المقالات

ما يكره الوسط الثقافي العراقي سماعه!

1744 2019-08-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

في الحقبة الصدامية المظلمة، والى حد ما في الحقب التي سبقتها، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في أوائل القن العشرين، وربما الى زمن قبل هذا، كان المنتج الأدبي مفصل على مقاسات العصر وحكامه، وكنا ننتج النموذج الأدبي، لعصر يقوده  ضالعون بخنق الكلمات..

 شعراء وأدباء وكتاب وإعلاميون ، كان نتاجهم مطابق لما يريده الطغاة، كانوا صوتهم بالحقيقة، والذين كتبوا خلاف ذلك، كتبوا ما كتبوه، بعيدا عن يد الحكام وأعينهم الحمراء التي تقدح شررا، فالجواهري مات ودفن خارج العراق، وسحبت منه الجنسية العراقية، مع أنه شاعر العرب الأكبر!

كانت محاور النشاط الإبداعي، أدب وفن وثقافة ومسرح وكتابة، معدة سلفا، وقبل معظم المشتغلين بالحقل الثقافي، بالعمل على هذه المحاور، بل أن أغلبهم قام بتنميتها، حتى تولدت عندنا فنون أدبية، ليس عند غيرنا مثلها، وتفرد في هذا المجال، عدد مهم من هؤلاء، ليتبوأ مقاعد المقدمة في صالة العرض، وبينهم من كان يمتلك أفضل أدوات الإبداع، لكنه وضعها في خدمة الطاغية!

من وجهة النظر الإبداعية، والمهارات الفنية، فإنه سيمضي مثلا وقت طويل، حتى يكون بيننا شاعر بموهبة رعد بندر، وكان يمكن أن يستنسخ المتنبي من جديد، بموهبة عبد الرزاق عبد الواحد النادرة، تلك المواهب التي وضعت مع الأسف، في خدمة عملية إزاحة الحق.

آخرون قبلوا أن يعملوا ككوادر متقدمة، في مراكز التلقين الفكري، وكان واجبهم  الأساس، الوقوف ضد كل من لا ينتمي إلى الفكر" البعثي، إن صح أن يطلق عليه تسمية "فكر".

يحفظ لنا التاريخ؛ أمثلة مازالت مدار حلم كثير من المثقفين، أمثلة لشعراء هجوا حكاما ظالمين، فخروا صرعى هجائهم العنيد، غير أن هذه الأمثلة غابت تماما في عصر صدام، وحل محلها من قرأ شعرا مقبوض الثمن في (حضرة ) القائد، وبعضهم كان يرفع كفيه بالدعاء، لا لينجي العلي القدير، هذا الشعب من غمة صدام، ولكن كان يدعوا لبقاء ولي النعمة، ولم يكن هؤلاء قلة!

لقد صمموا شعرهم وكتاباتهم، وفقا لمنظومة الأدب المرفوعة:"إذا قال صدام قال العراق" شعاراً نافراً يرى على كل جدران الوطن، علِّقت إلى جواره، وفي كل منعطف رسوم القائد، وفي كل مئة خطوة من الشوارع، كان ذلك نتاج التشكيليين العراقيين، سفيها في حقبة الألم.

نستذكر ايضا معرض الحزب، في السابع من نيسان من كل عام ولم يخجلوا! بل شاركهم من كانوا يوصفون بأمهر النحاتين، الذين وظفوا مهاراتهم لإقتناص المال، وكان خيالهم يفوق خيال صدام نفسه، فاستخدم أحدهم قبضة صدام تحمل سيفا، ليمر من تحته الجنود المساقين، الى جبهات القتال في الكويت! حيث قاتلوا ببنادق صدئة، كانت هي البقية الباقية من حرب صدام مع إيران! هذا النصب ما يزال يشوه وجه بغداد، لأن حكامنا لا يجرأون على إزالته، حتى لا يزعل بعض شركائنا السياسيين!

في أم المعارك جال خيال الشعراء، كما صال في قادسية صدام المجيدة، ولم يكن صدام من إبتكر الأسمين لمعركتيه الخاسرتين، بل كانا من إبتكار أدباء العراق..!

كلام قبل السلام: تلك ذكريات يكرهها، بعض من في صدارة المشهد الثقافي والإبداعي الآن!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك