السيد محمد الطالقاني
ان الامام الحسين عليه السلام حينما صمم على الشهادة بهذه الطريقة التي تثير المشاعر وتهز النفوس والضمائر لم يرد لها ان تقف عند هذا الحد بل اراد لها ابن بنت رسول الله صلى اله عليه واله وسلم ان تتحول الى ثورة تعصف بالظلم الذي ساد على الامة الاسلامية وتنتصر للحق مهما قل انصاره .
والشعائر الحسينية هي التي تحمي هذا الحس الثوري عند الامة على مرور الازمان واختلاف الدهور وتتحول المشاعر الحسينية الى رصيد ضخم لدى المسلمين يعزز عنده حالة الرفض لكل الوان الظلم واصبح المنطق الحسيني منطقا متميزا يعبر عن حالة انسانية يقوى فيها الانسان من موقع المظلومية على ظالميه .وقد تعلم قادة الشعوب غير الاسلامية فضلا عن الاسلامية من المنطق الحسيني كيف يكونون مظلومين لينتصروا على الظلمة كما صرح بذلك غاندي زعيم الهند عندما قال (علمني الحسين كيف اكون مظلوما لانتصر).
وانتفاضة الخامس عشر من شعبان المباركة في عام 1991 ميلادية في العراق خير دليل على امتداد الثورة الحسينية التي ارعبت الطغاة في عروشهم , والدليل على ذلك ان الاستكبار العالمي قد احس بالخطر الذي يحوم حوله بعد ان رفعت الشعارات الحسينية في تلك الانتفاضة المجيدة فشعر بنهايته لو امتد هذا الحس الحسيني اكثر فاكثر ,لذا قامت امريكا ومن لف لفها باخماد هذه الانتفاضة المباركة وذلك من خلال اعطاء الضوء الاخضر لطاغية العراق صدام الارعن بقصف المدن العراقية بالطائرات والصواريخ ونزلت ميليشيات العفالقة الى الشوارع فاعتقلت الالاف من الشباب المؤمن المتدين واعدمت العديد من المفكرين والعلماء ورجال الدين وغيب اكثرهم عن عالم الوجود بطرق مختلفة استعملها النظام حتى ضاع خبرهم الى ان اهلك الله طاغية العراق فظهرت المقابر الجماعية في كل انحاء المدن الشيعية لتعلن هذه المقابر بشاعة ماكان يفعله النظام في سبيل اخماد الانتفاضة الشعبانية المباركة.
وشاء الله ان يسقط صدام في ايام لها اهمية في تاريخ الشيعة خصوصا والمسلمين عموما فكان سقوطه في ايام شهر محرم الحرام الشهر الذي انتصر فيه الدم على السيف ليقول التاريخ لصدام انك مهما تفرعنت وتحديت الامام الحسين عليه السلام فلن تجد لك مكانا سوى مزبلة التاريخ, هذا الحسين الذي حاربته طيلة فترة حكمك للعراق انتصر عليك كما انتصر على يزيد من قبل وهذا درس اخر لكل طاغية وجبار .
ومن هنا كانت هذه الشعائر تمثل أحد الأعمدة التي يقوم عليها المذهب جنباً إلى جنب مع المرجعية التي تمثل الإدارة والعقل الموجه في حين أن الشعائر تمثل العنصر الجامع والموحد بين أبناء المذهب على اختلاف جنسياتهم وقومياتهم ,والذي يقف بوجه الشعائر إما جاهل مغرور أو طامع معادي يهدف إلى تمزيق وحدة أبناء المذهب
https://telegram.me/buratha