طيب العراقي
افرزت التطورات الأخيرة، التي شهدها واقع المواجهة مع أعداء العراق، وضعا جديدا قديما لطالما كان مشخصا بدقة، من قبل أصحاب القضية وحملة لوائها من المجاهدين، يتمثل هذا الوضع؛ بوجود فئة واسعة من الذين يدعون إرتباطهم بصف القضية، لكن تكشف أن هذا الإرتباط يحصل فقط؛ حينما تلوح لهم مكاسب وإمتيازات؛ جراء هذا الإصطفاف.
هؤلاء الأدعياء؛ سرعان ما يكشفون عن توجهاتهم الحقيقية، حينما يغشى ضباب الصبح؛ بعض جوانب القضية عند مرورها بمنعطفات خطيرة، كالمنعطف الذي نمر به هذه الأوان، حينما كشر الحلف الصهيوأمريكي عن أنيابه، وبات يستهدف الحشد الشعبي بشكل سافر.
الذين لا تعنيهم القضية ومستقبل البلاد، بقدر ما يعنيهم المحافظة على ما بأيديهم من مكاسب، يمكن أن نسميهم بـ "الحواصيد"، فقد تبين أنهم كانوا مع الحشد والقوات المسلحة، شكلا وليس مضمونا، لأن النصر كان قاب قوسين أو أدنى، بل كانوا قد أحتفلوا مع المنتصرين بالإنتصار،الى حد خيل لكثيرين أنهم كانوا صناع النصر، على طريقة رقص إبن خالة الخياطة؛ التي خاطت ثوب العروس في حفل زفافها!
أكثر من ذلك؛ أن منهم وضعته التوازنات السياسية في منصب؛ أتاح له الإدعاء بأنهم قادة النصر! الحقيقة أن دماء الشهداء لها ألسن ناطقة، وهيهات أن يسرق أمثال هؤلاء النصر، وإن إستطاعوا ذلك، فستكون الإستطاعة الى حين.
الوضع الأخير في ساحة المواجهة مع أعداء العراق، سواء كانوا الدواعش او صناعهم، من الأمريكان والصهاينة والحلف العربي الخانع الذليل معهم، وخصوصا عمليات إستهداف مخازن ومستودعات الحشد ومعسكراته، أو إستهداف مجاهديه وقياداته، عبر إستخدام الطيران الصهيو أمريكي المسير، كان بمثابة سائل جلي الصحون؛ الذي "جلى" حقيقة هؤلاء، وكشف زيف معدن إدعاءاتهم الأمع البراق.
هؤلاء الذين يتحدثون اليوم عن أن كفا العراق حروبا، وأننا لسنا مستعدين لحرب بالوكالة؛ تدور رحاها على أرض العراق، هم بالحقيقة يوفرون غطاءا علنيا، وتبريرا سياسيا وإعلاميا عراقيا، للهجمات التي تستهدف أصل وجود الحشد الشعبي، والتي ستنتقل في مرحلة لاحقة قريبة، الى إستهداف الجيش العراقي والشرطة الأتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، بل والمدن والبنى التحتية حينما يشتد وطيس المواجهة..لأن وجود عراق قوي بقوات مسلحة قوية، أمر لا يتناسب مع العقيدة العسكرية الأمريكية الصهيونية، التى تتطلع دائما الى إبقاء العرب والمسلمين، وفي طليعتهم العراقيين، ضعفاء غير قادرين على مواجهة المخططات التوسعية الصهيوأمريكية، والفرات العراقي يمثل حد دولتهم المأمولة، وفقا لعقيدتهم الشريرة.
لهؤلاء نقول، أن العراق بحشده وجيشه وباقي قواته الأمنية، لا يسعى أن يكون أرضا بديلة؛ لمعركة محتملة بين الجمهورية الإسلامية والتحالف الصهيوأمريكي، مع أن القلوب والسواعد لا يمكنها أن تقف مكتوفة، لكن مثل هذه المعركة، ستكون مفروضة عليه وليس راغبا بها، لأن العراق وبعد الإنتصار على الدواعش، يرغب بالإنصراف الى البناء والإعمار، وتعويض ما خربه الأشرار.
هؤلاء المرجفين المرتجفين هلعا، ولإحساسهم من أن المواجهة مع الصهاينة والأمريكان، ستفرض وضعا جديدا ربما يفقدون فيه، بعض أو كامل المكاسب التي تحت أيديهم، غيروا بوصلتهم وتوجووا بها صوب التشكيك بالحشد وببنيته العقالئدية ومتبنياته الوطنية.
ولهؤلاء الثعابين، ومعظمهم من مجاهدي الفنادق الفاخرة، ولم يكن لهم حظور تحت أي عنوان في الخنادق، لأنهم أصلا لم يكونوا يوما من حملة البنادق، نقول أيضا؛ أن الحشد الشعبي، لعله هو المؤسسة الوحيدة التي أقتضتها ضرورات بناء العراق الجديد، وأضيفت قانونيا ودستوريا الى مؤسسات الدولة وقواتها المسلحة، وكان لها عظيم الأثر وكثير البركة، وحميمية العلاقة مع الشعب، كما انها الوحيدة التي شارك فيها جميع العراقيين، بالنفس والأولاد والمال والكلمة، لذلك استحقت عن جدارة هذا الاسم "الشعبي" المبارك.
الإساءة للحشد "الشعبي" إساءة للـ"الشعب"، وهي أيضا إساءة لدماء الشهداء التي لم تجف بعد، وهي إساءة بكل أبعاد الإساءة لمن أفتى بالجهاد؛ المرجع العظيم صمام أمان وحدة العراق، وموضع إفتخاره وسؤدده.
اول خطوت الرد على العربدة الاسرائيلية هو دعم الحشد الشعبي المبارك، وليخرس أصحاب الأصوات المبحوحة، والجالسين خلف كيبوردات الكومبيوترات في أواخر الليل، جنود السفارة من أبناء الرفيقات، ورواد مواخير الرذيلة والحانات.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha