطط الأمريكان ومؤيدوهم في العراق، لإنهاء صلاحية فتوى المرجعية الدينية، لإنهاء شرعية الجهاد الشعبي في هذا البلد، وهو أمر لن يحصل أبدا، لأن المرجعية وخلفها الشعب العراقي، يرون بأن الحشد الشعبي؛ كان وما يزال له دور في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وسوف يكون له دور إيجابي في مواجهة الجماعات التكفيرية في المستقبل، وأن الأمن لن يتحقق؛ إلا بالاستمرار في محاربة والقضاء على الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية.

الأمريكان ومن يجلسون في المقطورة الأخيرة من القطار الأمريكي، يروجون الى أنه يجب نزع سلاح الحشد الشعبي وتفكيك قواته، بعد أن تم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وأن الجهاد ضد التنظيمات الإرهابية في العراق قد انتهی، وأن قوات الجيش والشرطة العراقية سيكونا كافيين، لحفظ الأمن والأمان داخل المحافظات العراقية وخارجها.

الملفت للنظر هنا أن الأمريكان، قاموا بتشغيل ماكنة إعلامية خارجية ومحلية ضخمة، لتحقيق هدف تفكيك الحشد، قامت بالاستفادة من وسائل الأعلام المختلفة لنشر ولدعم خطتها تلك، من اجل خفض شعبية الحشد عند الرأي العام العراقي، وإنتزاع شرعية وجوده.

من جهة اخرى قام الأمريكان وراكبي قطارهم وحلفاءهم في المنطقة، بنشاط إعلامي كبير،كانت قناة الحرة الأمريكية باحته الأولى، بهدف إضعاف وتفكيك الحشد الشعبي، وذلك عن طريق تدمير سمعته بين الناس، وتلفيق التهم لبعض مجموعات الحشد، ووصفها بأنها مجموعات إرهابية، وقيامها بجرائم حرب، ودعوا الى مقاضاة قادة هذا المجموعات في المحاكم الدولية، وهي تهم ليس لها أساس من الصحة. 

المصالح الأمريكية في العراق؛ تواجه كثير من التحديدات والمخاطر؛ التي ستؤدي في نهاية المطاف الى إجهاض السيناريوهات والخطط، التي عكفت الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، في رسمها والتخطيط لها وذلك من اجل تفكيك واحتواء محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط.

وجد الأمريكان أن عليهم الإنتقال؛ الى الهجوم المباشر على من أسس الحشد ويقف وراءه كعنوان عراقي للعزة والكرامة، تقرير قناة الحرة الأخير، الذي أستهدف المؤسسة الدينية العراقية بكامل جسدها، كان هذه الإنتقالة العلنية المفصلية، التي فضحت الأمريكان ومخططاتهم، وسيكون هذا التقرير بالذات، المسمار الأخير في نعش الوجود الأمريكي في العراق، وربما في المنطقة، لأن هذا المسمار أريد طرقه في جدار فولاذي عظيم، هو جدار المرجعية راعية العقيدة، وهو جدار تنحني عنده كل أنواع المسامير!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرا 2،9/2019

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك