المقالات

عاشوراء والحشد وانتصار الدم القادم !

1553 2019-08-28

سجاد العسكري


من يظن ان عاشوراء حدث تاريخي قد مضى , وفعل ماضي قد استنفذت أغراضه ودلالاته , فهو لا يعرف عاشوراء وشهدائه وقائده بل لايعرف اسس ومباديء الاسلام الحنيف الذي يدعو للألفة والسلام والود والتعاون الانساني الى ابعد مدياته التكاملية , وايضا هو لايعرف ان الفعل العاشورائي الحسيني هو فعل مستقبل ارتكزت عليه العدالة والروح الثورية والمصير , فكان بقوة العدالة وسمو الروح وحدة المصير ,فتقمص هذا الفعل في كل زمان ومكان ولبسته ارواح الاحرار والمقاومين للظلم في كل زمان ومكان لكسر قيود المتسلطين الظلمة على رقاب الشعوب المسالمة الأبية . 
فلو نظرنا بعين الواقع في مختلف ظروفنا الماضية والحاضرة فانها تذكرنا بالقيم العليا الايثار والثورة , والكفاح والبطولة والتضحية ...كل هذه المباديء خير من يمثلها هو الحسين عليه السلام وهو الباعث الاول لكل الثورات , ومعلم الثائرين , نعم حدث ماضي وفعل مستقبلي ينبض فينا العقيدة والثورية ونستبشر بالامجاد والتحرير نبكيه لنتحرر وننشده فننتصر.
هذه الايام تمر علينا اعتدائات لطائرات مسيرة اسرائيلية وهي تستهدف مواقع الحشد الشعبي التابع لوزارة الدفاع العراقية , وبهذا تعتدي وتخترق الاجواء العراقية , ويسقط الشهداء , وتكرر هذا الفعل مرة اخرى وهذا الفعل ليس غريب على اسرائيل بل هي وامريكا لها اليد الطولى لمايجري من اوضاع مزرية في العراق ودعم قادة سياسين في الحكومة , ومحاربة قادة يعلمون الخطر ومكامنه ومنهم من قضى نحبه ومنه من ينتظر , والمنتظرون يرون بأن الحرب قد اعلنت بشكل رسمي بعد ان كانت بالنيابة .
فالقلق الاسرائيلي الامريكي الدائم مع الطائفيون والانفصاليون والدواعش من الحشد الشعبي لأنه بأختصار وإيجاز يعرقل مشاريعهم ويردعها ,علما ان الحشد الشعبي لم يستخدم أي عبارة للتصعيد طيلة تشكيله بل كان مدافعا عن وحدة العراق والمجتمع العراقي ويثني على كل من قدم الدعم لتحرير المحافظات المغتصبة من قبل داعش الاجرامي .
نعم فهذا لايروق لأمريكا ولا لأسرائيل ولا لدول الخليج التي اصابها الخذلان بسبب مواقفها في تصعيد الازمات لتتبين الحقيقة امام بعضهم ويعودوا الى رشدهم , المتتبع يعلم بأن الحشد الشعبي اصبح جزء فاعل في عملية التوازن الاقليمي , وخصوصا ان التهديدات والتدخلات باقية من قبل داعش وداعميها , وامريكا واعوانها غير جادة في القضاء عليهم , بل لديها اجندة مستهلكة تحاول ان تنيطها الي هذه المجموعات التي باتت مكشوفة دوليا والمسكوت عنها وعن داعمها الحقيقي دوليا ايضا؟!
فبعد عجز المنظومة الخليجية وما اصابها من تفكيك , وكانت اسرائيل تعول عليها في الدخول الى العراق , كما في اليمن ,لكنها تعرف ضعف السفهاء وهي معهم ,بأن الحشد الشعبي قادر وله القدرة على الردع واذا ماتعرض العراق الى تدخلات اخرى فان المنظومة الحشداوية والمرجعية الدينية والجماهير المطيعة سوف يكسرون شوكة امريكا واسرائيل بل يذهبوا ابعد من هذا.
فاسرائيل وبعد السماح او الوقوف موقف المتفرج من قبل امريكا ,تركزت استهداف عدة مواقع ومعسكرات سوريا العراق ولبنان وقد يشمل اليمن ايضا اعتداء منها لأيقاف محور المقاومة والوسطية في المنطقة , وهذا دليل للدور الذي يلعبه هذا المحور في عملية التوازن الاقليمي , فاسرائيل ترغب بشدة في تاجيج المواقف وكسب تاييد دول اخرى معها وعلى راسهم بعض دول الخليج مع صمت امريكي مريب! لكن محور المقاومة لم يرد , وهو ينتظر الوقت المناسب والمكان المناسب والحظة المناسبة والتي ستتمنى اسرائيل واعوانها بقائهم على نفس المربعات القديمة . 
فمن يفهم عبارة (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) فهو امام اختبار وامتحان اللاهي ضروري لأختيار طريق الحق ومجانبة طريق الباطل , فالاختبار هو بحجم الاختبار الذي جرى على الحسين عليه السلام فالذين قتلوا الحسين عليه السلام قتلوا الاصلاح والحرية وحقوق الانسانية كما تفعل اليوم اسرائيل واذنابها , لكن هيهات هيهات مابين الامس واليوم وغدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك