علي الطويل
لقد شدد الصهاينة خلال السنوات العشر الماضية من عملهم ضد جبهة المقاومة وبشكل غير مسبوق، وهذا العمل جاء من خلال التدخل المباشر او من خلال القنوات التي تخدمهم في العالم ، وعلى راس هذه القنوات امريكا وبريطانيا وخدامهم واذنابهم في العالم العربي والاسلامي ، فتعددت اشكال هذا الضغط كالحرب المباشرة كما يحدث في اليمن عبر تحالف العدوان ، والحروب الاهلية بين فرقاء الوطن الواحد وخلق عدو لتمزيقه كما في سوريا ، وايجاد الفرقة في الجسد الواحد كما في لبنان والعراق، والحصار الخانق الذي شمل حتى الغذاء والدواء كما في ايران ، ولكن الغريب ان كل هذه الاساليب العدوانية بائت بالفشل الكبير ، وكانت نتائجها بغير مايرغب الاعداء وبصورة مختلفة تماما مما يجعلهم يتخبطون ويبحثون عن طرق لحفظ ماء الوجه على الاقل ، فاحداث اليمن تسير عكس الاتجاه الذي رسمه العدوان واليوم من اشعل حرب اليمن في مأزق لايحسد عليه ، وهذا النظام السوري الذي بذل الغرب والصهاينة واذنابهم كل مايستطيعون لاسقاطه وتمزيق سوريا ، بقي صامدا وعادت الارض السورية موحدة واندحر اعدائها ، وهاي الجمهورية الاسلامية التي اراد اعدائها عند فرضهم الحصار عليها تجويع شعبها واسقاط نظامها والقضاء على منجزاتها ، ولكن النتائج جائت مغايرة للمخطط المرسوم بل كانت وبالا على من فرض الحصار ، فكانت المنجزات في ظل الحصار اضعاف ماكانت عليه في الرخاء ونظام الجمهورية الاسلامية اقوى بكثير مما كان عليه ، والان يتوسل الغرب وامريكا المفاوضات بلا طائل . ان ماحدث ويحدث في العراق ليس ببعيد عما يحدث في دول الممناعة والمقاومة فقد اشعل الاعداء الفتن والازمات الداخلية والصراعات والقتل ، وبذلوا جهودا وانفقوا اموالا طائلة في سبيل تمرير مخططاتهم التمزيقية الا ان جميعها بائت بالفشل ، واخرها مشروع داعش ، ذلك المشروع الذي ضن المخططون له انه المشروع الذي سيحقق جميع اهدافهم في المنطقة، ولم يتوقعوا او يخطر في مخيلتهم ماستؤول اليه الامور بعد ذلك ، اذ اطلقت الفتوى وهب العراقيون للقتال وتحقق النصر الناجز واندحر داعش واذنابه ، فكان النصر نصران ، الاول ان مشروعهم في تمزيق العراق قد ولى والى الابد ، والثاني اهدتنا مؤامراتهم جيشا عقائديا مقداما تسلح بالايمان والتجربة وقادر على تحطيم كل مايخططون له وتشتيت الاعيبهم ودسائسهم ، واضحى شوكة في عيونهم وباتوا يحوكون الدسائس والمؤامرات ضده للتخلص منه وباساليب شتى. واليوم عندما تتدخل اسرائيل وبشكل مباشر لضرب مقرات الحشد وافراده ومخازنه ، فانه دلالة كبيرة على انهم في وضع هستيري وخوف مما قد حصل عليه الحشد من قوة وتجربة في اربع سنوات ، وباتوا لايستقر لهم بال وغير مطمئنين لاجراءات خدامهم من الغربيين وغيرهم ضد هذه القوة المتنامية ذات الخبرة الكبيرة ، رغم ان وكلائهم او خدامهم لم يبخلوا بجهد لايقاف عجلة الحشد وعرقلتها ولكنها فشلت ، ان ضرب مقرات الحشد ومخازنه سوف لن تكون نتائجه الا كسابقاتها خيبة ومرارة للصهاينة وعزة وتقدما للحشد ، وسيهدوننا نصرا جديدا اذ لن يبق الحشد ساكنا واسرائيل تقصف مقراته وتقتل افراده ، بل سيتحول ذلك الى طرق عمل جديدة واساليب جديدة تمنح الحشد منعة واستعدادا لصد العدو وعدوانه الجوي هذه المرة ، والعمل على تحصين اجواء العراق من العدوان عبر الحصول على السلاح المضاد للاهداف الجوية والتصدي لكل عدوان اخر ، وسيكون ذلك نصرا قد اهداه المعتدين يضاف الى الانتصارات السابقة ، فقد تحولت جميع الازمات التي خلقوها الى فرصة للتطور والنمو والعزة ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha